الخميس , أبريل 25 2024

إيليا عدلى يكتب : من وحي العرش!

كيف يفكر الملوك والامراء..!

ملحمة “صراع العروش Game Of Thrones” من أهم الأعمال الفنية التي تثقف المواطن العادي وتعرفه بعقلية الحكام، وتعرفه بأنه ليس هناك ملائكة بين الحكام وليس هناك شياطين، ولكن هناك حاكم بشر، قد يغلب في صفاته الخير فتكون معظم قراراته نحو الإنسانية، وقد يغلب في صفاته الشر؛ فتكون معظم قراراته انتقامية مدمرة..

توقفت أثناء مشاهدتي لمواسم المسلسل السبعة – حتى الآن – في محطات عديدة؛ لأتامل مشاهد تترك أثرا عميقا في النفس والعقل، كمشهد إذلال رجال الدين للملكة علنا في شوارع العاصمة وهي عارية لتتطهر من خطاياها، وبالقدر الذي وصل إليه هؤلاء من سطوة؛ تكيد لهم الملكة وتبيدهم جميعا بنفس فظاعة ما فعلوه وأقسى، وبطريقة لا تدينها أمام الشعب، وهي طريقة لا تخطر على بال المشاهد، الذي بدوره ينبهر بالترقب الدرامي المحبوك باحترافية شديدة..

توقفت كثيرا عند الحوارات العميقة في كل حلقات المسلسل، وأحيانا كثيرة أعيد المشهد لأفهم جيدا مغزى الحوار او لأتعلم شيئا جديدا من الرسالة المتضمنة فيه..

توقفت عند التنوع في نوعية مستشاري الحاكم لكل مملكة من الممالك السبع، ومدى تأثيرهم في اتخاذ القرار.

توقفت عند شخصية القزم الذي أصبح مستشار مملكتين في أوقات مختلفة؛ فكان أحكم وأعقل من الجميع بالرغم من احتقارهم لضعفه المتمثل في حجمه الضئيل..

يعزف كاتب الرواية والمخرج على أوتار تعاطفك مع الشخصيات كما يشاء، ويغير درجة تعاطفك أو حبك أو كراهيتك أو احترامك أو احتقارك للشخصيات كما يشاء من مرحلة لأخرى في أحداث الرواية؛ فتجد نفسك تحب هذه الشخصية وتكره تلك، وفي مرحلة أخرى تنعكس تعاطفاتك، وأحيانا تجد نفسك تفكر في أعذار وضغوطات جعلت من هذه الشخصية سيئة لتبرئتها أمام نفسك، وأحيانا تسعد بأن تخطيء شخصية وتتجبر أكثر حتى لا تأخذ منك شفقة لا تستحقها. كل ما ذكرته سابقا من إبداع بهذا العمل الفني يزيد عليه إبداع الفانتازيا وتداخلها مع اللمسة التاريخية للعمل، وضبط اللغة الانجليزية بعبارات قديمة تمنحك الإيحاء بأنك بالعصور الوسطى أو ما قبلها بكثير، وزد على ذلك استخدام لغات أخرى لبعض الممالك.

عند وصولي للموسم السابع لهذه الملحمة بدأت الأعمال الرمضانية التليفزيونية العربية، فتابعت بعضها لعلي أجد ما يستحق اقتناص وقت المشاهدين.. ولعدم الإطالة في مقارنة محبطة وخيبات متعددة الاتجاهات، أختصر القول بأن هؤلاء القوم بالغرب يقدمون لمشاهديهم صراع العروش في حين أننا قابعون أمام الفنكوش الذي يمنحنا إياه كام عرش تليفزيوني!

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الضابط شفتيه، فطين

ماجد سوس تفاح من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في محلها. تلك المقولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.