الثلاثاء , أبريل 16 2024
البطولة الإفريقية

بهدوء…على شاكلة كأس الأمم الأفريقية.. كرة القدم وثقافة الطائفية 12 يوليو2019!


د.ماجد عزت إسرائيل

كأس الأمم الأفريقية 2019 م، وهي التى تعرف باسم” كأس أفريقيا للأمم توتال لعام 2019م” رقم (32) في ذات البطولة حيث كانت البطولة الأولى عام(1957م) من كأس أفريقيا للأمم، وهي بطولة لكرة القدم للرجال،وينظمها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم المعروف باسم(الكاف). وتستضيف مصر البطولة الأفريقية 2019 م. وهي التى تقام في الفترة ما بين(21 يونيو إلى 19 يوليو 2019م)،وقد حصلت مصرنا الحبيبة على موافقة رسمية من اللجنة التنفيذية للاتحاد الأفريقي لكرة القدم بتنظيم هذه البطولة في(30 نوفمبر 2018م)،بعد ان تم تجريد دولة الكاميرون من استضافتها للبطولة ويرجع ذلك إلى التأخير في تسليم البنية التحتية، وتمرد جماعة” بوكو حرام” وأزمة اللغة الإنجليزية.

وهنا نسجل دور مصر العظيم فى تجهيز الملاعب اللازمة لإقامة بطولة الأمم الأفريقية 2019م، وفي خلال فترة وجيزة تم تجديد ستة وهي: استاد القاهرة الدولي، واستاد 30 يونيو في مدينة القاهرة، واستاد الإسكندرية في الإسكندرية، واستاد السويس في السويس، واستاد الإسماعيلية في الإسماعيلية واستاد السلام في القاهرة.وفي(21 يونيو 2019م) أعلن الرئيس المصرى”عبدالفتاح السيسي”، افتتاح بطولة الأمم الأفريقية رقمـ (32) لكرة القدم، حيث ذكر قائلاً في كلمته داخل استاد القاهرة الدولي. “الشعب المصري العظيم، أشقاؤنا شعوب الدولة الأفريقية العريقة، دعوني أرحب بكم جميعا، أرحب بالإخوة الأعزاء أبناء القارة الأفريقية الغالية في وطنهم الثاني مصر، متمنيا لكم جميعا التوفيق على بركة الله، نعلن افتتاح بطولة الأمم الأفريقية الثانية والثلاثين لكرة القدم…. شكرا”. وقدمت خلال حفلة افتتاح البطولة العروض الاستعراضية بمشاركة الفنان حكيم واثنين آخرين من دول القارة السمراء.وهنا نسجل دور الكابتن”محمد فضل”لإنجاز هذا العمل على هذا النحو.وقد إشادة وسائل الإعلام العالمية بهذا الافتتاح وقدرة مصرنا الحبيبة على تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم.

وقد شهدت بطولة الأمم الأفريقية رقم(32) خروج المنتحب المصرى لكرة القدم في دور(16) على يد منتخب جنوب أفريقيا.وقد ذكر العديد من الكتاب والمحللين الرياضيين العديد من الأسباب التى أدت لخروج المنتخب المصرى منها سوء اختيارات اللاعبين المتميزين في كرة القدم المصرية، وأيضًا قضية اللاعب المتحرش”عمرو وردة”، وفساد النظام الإدارى داخل اتحاد كرة القدم المصرى. الذى قدم استقالته عقب خروج المنتخب من دور (16)،وحتى كتابة هذه السطور يخضع هذا الاتحاد للتحقيقات من جانب الرقابة الإدارية،وعلينا جميعا أنتظار التحقيقات القانونية لمعرفة الحقيقة لكشف هذا الفساد الذى أطاح بحلم المصريين في الحصول على بطولة الأمم الأفريقية لكرة القدم 2019م.

وبعيدًا عن خروج المنتخب المصرى على يد جنوب أفريقيا في دور(16)،وإقالة المدير الفنى” أجيري” واستقالة الاتحاد المصرى لكرة القدم، وغضب الشعب المصرى وحزنه على هذا الخروج المهين. هنا أريد أن نتحدث عن ثقافة الطائفية فمفهوم “الثقافة” فى قارة أوروبا بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، يشير إلى عمليات الإصلاح التى سادت ذات المجتمع الغربي فى ذات الفترة. ومع منتصف القرن العشرين تبلورت عدة مفاهيم لمفهوم الثقافة، إذ نجد أكثر من(164) تعريفًا لها عام 1952م. وخلاصة هذه المفاهيم أن الثقافة تعني التذوق فى مجال الفنون الإنسانية، والتكامل فى مجال المعرفة البشرية والسلوك الإنساني، والذي يعتمد على القدرة على التفكير العلمى والسلوك الاجتماعي. وتشكل جميعها مجموعة من الاتجاهات المشتركة، والقيم، والأهداف، والممارسات التي تميز مؤسسة أو منظمة أو جماعة ما.

وثقافة أي مجتمع محصلة الأفكار السائدة بين أعضائه، وتظهر هذه الثقافة في السلوك الجمعي للمجتمع والمظاهـر الاجتماعية المختلفة، إضافة إلى درجة التعليم في هذا المجتمع ومحصلته، ومدى اتساق هذه الثقافة مع البيئة الجغرافية والمجتمعية التي يعيشها. ولكل ثقافة مظاهر وأبعاد تختلف من جماعة إلى أخرى، حيث تؤثر فيها عوامل عديدة.ولكل ثقافة جذور ضاربة في أعماق التاريخ تختلف من شعب إلى آخر وفق الظروف والأحداث التاريخية التي يمر بها كل مجتمع. وتشكل هذه الظروف العديد من مكونات ثقافة أي مجتمع.

وقد شهدت بطولة الأمم الأفريقية رقم(32) مشاركة (24) فريق لكرة القدم أى نحو (24) دولة من قارة أفريقيا، ولكل دولة ثقافتها وعاداتها وتقاليدها،وخاصة عند إحراز الفريق لهدف في شباك الفريق المنافس وهذا بالطبع شىء جــميل يبعث البهــــجة والفرحة لدى جــــماهيرة كرة القدم بشكل عام. ولكن الشىء السىء هو تصنيف الدول واللاعبين من حيث الدين أو المذهب الدينى. وهنا لم تحقق لعبة كرة القدم هدفها السامى وهو التسامح والروح الرياضية لدى الفرق المشاركة. فنذكر على سبيل المثال وليس الحصر معلق لكرة القدم على أحدى القنوات المسؤلة عن نقل البطولة يصنف اللاعبين حسب الدين، وآخر يتمنى بوقف حال الفريق الآخر بإصابة لاعبيه ليحق فريقه الذى ينتمى إليه النصر، وآخـــــرون يريــــدون حصول فريـــــق عربى على البطولة وليس فريق أفــــريقى هل هــــذه هي الرياضة ؟ الرياضة عزيزى القارىء هـــدفهـــــا في المقام الأول نشر المحبة والسلام والتماسك بين شعوب القارة الأفريقية.

وهنا لنا عتاب على الإعلام وبعض القنوات الفضائيات الرياضية التى تبث الطائفية،حيث ذكر مقدم أحــــد البرامج قائلاً:” علينا بعد خروج مصر تشجيع الدول العربية الشــــقيقة للحصول على بطولة الأمم الأفريقية”.ما تفسير ذلك؟ ونسى مقدم البرنامج الرياضى الشهير أن سيادة الرئيس”عبد الفـــتاح السيسى” رئيساً للوحدة الأفــــريقـــية.وعلقت بعض القنوات الفضائية أن من أسباب خروج المنتخب المصرى لكرة القدم من دور(16) على يد جـــــنوب أفريقيا يرجع إلى تحول المنتخب من منتخب الساجدين للمنتخب المتحرشين!! واتهم رئيس أحد الأندية المصرية مدرب منتخب مصر بأنه السبب في خروج المنتخب ووصفه بـــ “الخمورجى”.وأيضًا الفنانة سما المصري سبب خروج مصر حيث ذكر قائلاً:”النجسة دي سبب خسارة مصر” .

على أية حال،ربما نرى أن التعصب أو التميز أو الطائفية أو التصنيف العنصرى أو أى شىء يجنى البطولة وأنما الجهد والعرق والاجتهاد والتخطيط السليم والالتزام هم السبيل لتحقيق النجاح ليس في كرة القدم بل في شتى المجالات.وهنا نسجل ما كتبه لنا الكاتب المحترم الأستاذ “حسن المستكاوي” الناقد الرياضي في مقاله المنشور بجريدة الشروق يوم(11 يوليو 2019 م) حيث ذكر قائلاً:”…..قام بعض المسطحين، باعتبار قضية وردة سببا للخروج، وقالوا إنه منتخب المحترشين بعدما كان منتخب الساجدين، ولكنه لا هذا ولا ذاك، هو منتخب يلعب كرة القدم، وخرج أولا من البطولة لأنه يعانى فنيا فى كل شىء من اللياقة والقوة البدنية إلى المهارات الجماعية والخططية والتكيتيكية، وغلف هذا الأداء السلبى بفوضى إدارية وعدم انضباط وعدم سيطرة.. وسوف يظل لى الملعب شاهدا، دون الإشارة إلى ما يثار من قضايا فساد واتهامات بشأن المدرب وبعض مساعديه أو بوكيل لاعبين.. فهذا موضوع يخص جهات التحقيق ووزارة الشباب والرياضة التى تمثل الدولة.

وأخيراً، التعصب والعنصرية سواء كان ذلك من حيث اللون أو الجنس أو النوع أو الدين أو المذهب تدمر المجتمعات وتفتت الشعوب…الرياضة وخاصة لعبة كرة القدم على أعتبار أنها اللعبة الشعبية الأولى تدخل البهجة والسرور لدى الجماهير.وتجبر الشعوب والملايين للخروج للشوارع لتحتفل بانتصارات فرقها ومنتخباتها…هذه هي الرياضة ..وكرة القدم وهذا ما نتمناه لمصرنا الحبيبة!

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

التعليم ـ الرهبنة ـ الإدارة : محاور الأزمة ومداخل الإصلاح

كمال زاخرالإثنين 15 ابريل 2024ـــــ اشتبكت مع الملفين القبطى والكنسى، قبل نحو ثلاثة عقود، وكانت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.