الجمعة , أبريل 19 2024
لبنان

الاحداث التي تأثرت بها الدولة اللبنانية ( الجزء 3 )

كتبت : كرستين عوض

تعد لبنان من الدول العربية صغيرة المساحة، إلا أنها تتميز بجمال طبيعتها، وكثرة الأنهار الداخلية فيها، و تأثر الشعب اللبناني كثيرا بالفرنسيين من خلال الاستعمار الفرنسي لها، فعملت فرنسا على تطوير القطاعات الخدمية في لبنان مما جعل لبنان في مرحلة من المراحل من أكثر الدول العربية استقراراً وأكثرها رفاهية، وكان يطلق عليها اسم ” سويسرا العرب” بسبب تقدم قطاع الخدمات فيها، واستقرار نظام الحكم.

وفي لبنان تم إعداد دستور البلاد على أسس أن يكون رئيس الجمهورية مسيحيا من الطائفة المارونية، وقائد الجيش مسلم من المذهب السني، وعلى هذه الأسس تتقسم الإدارات العليا في البلاد .

• “الاحداث التي تأثرت بها الدولة اللبنانية ” :

• الحرب العربية الاسرائيلية 1948 :

شاركت لبنان في حرب 1948 ضد القوات الاسرائيلية ، هي حرب نشبت بالتحالف بين كل من المملكة المصرية ومملكة الأردن ومملكة العراق وسورية ولبنان والمملكة العربية السعودية ضد المليشيات الصهيونية المسلحة في فلسطين ، وكان ذلك بعد ان أعلنت المملكة المتحدة إنهاء انتدابها على فلسطين وغادرت تبعا لذلك القوات البريطانية من منطقة الانتداب، وأصدرت الأمم المتحدة قرارا بتقسيم فلسطين لدولتين يهودية وعربية الأمر الذي عارضته الدول العربية وشنت هجوما عسكريا لطرد المليشيات اليهودية من فلسطين في مايو 1948 استمر حتى مارس 1949.

وتم التوقيع على اتفاقيات الهدنة بين الدول العربية وإسرائيل بين 24 فبراير و20 يوليو 1949، وفيها تم تحديد خطوط الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات الأردنية-العراقية، المعروفة أيضا باسم الخط الأخضر.

 الحرب الأهلية اللبنانية 1975 :

إن التغير الذي حدث في التركيبة السكانية في لبنان جعل من النظام الطائفي أساسا غير مناسب لبعض مكونات الشعب اللبناني، مما أدى إلى حدوث مصادمات مسلحة، وتطورت هذه المصادمات إلى حرب أهلية دخل على إثرها الجيش السوري واحتل لبنان بهدف فرض النظام.

الحرب الأهلية اللبنانية هي حرب دموية عنيفة اندلعت في 13 أبريل 1975 وراح ضحيتها 120 ألف قتيل و300 ألف جريح، ونزح حوالي مليون فرد من لبنان نتيجة الحرب ، واستمرت الحرب حوالي 15 عاما و7 أشهر ، قبل أن تضع أوزارها بموجب “اتفاق الطائف” في أكتوبر 1990 ، وكانت أطراف الحرب تمثلت في المسيحيين الموارنة ،الشيعة، السنة، والدروز، منظمة التحرير الفلسطينية، والإسرائيليون وكذلك الجيش السوري وأطراف أخرى متفرقة. حيث بدأت الحرب عقب المحاولة الفاشلة لاغتيال الزعيم الماروني بيار الجميل قام بها مسلحون فلسطينيون وأدى إلى مقتل مرافقه “جوزيف أبو عاصي”، وردا على هذه الحادثه حصلت حادثة عين الرمانة التي هوجمت فيها إحدى الحافلات المدنية وكان يتواجد فيها ركاب فلسطينيين مما أدى إلى مصرع 27 شخص.

في البداية كانت هناك 3 جبهات رئيسية :

– الجبهة اللبنانية بزعامه كميل شمعون. هذا الفصيل كان يهيمن عليه المسيحيون الموارنة. وسرعان ما حصلوا على المعونة من سوريا ثم من إسرائيل لاحقاً.

كانت للميليشيا التابعة للجبهة المسماه القوات اللبنانية بقيادة بشير الجميل دور أساسي في الحرب.

– مجموعات الحركة الوطنية اللبنانية بقيادة كمال جنبلاط، السياسي الدرزي البارز.

 منظمة التحرير الفلسطينية بجميع قواها واطيافها والتي تحالفت مع الحركة الوطنية اللبنانية.

 غزو إسرائيل لجنوب لبنان عام 1978 :

في 14 مارس 1978 قامت القوات الإسرائيلية بغزو جنوب لبنان حتى نهر الليطاني ردا على العمليات التي كانت منظمة التحرير الفلسطينية تقوم بها ضد إسرائيل منطلقة من لبنان. الهدف من الغزو كان خلق منطقة عازلة بعرض 10 كيلومترا داخل الأراضي اللبنانية وبطول الحدود اللبنانية – الإسرائيلية .

و بحلول مايو 1978 أنسحبت إسرائيل من معظم جنوب لبنان باستثناء منطقة تسميها إسرائيل “منطقة أمنية” .

 قصف إسرائيل لبيروت1981:

في 17 يوليو 1981، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مبنى مكون من عدة طوابق كان يضم مكاتب لمنظمة التحرير الفلسطينية. بعثة الأمم المتحدة في لبنان قدرت عدد القتلى ب 300 وعدد المصابين ب 800 مصاب، أدى القصف إلى استياء دولي وحظر مؤقت لتصدير المنتجات الأمريكية لإسرائيل.

 الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982 :

في اغسطس من عام 1981، اعيد انتخاب رئيس وزراء إسرائيل مناحيم بيجن لفترة ثانية وفي سبتمبر من نفس العام بدء بيجن ووزير الدفاع أرئيل شارون التخطيط لغزو لبنان مرة أخرى لطرد منظمة التحرير الفلسطينية ، وفي 3 يونيو 1982 قامت منظمة أبو نضال بمحاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن.

إلى ان إسرائيل اتخذت من العملية ذريعة لتنفيذ مخططها باجتياح لبنان والقضاء على منظمة التحرير الفلسطينية.

أمر شارون وبيجن بضرب معاقل منظمة التحرير الفلسطينية والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيروت الغربية مما تسبب في مقتل 100 شخص.

ردت منظمة التحرير الفلسطينية بإطلاق الصورايخ والمدفعية من جنوب لبنان على شمال إسرائيل. كان ذلك بمثابة الذريعة المباشرة لإسرائيل بالقيام بالاجتياح.

وبحلول 15 يونيو كانت القوات الإسرائيلية تعسكر خارج بيروت ، استمر حصار بيروت لمدة 7 اسابيع قطعت خلالها إسرائيل الكهرباء وامدادات الماء والطعام عن المدينة.

هاجمت القوات الإسرائيلية بيروت الغربية عن طريق البر والبحر والجو وأدى القصف العشوائي إلى مقتل آلاف من المدنين.

 اتفاق الطائف وإنهاء الحرب 1989 :

هو اتفاق تم التوصل اليه في المملكة العربية السعودية في 30 سبتمبر 1989 في مدينة الطائف، فتم توقيع اتفاق ينص على تقسيم المناصب العليا مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، كما أنتقصت من صلاحيات رئيس الجمهورية ووضعتها في مجلس الوزراء مجتمعين ، وحدثت الكثير من عمليات الاغتيالات للزعامات اللبنانية، وظهر تنظيم مسلح على أرض لبنان وهو حزب الله اللبناني. وأصبح الوضع السياسي معقداً أكثر وأكثر، فما زالت لبنان غير قادرة على انتخاب رئيس للبلاد بسبب تعقيدات الوضع الداخلي.

 انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000 :

احتلت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، وأنشأت فيه ميليشيا من المتعاونين معها بقيادة سعد حداد ثم أنطوان لحد، وفي عام 1982 دخلت إسرائيل إلى بيروت ثم انسحبت وبقيت في الجنوب.وفي سنة 2000 اعلن “ايهود باراك” الانسحاب التام من لبنان ، وتبع انسحاب الجيش الإسرائيلي جميع القوى اللبنانية المساندة له ، فيما عدا مزارع شبعا والتي لا تزال محتلة حتى الآن .

 ثورة الأرز 2005 :

في 14 فبراير اغتيل الرئيس رفيق الحريري فقامت المظاهرات تطالب بانسحاب القوات السورية وبقيام محكمة دولية لكشف ومعاقبة قاتلي الرئيس الشهيد.

حشد حلفاء سورية مظاهرة ضخمة في 8 مارس في لبنان موجهين التحية للمقاومين وللجيش السوري. في المقابل، قام اللبنانيون المناهضون للوجود السوري بمظاهرة مضادة ضخمة هي الأخرى في 14 مارس، اقيمت بما يعرف بساحة الشهداء ،ويقدر عدد حضورها بحوالي المليون شخص ،اعتبرت هذه المظاهرة الأكبر بالتاريخ من حيث النسمة والكثافة السكانية اجبر السوريين على الانسحاب على اثرها.

وعرفت هذه الحركة بانتفاضة الأرز. وانسحبت القوات السورية في ابريل .

 الحرب الاسرائيلية علي لبنان 2006 :

هي حرب نشأة بين قوات من حزب الله اللبناني وقوات جيش الدفاع الإسرائيلي في 12 يوليو 2006 ، والتي استمرت 34 يوما في مناطق مختلفة من لبنان، تخطى عدد شهداء الحرب الـ 1,200 قبل أن تنتهي بقرار مجلس الأمن 1701 الذي نص على “وقف الأعمال العدائية”.

بعدما قرر حزب الله أسر جنود إسرائيليين لتحرير اللبنانيين من المعتقلات الإسرائيلية، وشن حزب الله عملية الوعد الصادق، أدت إلى أسر جنود إسرائيليين، فبادرت مباشرة القوات الإسرائيلية وأقتحمت الجدار الحدودي ودخلت إلي الأراضي اللبنانية فكان حزب الله مترصدا للإسرائيليين وقصف الدبابتين، فقتل 8 جنود إسرائيليين،حدث أثناء الحرب نزوح أعداد كبيرة من اللبنانيين قدر عددهم بنصف مليون نازح لبناني .

وقعت الغارة الأخيرة في الساعة 7،45 صباحا في 14 اغسطس 2006 واستهدفت بساتين الأطراف الشرقية لمدينة صور وبعد 15 دقيقة من هذا القصف دخل تطبيق قرار “وقف الأعمال العدائية” الذي نص عليه القرار 1701 لمجلس الأمن الدولي حيز التنفيذ، ونص القرار 1701 على إنهاء العمليات القتالية من كلي الجانبين وإضافة 15000 جندي لقوة “يونيفيل” لحفظ السلام مع انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى الخط الأزرق وانسحاب قوة حزب الله إلى شمالي نهر الليطاني وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب اللبناني .

 اعتصامات ضد حكومة فؤاد السنيورة 2006 – 2008 :

بدء الاعتصام في 30 اكتوبر2006 بنصب أكثر من 600 خيمة حول مقر رئاسة الحكومة في وسط بيروت، محاولة ضغط لإقالة حكومة فؤاد السنيورة ، وفك الاعتصام مع نجاح اتفاق الدوحة في 21 مايو 2008 بعد 18 شهر .

وكان بداية الأزمة استقالة وزراء حزب الله وحركة أمل من الحكومة الحالية وكذلك فعل الوزير المحسوب على رئيس الجمهورية السابق بعد أن رفضت الأكثرية النيابية الحالية توسيع الحكومة لإعطاء المعارضة الثلث فيها، وبهذه الاستقالة خرج كل الوزراء الشيعة مما اعتبرته المعارضة خرقا للدستور الذي يدعوا للعيش المشترك. وعندما رفضت الحكومة استقالتهم، دعت المعارضة أنصارها إلى الاعتصام في وسط بيروت حتى استقالة الحكومة.

وقد أدى الاعتصام إلى شلل تام في وسط بيروت ولاسيما منطقة الاعتصام والشوارع المحيطة ما أدى إلى إقفال عشرات المؤسسات التجارية وصرف موظفيها. وقدر مسؤولون وخبراء اقتصاديون، إجمالي الخسائر التي تكبدها قطاع التجارة في لبنان بسبب الاعتصام بنحو 10 ملايين دولار يومياً.

 اشتباكات نهر البارد 2007:

جرى صراع في مخيم نهر البارد في مايو 2007بين الجيش اللبناني وجماعة “فتح الإسلام” الإرهابية استطاع أن يحسمه الجيش لصالحه ،

فقام الجيش بالقضاء على هذا التنظيم بالكامل وقتل زعيمه شاكر العبسي واسر عدد كبير منهم وهم الآن بسجن رومية, كما تم تدمير مخيم نهر البارد بالكامل .

 الحرب الأهلية السورية في لبنان 2011 :

امتد القتال من الحرب الأهلية السورية إلى لبنان بين 2011 و2017، حيث سافر معارضو وأنصار المتمردين السوريين إلى لبنان لمحاربة ومهاجمة بعضهم البعض. وإمتد النزاع إلى بيروت، وفيما بعد إلى جنوب وشرق لبنان، بينما إنتشرت القوات المسلحة اللبنانية في شمال لبنان وبيروت.

في ديسمبر 2013، كان هناك على الأقل 355 قتيل وأكثر من 2.000 مصاب.

وصف النزاع السوري بأنه قد أذكى “تجدد العنف الطائفي في لبنان”، مع دعم العديد من مسلمي لبنان السنة المتمردين في سوريا، بينما العديد من الشيعة قد دعموا الأسد، الذي توصف أقليته العلوية عادة كفرع للإسلام الشيعي. ونتجت عمليات القتل، اضطرابات، وحوادث اختطاف المواطنين الأجانب في أنحاء لبنان.

مما اسفرت تلك الاحداث عن نزح ما يزيد عن عن 1.1 مليون لاجئ سوري إلى لبنان منذ بداية الأزمة السورية.

 ظهور داعش 2013 :

ظهر تنظيم “داعش” الإرهابي المنبثق عن تنظيم “القاعدة” في العراق ومن ثم في سوريا. ووجه الإرهاب سلسلة من الإنفجارت للبنان تركزت في الضاحية الجنوبية لبيروت (منها في بئر العبد والروس وبئر حسن وحارة حريك وبرج البراجنة) بالإضافة إلى طرابلس وبعلبك.

وفي 2 أغسطس 2013 تم إختطاف 38 عسكرياً من الجيش اللبناني والأمن الداخلي على أيدي “جبهة النصرة” و”داعش”.

شاهد أيضاً

زيارة سرية لمحمد صلاح لمصر…وتحرك هام من حسام حسن

وصلت معلومات غير مؤكده للتوأم حسن مدرب ومدير المنتخب، عن قيام محمد صلاح كابتن منتخب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.