الجمعة , مارس 29 2024
مختار محمود
مختار محمود

فوازير “مصطفى الفقى”!

مختار محمود

يتخلى الدكتور “مصطفى الفقى” عن وقاره، ويتنازلُ عن “برستيجه”،  مقابل بضعة آلاف جنيه، يحصل عليها نظير ظهوره فى أى برنامج تليفزيونى، مهما كان مستواه ومُحتواه.

“الفقى”، الذى هبط على مكتبة الإسكندرية، فى غفلة من الزمن، ليكون قائماً على شؤونها، ومديراً لمقاليد الأمور فيها، لم يقنعْ بتلك المهمة الرفيعة، وراح يتجولُ بين الإستديوهات؛ بحثاً عن المال، وكأنه يعانى ويلات الفقر والعوز والحاجة.

الدبلوماسىُّ السابقُ، والذى كان يتطلعُ إلى أن يكون وزيراً للخارجية، أو أميناً عاماً للجامعة العربية، دون أن يملك مقومات أىٍّ من المنصبين، لا يكتفى بمقالاته فى بعض الصحف المصرية والعربية التى تُجزل له العطاء، ولا يقنعُ بما يتحصَّلُ عليه من دور النشر التى تطبع له مؤلفاته والتى تتعامل معه بسخاء؛ ليس بسبب أهمية تلك الكتب، ولكن بحكم منصبه الرفيع وعلاقاته المتشعبة والنافذة والضاغطة.

كما لا يقنعُ الرجلُ ذو الخمسة والسبعين عاماً، بما اكتنزه أثناء عمله الدبلوماسى، وهو كثيرٌ بطبيعة الحال، لأسباب يعلمها قبل غيره، فيطاردُ المذيعات والمُعدِّات ؛ ليظهر فى برامج لا تليق بسنه، ولا منصبه، ولا الهالة التى يحيط نفسه بها.

آخرُ إطلالات “الفقى”، كانت فى البرنامج الفضائحى المثير للجدل ” شيخ الحارة”، على فضائية “القاهرة والناس”، والذى صدر قرارٌ بوقف عرضه ووقف مقدمته ” بسمة وهبة”، على خلفية عدد من التجاوزات الإعلامية التى رصدتها الجهات المختصة، ويتحاكى بها وعنها الركبانُ!

“الفقى” ذهب إلى البرنامج وهو يعرفُ حقيقته، خاصة أن هذا هو الموسم الثالث له، ومن ثمَّ فإنه لم يتم تضليله ولا خداعه، كما يزعم فى كلِّ مرة، ولكنه ذهب بحثاً عن مبلغ مالى مُعتبر من “بائعة البيض المدحرج”، و”صانعة الإعلام المدحرج”!

وقبل هذا البرنامج، حلَّ “الفقى” ضيفاً على برامج أخرى خفيفة وسخيفة لا تليقُ به، باعتباره رجل دولة، لا يجب أن يلقى بنفسه فى موارد  الهزل والاستخفاف والتدنى .

لماذا لا يقنعُ “الفقى” بما حقق وأنجز، ويُصرُّ على أن يظهر فى صورة اللاهث وراء المال، بأى شكل وبأى طريقة، لماذا لا يترفَّعُ عن مثل هذه الصغائر، لماذا لا يحافظ على صورته باعتباره مثقفاً كبيراً، ودبلوماسياً قديماً؟

هل يعدمُ “الفقى” صديقاً مُخلصاً يردُّه إلى صوابه، وينصحُه بترشيد ظهوره الإعلامى، وبقصر إطلالاته على البرامج الجادة والمهمة التى تليق به؟

ألم يخبرْه أحدٌ، بأنَّ إسرافه فى الظهور فى البرامج الهابطة والفضائحية يخصمُ من رصيده المتهافت والمتداعى، حتى وإنْ ضاعف رصيد حساباته فى البنوك؟

عزيزى “مصطفى الفقى”.. إذا كانت الإجابة عما تقدم من أسئلة بالسلب، وأظنها كذلك، فها أنذا أعظك وأنصحُك، فهل أنت ممن يقبلُ النصيحة ويقدرُها ويعملُ بها، أم سوف تُصر على على ما أنت فيه وعليه ، فنراكَ فى قادم الأيام ضيفاً على برنامج “رامز فى الشلال” أو برنامج “كريزى تاكسى”، أو بطلاً لـ”فوازير رمضان” فى العام المقبل؟

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.