الخميس , أبريل 25 2024

ماجدة سيدهم تكتب : ومعانا فشل عملية التنوير

وبنظرة سريعة للشارع أقدر أقول أن عملية التنوير فشلت فشل زريع ..ماعدا بعض الاجتهادات اللي لسه بتناضل بمفردها .فبعد سنين لم يقدم التنوير أي إصلاح إنساني أو أي مؤشر سعيد أو تخفيف من معاناة أو أي تغيير فكري ملحوظ في عقلية الشارع المصري والنتيجة في أردأ مايكون يبقى أكيد فيه حاجة غلط ..

أولا ..أغلب التنويرين عندهم نظرة استعلاء على جموع الشعب البسيط..اللي من وجهة نظره هو شعب بيئة .. فعاشوا دور الناقد والمعلم والمستهجن والساخر والمندهش وأنه هو الفاهم والأعلم واللي في ايده كل الخيوط لإنقاذ هذا الوطن من شقائه وتخلفه ..

في حين يتلخص دور الشعب عند حدود إما التصفيق والاعجاب والدفاع عن التنويري اللي بينتمي له .او عند حدود مهاجمة هذا المستنير فيحصل نوع من الشو اللي بيصب في مصلحة هذا التنويري أيضا ..او العزوف تماما


ثاتيا..المفروض رساله التنوير من بعد ثورتين أنها تنصب على تغيير الأفكار المضللة والمتخلفة والسلوك غير المتحضر وغير الإنساني لدى الكثيربن واللي بيعوق تقدم وتحضر وسلام أي وطن ونهضة أي شعب ..يعني تغيير فكري ودا ماحصلش ..


ثالثا ..انحصرت رسالة التنوير في حاجتين ..


أول حاجة : نقد الأديان اللي فعلا ليها دور خطير في تخلف وتأخر الشعوب ..ودا تم أحيانا بوضوح وأحيانا أكثر تم بتحفظ زي تجديد الخطاب الديني (التنوير الوسطي ..،!) بالأضافة كمان إلى تناول الكلام عن الحريات بانفتاح وجرأة شديدة ..


ولأن الشارع أغلبه جاهل ومش ناضج و تربية شيوخ وهابية فلازم طبعا يحصل صدام على اعتبار أنك بتهد اساسات في معتقده وتراثه واعرافه وموروثه الثقافي .فخرج علينا الصراع بين التنويريين وشيوخ السلفية ..واللي غالبا بتكون نتيجته منساقة لصالح الفكر السلفي فهو الأضمن للآخره ..


تاني حاجة .. إن رسالة التنوير لما أخدت في الدفاع عن الأقباط كأقلية عددية واقع عليها قهر واعتداء سافر من أغلبية عددية وجهت كلامها كله للاقباط نفسهم


فالسؤال هو حضرتك بتنور مين بالظبط .وبتشرح لمين …؟ للأقباط ..؟ ليه ..؟ المشكلة مش عند الأقباط على فكرة ولا الخطر جاي من عندهم . .


طيب مش من باب أولى توجه دفاعك عن الأقباط للأغلبية اللي فاهمة غلط وأفكارها عدائية ضد المجتمع كله .. . فهل حضرتك تقدر تدافع وتوضح وتصحح أفكار ومفاهيم مشوشة وانت داخل مسجد أو من خلال قناة دينية او منتديات إسلامية ..؟زي مابيحصل من داخل الكنائس أو من خلال القنوات المسيحية..


للاسف الرسالة فشلت لأنها راحت في غير مكانها الصحيح …



فشلت لأنها اخدت البعد الديني فقط دون تناول البعد الاجتماعي أو الاخلاقي أوالجمالي أوالانساني . فشلت لانها ماوصلتش للناس .علشان كدا لا أبرء التويرببن لأنهم فقدوا بوصلة التواصل الشعبي وهي كانت الأخطر والأهم .


وعلشان كدا برضه تلاقي التنويريبن بيتكلموا وبيسمعوا ويحضروا لبعض بس ونفضل نلف في حلقة مفرغة والنتيجة…… ؟؟؟


* التنوير هو شق عتمة الذهن والوجدان بهدوء وثقة وثبات وبلغة يفهمها الشارع والموحول ويصدقها من غير خوف أو تشكيك أو استعلاء .. بلغة تحمل حبا ورفقا وقلقا إنسانيا مقنعا على مصير أسرى الفكر المظلم ..


*سؤال تاني هل الدولة مؤمنة فعلا بالتنوير ..ولا مكتفية بلعبة تجديد الخطاب الديني ..التنوير مسؤولية دولة وشعب معا.. مش مجرد محاولة أفراد تناطح الفراغ ..


كل فشل والتنوير بخير ..

شاهد أيضاً

ليلة أخرى مع الضفادع

في ضوء احداث فيلم الوصايا العشر بشأن خروج بني اسرائيل من مصر التى تتعلق بالضربات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.