الخميس , مارس 28 2024
مدحت عويضة

السيسى لن يسقط….. ولكن


بقلم: مدحت عويضة

شهدت مصر ولأول مرة مظاهرات ضد الرئيس السيسى في عدة محافظات كان أبرزها القاهرة، الإسكندرية، السويس، والدقهلية.

بين تهويل الإعلام التركي والقطري، وتهوين الإعلام المصري من المظاهرات تاهت الحقيقة، ولكن مع بداية ظهور تقارير لصحف غربية ومع الاتصال بمصريين يعيشون في هذه المدن، تبين لنا أن هناك مظاهرات لم تكن بالملايين كما نشر الإعلام التركي القطري، ولا هم ٣٠-٤٠ فرد كما نشر الإعلام المصري.

كانت مظاهرات الإسكندرية هي الأكبر والأقوي بدأت من شارع ٤٥ بمنطقة العصافرة قبلي ثم اتجهت لشارع جمال عبد الناصر ووصلت الأعداد لعدة ألاف.

مظاهرات ٢٠ سبتمبر أعادت لذهني مظاهرات ٦ أبريل سنة ٢٠٠٨، كانت بسيطة وتركزت في المحلة وولد من رحمها مظاهرات يناير بعد أقل من ثلاث سنوات.

المظاهرات التي شهدتها مصر كانت بسبب دعوة محمد علي للتظاهر هذا الجاهل سياسيا، والذي يدعي أنه يحارب الفساد الذي كبر وترعرع هو فيه.

 وليس لي علاقة بحياته الخاصة فهو حر ليعيش حياته كما يحلو له.

المظاهرات التي شهدتها مصر كسرت حاجز الخوف، وأنا لست ضد المظاهرات فأنا تظاهرت ضد السيسي في ١ أغسطس ٢٠١٦ أمام البيت الأبيض وتظاهرت ضده في مايو ٢٠١٧ أمام السفارة المصرية ببأتاوا.

وكنا أول من كسر حاجز الخوف وأول من تظاهر ضد السيسى فأنا لا يستطيع أحد أن يزايد علي مواقفي ولا علي تاريخي.

ولكن هناك فرق بين المظاهرات التي لها مطالب، والمظاهرات التي تهدف لهدم نظام كامل وبالتالي هدم بلد بالكامل، والعودة لمربع صفر.

والتي يكون هدف من يشعلها ومن يقف ورائها ليس الخير للشعب ولا الوطن بل هو صراع من أجل السلطة عن طريق إشاعة الفوضي.

هذه المظاهرات والدعوات لن تسقط الرئيس السيسي

للأسباب الأتية:

  • الرجل والحق يقال نجح في إعادة الأمن للبلاد، وعندما نتكلم عن الأمن فهو الأهم في حياة كل الشعوب، وأتذكر عندما سألني سياسي كندي كيف لشعب قام بثورتين أن يرضي بحكم ديكتاتوري، فقلت له ولماذا صوت الأمريكان لجورج بوش الابن في سنة ٢٠٠٤ رغم فشله ورغم تدميره للاقتصاد الأمريكي؟؟.
  • فآجاب،  غلب عليهم الجانب الأمني. قلت له أنت أجبت علي سؤالك، ومن حق المصريين أن يضعوا الأمن من أولي أولوياتهم.
  •  

٢-الشعب المصري يدرك تماما أن سبب قيام المظاهرات هو صراع علي الحكم وليس لمصلحتهم هم وليس من أجل الشعب، فثورة ٢٥ يناير كان لها هدف ”عيش، حرية، عدالة إجتماعية“ أما مظاهرات ٢٠ سبتمبر فهدفها إسقاط السيسي ليحل بدل منه الحكم الفاشي الديني.

٣-غالبية المصريون يعشقون الرئيس السيسي وخصوصا من هم فوق الثلاثينات وكلما تقدم العمر زادت درجة العشق، فكيف يسقط رئيس يعشقه ويؤيده غالبية شعبه.

للسيسي أخطاء، نعم كثيرون يعترفون بذلك، ولكن ما الحل؟؟

هل هو الثورة وإزاحة السيسي، في الوقت الذي لا يوجد فريق أخر يستطيع ملئ الفراغ غير الإخوان!!!!.

بالطبع الشعب لن يقبل عودة الإخوان ولكن الجميع مع فكرة إصلاح المنزل أيسر من هدمه لأن لو تم هدمه ربما لن نستطيع بناءه مرة أخري.

  • الغرب وأمريكا لا يريدون سقوط النظام، فالسيسي أستطاع التصدي للإرهاب في الشرق الأوسط وهو الوحيد القادر علي القضاء علي الإرهاب، كما أن الثورات في البلاد العربية جاءت بنتائج سلبية علي كل الغرب الذي تسلل الإرهاب له من ناحية ودفع مليارات الدولارات تكلفة للاجئين من ناحية أخري، وأصبح زيادة عدد اللاجئين في البلاد الغربية  يهدد التركيب الديموجرافي للبلاد ويهدد السكان الأصليين فيها.
  • البديل صعب بل قاتل فالتيار المدني بعيد جدا عن القدرة حتي علي المنافسة فالبديل سيكون التيار الديني الفاشي، أو شخص عسكري أخر فلماذا التغيير أذا؟؟.

٧- ظهور أصوات غير مصرية تنادي بالثورة وهي أصوات يكرهها المصريون وبدون ذكر أسماء، كانت هذه الأصوات سبب أن يلتف الشعب حو الرئيس السيسي حتي هؤلاء الذي ليس علي توافق تام مع النظام.

٨- الشعب المصري لديه ثقة كبيره في نزاهة الرئيس وطهارة يده ولم ينخدع بالأقاويل التي رددها أعداء النظام.

٩ـ المصريون يرون أن في سقوط السيسي هو سقوط لمصر ولن يسمحون بسقوط وطنهم مرة أخري.

الأقليات هي أكثر من يتمسك بالرئيس ويشعر بذلك الغرب ويريد بقائهم في بلادهم لمعرفته التامة أن حاله شعورهم بالخطر سيلجأون للغرب.

كل هذه الأسباب تجعل من المستحيل سقوط النظام المصري. ولكن ربما تكون المظاهرات سبب في أن يعالج النظام أخطاءه وتبدأ الحكومة في النظر للفقراء، وتبدأ في تلبية بعض مطالبهم والمساعدة في توفير حياة كريمة لهم. فالفقراء لا يهتمون بالمشاريع، فليس بالمشاريع يأكل الشعب بل الخبز.

ربما تكون المظاهرات بداية في أن يتوقف المؤيدون للنظام عن تعاليهم وكبريائهم الذي يكسب النظام كل يوم أعداء جدد فما يطلق عليهم المصريون ”المطبلاتيه“ هم سبب سخط كثيرون علي النظام.

 ربما يدرك النظام أن عصر الديكتاوريات قد أنتهي وأن الشعب المصري لن يقبل كتم الإنفاس طويلا، وهي فرصه لإعادة حرية الصحافة والكف عن دعم أبواق إعلامية أضرت النظام أكثر من نفعها له.

الاستقرار في مصر وفي أي مكان في العالم سيأتي عن طريق واحد وحيد وهو بناء نظام ديموقراطي يتيح التداول السلمي للسلطة وعندما يصبح هناك أمل في التداول السلمي للسلطة سوف لا يكون هناك داعي للثورات التي تكون لها نتائج سلبية أكثر من الإيجاب

لقراءة المقال الأصلى أضغط هنا

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.