جريدة الأهرام الجديد الكندية 
مقالات مشابهة
أشار مقال نشره موقع «رون بول إنستيتيوت» الأمريكي إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ينقض قراراته المتعلقة بالسياسة الخارجية بسرعة كبيرة هذه الأيام، حتى إنه ينقلب على نفسه، كما يبدو،
قبل اتخاذ القرار في المقام الأول، ففي الأسبوع الماضي كان واضحاً جداً عندما أعلن أن الولايات المتحدة تسحب قواتها من سورية، قائلاً: «أعيدوا الجنود إلى الوطن»، لكنه بعد ذلك تراجع عن أقواله وأعلن عن خطط أميركية أخرى لإرسال فرق قتالية وعشرات الدبابات من نوع «أبرامز» الأميركية إلى سورية تحت ذريعة «تأمين» حقول النفط.
وقال المقال مستنكراً: كيف لترامب أن يعتقد أنه يتمتع بالسلطة القانونية أو المعنوية لإرسال القوات الأمريكية لاحتلال أراض أجنبية بطريقة غير شرعية وتحديد ما الذي يمكن أو ما لا يمكن لهذا البلد أو ذاك التصرف بموارده الخاصة؟، مضيفاً: بعد ثماني سنوات من سياسة الإدارة الأمريكية السابقة الكارثية تجاه سورية، والتي قدمت خلالها الولايات المتحدة الأسلحة والتدريب للإرهابيين فيما نتج عنه مقتل الكثيرين أتيحت لترامب الفرصة لإغلاق هذا الفصل المظلم في السياسة الخارجية الأمريكية حتى يتمكن الشعب السوري من إعادة بناء بلده. وأكد المقال أن السبب الحقيقي وراء رغبة «المحافظين الجدد» في احتلال الجيش الأمريكي لحقول النفط السورية هو أنهم ما زالوا مقتنعين بأنهم «قادرون» على «إسقاط» الدولة السورية عن طريق «تفتيت» البلاد، وفي واقع الأمر هم لا يريدون حماية النفط من «داعش»، بل يريدون حرمان سورية منه كي لا يتسنى لها استخدام عائدات النفط للمساعدة في إعادة الإعمار فهم يسعون لتصعيب حياة السوريين من خلال الحصار الاقتصادي من دون إيلاء أي اهتمام بعدد المدنيين الأبرياء الذين يموتون بسبب هذا الحصار.
وأضاف المقال: لذا بدلاً من إعادة القوات إلى بلاده كما وعد، سمح الرئيس الأمريكي لنفسه أن يقتنع بتوسيع الوجود الأمريكي غير الشرعي في شرق سورية وعوضاً عن إنهاء مهمتهم الرعناء يمنحهم مهمة أكثر رعونة ويرسل المزيد من القوات والأسلحة إلى سورية وفقاً لـ«البنتاغون».
إذا كان ترامب يعتقد أن اتباع نصيحة المحافظين الجدد بشأن سورية سوف يسفر عن نتائج مختلفة عن السنوات الثماني الماضية فهو ساذج أو أسوأ من ذلك، حيث ستكلف هذه المهمة الجديدة عشرات الملايين من الدولارات شهرياً وستعمل فقط على تحفيز جيل جديد من الإرهابيين.
“تشرين”
