الجمعة , مارس 29 2024
محمد جوهر
محمد جوهر

محمد جوهر يكتب كشاهد عيان بداية ضياع الجولان

محمد جوهر  يكتب كشاهد عيان بداية ضياع الجولان

 

في ١٦ نوفمبر ١٩٧٧ بلغت ان أتوجه الي استراحه الرئاسة في مطار القاهرة وكنت اعمل مصورا في التلفزيون المصري ومخصص لتغطيه أخبار السادات وقيل أن الزياره قصيره أقصاها ليله فلا تحمل حقائب ولا أفلام كثيرة وفي هذا الوقت كنت استعمل كاميرا سينما اريفلكس ٣٥ مللي .

وفي الميعاد وجدت مجموعه صغيرة لاتتعدي ٦ أفراد من سكرتارية الرئيس  السادات ومدير الأمن لواء طه ذكي امتعه الله بالصحة وهو وانا الباقين علي قيد الحياة والشاهدين علي الواقعة واستقلينا الطائرة الرئاسيه ودقائق وكان الرئيس السادات بيننا وابلغنا انه متجه الي سوريا لمقابلة الرئيس الأسد ، وفي المطار استقبلنا الأسد رسميا بالموسيقى وحرس الشرف وتوجهنا الي القصر الجمهوري بدمشق واعطونا غرف لقضاء الليلة وبعد دقائق كنت اصور الزعيمين رفقاء قرار حرب أكتوبر الخالده وبعد تصوير بداية اللقاء سمعت السادات يقول .

 دعنا نتفق علي الخلاف .ثم شرح للأسد انه نوي التوجه الي القدس بعد ٣ أيام وكان قد أعلن في مجلس الشعب أنه مستعد للذهاب مباشرة الي إسرائيل بدلا من مؤتمر جنيف المزمع عقده بين دول كتيرة وقال السادات للأسد انه أعلن في مجلس الشعب مسبقا ماتريده مصر والعرب وهو الانسحاب الكلي من كل الأرض العربية المحتله عام ٦٧ بم فيها الجولان والقدس .

وكذلك حكم ذاتي للشعب الفلسطيني لمده ٥ سنوات يعقبه قيام الدولة الفلسطينية وتكون عاصمتها القدس الشرقية فلماذا لا يطلب هذا من الاسرئليين انفسهم في مقابل الاعتراف بالدولة الاسرئلية ووضع ضمانات أمنيه لها .

وابلغ السادات الاسد انه لن يتخلي عن مطالبه واذا فشل فهو مستعد لتحمل كل ما تؤدي اليه نتائج الزيارة حتي روحه واذا نجح فستكون الجولان أول الأراضي التي سيطالب الإسرائيليين من الانسحاب منها .

وقال السادات كل ماهو مطلوب الأن تأجيل الحكم ووصفه بالعمالة والخيانه وطلب من  الأسد ان يصدر فقط بيان يحدد فيه أن سوريا سوف تنتظر النتائج وتتطلع الي الانسحاب ..

وانقضي الاجتماع وذهب الوفد الي الغداء بدون السادات وعلي الطاولة جاءنا السيد فوزي عبد الحافظ سكرتير الرئيس وكان الرجل مثال للأبوة والشجاعة والولاء .

وبدي منزعجا واقترب من الطاولة وطلب مننا في حزم أن نتوقف عن الطعام ونهرع الي الغرف لأخذ الحقائب وننزل الي خارج القصر حيث أعدت السفاره ٣ سيارات لتنقلنا الي المطار وسنستقل الطائرة ونعود الي القاهرة فقد انتهت الزيارة ..

وهروعت الي الغرفة فوجدت ما كان في حقيبتي مبعثرا والكاميرا مفتوحه وليس بها الفيلم الخاص بالزيارة وعلمت بعد ذلك أن جميع حقائب الوفد حصل بها ما حدث لي وعند خروجي من الغرفة قابلت أفراد من الوفد وقال لي أحدهم ان راديو سوريا يذيع بيان بصوت رفعت الأسد وكان رئيس أركان الجيش السوري قد أصدر أوامره بالقبض علي السادات لمنعه من زياره القدس القادمه .

ثم انهال البيان بالسباب والاتهامات .

اقلها كان العميل الخائن، ونزلنا الي السيارات فوجدنا في أولها يجلس الأسد في المقعد الخلفي وينظر الي النافذة وخلال رحله السيارة لم يقل كلمه واحدة وعرفنا بعد ذلك أنه ركب سيارة السادات حتي يؤمن وصوله الي الطائرة بعد ان تأكد ان التهديد حقيقي وأن رفعت الأسد أصدر أوامره الي جنوده بإعتقال السادات أو حتي قتله ..ووصلنا الي مطار دمشق ولم يكن هناك أي مراسم ..

ولم ينزل الأسد من السيارة وظل صامتا ..وترجلنا المهبط الي الطائرة المصرية متوقعين الهجوم علينا في أي لحظه .

ولم يسرع السادات الخطي كما كنا نود جميعنا وطلب مننا فوزي عبد الحافظ ان نحيط السادات علي شكل دائرة الي ان وصلنا الي سلالم الطائرة التي اعدتنا الي مصر .

تذكرت هذه القصة التي لا يتذكر ها احد وانا أقرىء أمس أن الرئيس ترامب يطلب ضم الجولان الي إسرائيل

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.