السبت , أبريل 20 2024

إيليا عدلى يكتب : المحطة الأخيرة

كلما نزلت مسافرا لمحطة مصر، أنظر للأرصفة العديدة وأراها بكلاسيكية اللون الأبيض والأسود؛ أرى هند رستم تتهادى بدلع بينهم، صاعدة نازلة بشقاوتها تملأ المكان بهجة ودلال.. أرى فريد شوقي وسط الشيالين مصريا شهما فتيا ، وأرى يوسف شاهين بكل ابداعه وابداع عصره وازدهار منظومة الحياة المصرية عموما حينما كانت بالأبيض والأسود.. أرى ماجدة وشكري سرحان منبهرين بأضواء المدينة مأخوذين بالنداهة.

والآن أنظر لنفس اللونين بمحطة مصر.. الأبيض والأسود.. ولكن الأبيض في الرغاوي الكثيفة لمادة الأطفاء المتراكمة تحت عربة القطار المتفحمة باللون الأسود.. أرى نفسي “قناوي” ممسكا سكينا، ملطخ الوجه بالزفت الأسود، لأقتل “هنومة”.. هنومة التي طالما عشقتها وأحببت جمالها وشقاوتها وهي لا تحبني، أحببتها وهي تحتقرني وتسخر من ضعفي وفقري.. أوصلتني للجنون حتى أصدق من يحايلني قائلا: “تعالى يا قناوي يا ولدي.. هاجوزك هنومة!”

محطة مصر.. محطة، أتمنى أن تكون الأخيرة لتفشي الإهمال والفساد والإرهاب.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

لوبي باراباس الجدد ..!

لماذا لم يفكر هؤلاء الاشاوسه في نشر فيديوهات للأسقف مار ماري عمانوئيل ضد المثلية والبابا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.