الجمعة , مارس 29 2024
د. ماجد عزت إسرائيل

في ذكرى رحيله…..سلامة حجازي (1852-1917م)

د.ماجد عزت إسرائيل

ولد سلامه حجازي في حى رأس التين بامدينة الإسكندرية عام(1852م)، وقد عاش حياته مكافحاً، فحرم من نعمة الأبوة وهو طفل صغير لا يتجاوز الثالثة من عمره وقاس شر ما يقاسيه طفل في مثل سنه من زوج والدته الذى ارسله إلى الكتاب بزاوية الشيخ سلامة في الصباح ليتلقى العلم ثم يعمل بعد الظهر صبياً فى أحد مجال التزين(حلاق) ليعد نفسه في المستقبل مزينا. وفي ذات اللحظة عرف عنه في محيط حي رأس التين بحلاوة صوته وكان يقلد شيخ الكتاب الذي يدرس فيه، بل فاق عنه في الصوت وحسن التلاوة،ثم عمل سلامه مؤذنا بمسجد (سيدي الأباصيرى) وأخذ يتلو القرآن الكريم في بيوت الحي براتب شهري زهيد.

وقد تتلمذ على يد كثير من المنشدين نذكر منهم على سبيل المثال الشيخ كامل الحريري، والشيخ سلامه الرأس، والشيخ أحمد الياسرجى، ثم تحول إلى إنشاد الموشحات والقصائد الدينية، وحلقات الذكر إلى عالم الغناء والطرب وكون له تختا عمل عليه، وقدم سلامه مع تخته قصائد غنائية نالت الإعجاب والشهرة نذكر منها:”سمحت بإرسال الدموع محاجري ، سلوى حمرة الخدين، شكوتى في الحب”،ووعرف عنه صلاته الوثيقة بكبار أهل الفن في ذلك الوقت نذكر منهم على سبيل  المثال عبده الحامولى، محمد عثمان، الشيخ الملوب.

على أية حال، عمل سلامه حجازي مع فرقة قرداحى والحداد ما بين( 1885- 1889م) فقام بدور البطولة في مسرحيته الغنائية الشهيرة (مي وهو رأس) فنال أكبر نجاح ثم قدم مع “اسكندر فرج” مسرحيات(الأفريقية، تليماك، ملك المكامن – الطواق، القضاء والقدر، على نور الدين، خليفة الحياد، غرام وانتقام،هملت، شهداء الغرام، صلاح الدين الأيوبي،مجنون ليلى، روميو وجوليت)،وكانت فرقة سلامه حجازي مكونه من المع الفنانين في ذلك الوقت نذكر منهم ( أحمد فهيم أبو العدل، محمود حبيب، أحمد فهمي). والحقيقة التاريخية أن الأغنية أصبحت جزء من الرواية أو المسرحية متأثر بأحداث المسرحية وليست دخيلة عليها،وارتقى المستوى الفني للمسرح المصرى في مختلف نواحيه: التأليف،الإخراج، المناظر.

ومن الجدير بالذكر،أن الفنان سلامه حجازي من أوائل الفنانين الذين سافروا إلى الخارج ونالوا تأييدا أدبيا وتقديرا فنيا عن إنتاجهم الغنائي المسرحي في بلاد الشرق الأوسط وتونس وايطاليا ومنحته حكومات الدول التي زارها أنواطا تقديرية ويوجد له تمثال في متحف مدينة نابولي الإيطالية تقديرا لفنه،وقد تحدث عنه (برا ندانى)أستاذ الغناء الإيطالي بعد أن استمع إلى إلحان مسرحيته(تليماك) فذكر قائلاً:” أن ألحان تليماك العربية أظهرت لنا العبقرية المصرية بوضح في شخص سلامه حجازي”.وفى عام(1914م9 كون فرقه مع الفنان “جورج أبيض” انضم إليها زكى طليات ومحمود رضا، وعباس فارس ومن الروايات التي قد منها: مصر الجديدة،قلب المرآة،الحاكم بأمر الله.

وقد أصيب سلامة حجازي في أواخر أيامه وبالتحديد في عام(1915م) بالشلل الذي أقعده وعرقله عن مواصلة عمله الفني. وظل في عطائه حتى رحل عن عالمنا الفانى بمدينة المنصورة في(4 أكتوبر 1917م) وترك لنا تراث فنياُ قيم أصبح مرجعاً لكثيرون من المهتمين بفنه.

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.