الجمعة , مارس 29 2024

رداً على التخاريف الى تقول ان من بنوا الاهرامات هم فوم عاد.

 

بقلم أ: محمد فتحي-مرشد سياحي

المصريون القدماء هم بناة الأهرامات..

الهرم كان هو «المشروع القومى» لدى الفراعنة

بردية «وادى الجرف» أخرست المشككين فى حقيقة بناء الهرم.

أود ان أقدم لكم كل الأدلة التى تثبت أن المصريين هم بناة الأهرامات، وأن كل هذه الإدعائات ما هى إلا تخاريف ليس لها أى أساس علمى:

أولاً: يوجد بمصر نحو 124 هرمًا تخص ملوك وملكات من الدولة القديمة والدولة الوسطي، أى أن هرم الملك خوفو من ضمن هذه الأهرامات، وأن هرم الملك خوفو يوجد به نحو 14 عنصرًا معماريًا، وكل عنصر له وظيفة متصلة بإحياء عقيدة الملك المتوفى، ومنها المعبد الجنائزى شرق الهرم، والطريق الصاعد الذى يوجد أسفل قرية نزلة السمان حاليًا، ويصل طوله إلى نحو 710 أمتار، بالإضافة إلى معبد الوادي. وكانت هناك مدينة يعيش فيها الكهنة الذين يقدمون القرابين داخل المعابد، ومدينة العمال بناة الأهرام، وبجوار الهرم توجد الورشة التى كان يتم فيها التحنيط وصنع القطع الأثرية التى توجد داخل المعابد وتجهيز المأكولات التى تقدم كقرابين أمام التماثيل، وكذلك مقابر الملكات، والهرم العقائدي. وكل عنصر من هذه العناصر له وظيفة ولذلك للأسف لا يعرف من يروجون هذه الشائعات عن هذه العناصر أى شئ.

ثانيًا: داخل هرم الملك خوفو ترك لنا العمال «جرافيتي» عن أسماء فريق العمال الذين اشتركوا فى بناء الهرم، وقد سجلنا هذه الأسماء، والتى توجد داخل الحجرات الخمس.

وتوجد الحجرة الأولى والتى دخلها مغامر من إنجلترا وسموها باسم Davison’s Chamber ولا توجد داخلها نقوش، أما الحجرة الثانية فقد سميت Wellington’s Chamber، ويوجد شمال الجدار الغربى نقش يحمل خرطوشا للملك خوفو واسم إحدى مجموعات العمال الذين اشتركوا فى بناء الهرم الأكبر وهى مجموعة التاج الأبيض لخنوم خوفوي، وتسبق اسم الملك أرقام تشير إلى العام السابع عشر من حكم خوفو. وعلى الجدار الشرقى المقابل وعلى الكتلة الأولى بجوار المدخل للحجرة، توجد بقايا خرطوش للملك خوفو. أمام الحجرة الثالثة فتسمى Nelson’s Chamber، وداخلها نقش يحمل اسم مجموعة أخرى من العمال الذين كانوا يعملون فى بناء الهرم، وهى مجموعة «حور مجدو طاهر مطهر الأرضين»، وحورمجدو هو أحد اسماء الملك خوفو، هو الاسم الحورى له، أى المنتسب إلى الإله حورس الذى يجسد الملكية على الأرض، وهناك العديد من المدونات باسم خوفو داخل هذه الحجرة. أما الحجرة الرابعة، فتسمى Lady Arbuthnot’s Chamber، ويوجد اسم مجموعة عمال «حورس مجدو طاهر مطهر الأرضين»، وعلى الجدار الشمالى يظهر اسم مجموعة التاج الأبيض أكثر من مرة، أما الحجرة الخامسة فتعرف باسم Campbell’s Chamber وبها اسم مجموعة أصدقاء الملك خوفو. وهذه الحجرة هى التى دخلها بعض الألمان عن طريق هذا المصرى الذى يعيش فى أوروبا وهو يحاول أن يثبت أن الهرم عمره 15 ألف سنة، أى أن الهرم يعود إلى قارة أطلانطس. وقد أعلنت أن هذه المادة جاءت من محجر يعود عمره إلى نصف مليون عام، أى أن هذه المادة باللون الأحمر التى يعرفها المصرى القديم باسم «مافت»، وليس لها أى صلة بحجر الأهرامات.

ثالثًا: المقابر الموجودة غرب هرم الملك خوفو وعمرها من عصر الأسرة الرابعة إلى الأسرة الثامنة، وداخلها نصوص العديد من الكهنة الذين يشرفون على إحياء عقيدة الملك المتوفى، وكذلك الموظفون الذين كانوا يعملون مع الملك خوفو، وكذلك الكهنة المتصلين بهرم الملك خوفو، والذى كان يطلق عليه المصريون القدماء اسم «أخت خوفو» بمعنى «أفق خوفو».

رابعًا: أهرامات الملكات شرق الهرم وهما زوجتا الملك خوفو وأمه حتب حرس، بالإضافة إلى مقابر الأسرة الملكية التى تتصل بالملك خوفو.

خامسًا: الكشف عن بردية وادى الجرف، على ساحل البحر الأحمر بالقرب من الزعفرانة وليس بعيدًا عن مدينة السويس، داخل ميناء معروف باسم ميناء الملك خوفو. ويتحدث رئيس العمال «مرر» فى هذه البردية عن الفريق الذى كان يعمل معه وبلغ عدد أفراده 40 عاملاً، وقد ذهبوا إلى طرة الشمالية وطرة الجنوبية لقطع الأحجار التى كانت تُستعمل فى كساء الهرم، ويشرح لنا «مرر» طريقة نقل الأحجار من المحجر إلى مراكب ضخمة، ونقل الأحجار عبر نهر النيل، وكان هناك فرع آخر حفره الفراعنة غرب النيل؛ وذلك كى تكون المياه قريبة من الأهرامات، وكانت هناك قنوات من هذا الفرع تتصل بميناء خاص لكل هرم. وقد عثرنا على ميناء هرم الملك خوفو، وكذلك ميناء هرم الملك خفرع.

ويحدثنا «مرر» أيضًا عن الرئيس الأعلى الذى كان يشرف على ما يعرف باسم «را-شا». وكانت منطقة الهرم لها مدخل يشرف عليه «عنخ حاف»، وكان هذا المدخل يستقبل يوميًا أحجار الجرانيت التى كانت تأتى من أسوان، والحجر الجيرى من طرة والبازلت من الفيوم، والألباستر من حتنوب. وكان العمال الذين يعملون فى الهرم ويعيشون خارج الهرم يوقعون بالحرف الأول من أسمائهم كى يثبتوا حضورهم للعمل. وهذا هو كشف الحضور والانصراف، بالإضافة إلى تسجيل عدد الأغنام والأبقار التى كانت ترسلها العائلات الكبيرة بمصر.

وأشار «مرر» إلى أن منطقة الهرم كانت تسمى «عنخ خوفو» بمعنى «حياة خوفو»، وأن الهرم كان اسمه «أخت خوفو» بمعنى «أفق خوفو»، وأنه أى «مرر» كان يعيش فى العام 26 من حكم المك خوفو. وهناك العديد من المعلومات داخل هذه البردية التى كشفها بيير تاليه المكتشف الفرنسي، واعتبرها أهم كشف فى القرن الحادى والعشرين.

سادسًا: تم العثور على أدلة مكتوبة ببردية وادى الجرف تشير إلى أن الملك خوفو كان يعيش داخل قصره بجوار الهرم. وقد كتبت مقالاً من قبل أشير فيه إلى ذلك طبقًا للنص الذى عُثر عليه داخل مقبرة سنجم إيب إنتى بالهرم من الأسرة الخامسة تشير أن الملك جد كارع إسيسى كان يعيش داخل قصره بالهرم، ولذلك قلت إن الهرم كان المشروع القومى لكل المصريين، فكيف يعيش الملك فى منف، وعندما يقرر الحضور من منف، سوف يأخذ ذلك وقتًا طويلاً؛ وذلك لعدم وجود خيول فى ذلك الوقت، وجاء النص الذى يثبت أن الملك كان يحكم مصر من الهرم.

سابعًا: كما قلنا من قبل إن كشف مقابر العمال بناة الأهرامات هو دليل آخر يثبت أن المصريين هم بناة الأهرامات، وقد عثرنا على ألقاب داخل هذه الجبانة مثل «المشرف على الجانب الشرقى للهرم»، و«الموظف المسؤول عن الميناء»، وكذلك عن عدد كبير من الألقاب للكهنة والرسامين والفنانين الذين كانوا يعملون بالهرم.

ثامنًا: هو الكشف الذى عثرت عليه بعثة فرنسية تعمل داخل محاجر حتنوب والتى تقع إلى الشمال من تل العمارنة. وهذه المحاجر كان الفراعنة يحصلون منها على حجر الألباستر والذى كان يُصنع منها التماثيل وكذلك تغطى أرضيات المعابد. وقد عثرت البعثة على اسم الملك خوفو وكذلك عن طريق نقل أحجار الألباستر من المحاجر إلى منطقة بناء الهرم.

تاسعًا: بعد الدولة القديمة تحدث المصريون القدماء عن كيف أن الملك خوفو كان يفكر فى بناء الهرم؛ لذلك كتب بردية ترجع إلى الدولة الوسطى تعرف باسم «بردية وستكار» أو «بردية خوفو والسحرة». وفى هذه البردية نجد أن الملك خوفو كان يجلس داخل قصره مهمومًا وعندما سأله ابنه عن السبب فقال: «إننى أريد أن أعرف سر الإله تحوت إله الحكمة كى أستطيع بناء الهرم». ودله الابن على ذلك الساحر والذى يعرف باسم «جدي»، الساحر الذى يعرف كيف يقطع رقبة إنسان ويعيدها مرة أخرى، والذى يعرف سر الإله تحوت. وطلب خوفو من ابنه أن يحضر هذا الساحر. وعندما وقف الساحر أمام الملك سأله إن يقطع رقبة إنسان فقال الساحر: «إنه لا يستطيع أن يفعل ذلك مع إنسان».

فطلب الملك أن يحضروا له سجينًا، ولكن قال الساحر: «إن السجين إنسان». وأحضر له أوزة، فقطع رقبتها، ثم أعاد الرقبة إلى الأوزة مرة أخرى أمام دهشة الحاضرين. وبعد ذلك سأله عن سر الإله تحوت فقال الساحر: «إن هذا السر سوف يحصل عليه أولاد ولدتهم سيدة من هليوبوليس وسوف يحكمون مصر». ولكن بعد ذلك أوضح الساحر للملك خوفو أنه سوف يحكم هو وأولاده وحفيده وأن هؤلاء سوف يحكمون فى أسرة جديدة وهى الأسرة الخامسة.

عاشرًا: كان هناك كهنة لهرم خوفو المعروف باسم «أخت خوفو» خلال الدولة القديمة، بل وكانت هناك كهنة خلال الأسرة السادسة والعشرين وكانوا مسئولين عن إحياء عقدية الملك. وكل هذه الأدلة تظهر للعالم كله أن الذى بنى الأهرامات هم المصريون القدماء.

وقد سجلت كل هذه الأدلة فى كتاب ضخم جديد يعرف باسم “Giza and the Pyramids”، «الجيزة والأهرامات» كتبه معى عالم الآثار الأمريكى مارك لينر.

وفى هذا الكتاب قد جاءت كل الأدلة الخاصة بالأهرامات، بل وقدمنا كل الأدلة التى عثرنا عليها والتى تثبت كيف قام الفراعنة ببناء هرم الملك خوفو وهذا حديث آخر.

أما أى شخص يحاول أن يثبت أن هذا الهرم قد بُنى لأغراض أخرى غير دفن الملك، فهذا خطأ آخر؛ لأن الهرم كان مقبرة الملك، وفى نفس الوقت يظهر عبقرية المصريين القدماء. وأعتقد أننا يجب بعد الآن ألا نرد على هذه التخاريف التى يحاولون من خلال إعلانها سرقة أعز ما نملك، وهو الهرم والحضارة المصرية القديمة.

عصير الكتب – محمد فتحى.

 

 

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.