الجمعة , أبريل 26 2024
أخبار عاجلة

ماجدة سيدهم تكتب : ثمن الدم في رقبة عم “الدين “

“طعم العيش دم يامة ..”

هنا في قريتننا الصغيرة لا نأكل خبز القمح ..حتى الجدات و الأمهات أصبحن مهرة في صنع حتى الكعكات من دقيق الشعير أو الذرة ..

.ظل الحال هكذا .. نسمع منهن الحكايات حتى حكاية عم “الدين “ذاك الشيخ الذي لايموت أبدا.. كبرنا وتعلمنا وصارت الحكايات باهتة ومتعددة الحقائق ..ترحل الجدات وتذهب معهن الكثير من الحقائق …لكن عم “الدين ” الذي لايموت وحده يعرف كل الأسرار

صرت عروسا مثل كل صبيات القرية وصار لدينا صغارا ..قالت احدانا : سنخبز خبز القمح ..مالنا وحكايات لا نعرفها ولا نثق بها ..ولا حتى نعرف سر هذا الشيخ الأبكم

تشجعنا وصرنا نعجن ونضحك ونخبز وقسمنا بالفرح خبز القمح لأول مرة فيما بين الصغار حتى صرخوا :العيش طعمه دم يامة تذكرت الآن جدتي تحكي عن ذاك العامل المغترب الذي سقط سهوا واعتصرته المعجنة الألية بالقرية وصار العجين كله دما .. بينما عم ” جلدي ” صاحب المخبز قد اخفى الخبر ..وقام بإكمال العمل وبيع الخبز المدمم لأهل القرية ..في ذاك اليوم تحكي جدتي :

تناولنا الخبز المدمم وكان الصراخ في كل بيت والألم يعتصر أمعاء كل منا ..وعرفنا الحقيقة وصارت لوثة عقل لعم ” جلدي “.. اغلق المخبز وتعاهدنا ألا نأكل خبز القمح ابدا ..

تتوالت الأجيال وعم” جلدي ” لايموت ..يشيخ بذنبه فقط … حتى اطلقنا عليه اسم “الدين ” فثمن الدم يابنيتي في رقبة هذا “الدين ” ..!

رحلت جدتي وعدنا لشعيرنا ..فيوم أن يدفع الثمن سيموت عم “الدين ” حينها سنتذوق طعم فطائر الحنطة والفرح ..

الحكاية حقيقية . ..

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.