الجمعة , أبريل 19 2024
عفت بشندى
عفت بشندى

بلا رحمة “الجزء الأول”

عفت بشندى

اجتمعت العائلة على مائدة الافطار.. وقامت رحمة بعمل الشاى واللبن وتقديمه للجميع..
ثناء: مالكم متضررين ليه وكله قالب خلقته
عبير: يا ماما العيال مطلعين عينى ما بصدق ينامو
ليلى: اه والله ربنا يعينك يا عبير دانا عيل واحد وهتجنن.. ومش عارفة لما اولد هعمل ايه
ثناء: مالكم بتدلعو ليه.. ما خلفناكم وشيلناكم ولا عمرنا اشتكينا
حمزة : خلاص يا خالتى وحدى الله.. هما بيدلعوا عليكى بس يا عسل


ثناء: ونبى ما حد عسل غيرك انت اللى بتدلعنى ف البيت دا.. حتى اختى وعيالى
عواطف : مانتى اللى بتحكمى رايك يا ثناء.. ايه لازمتها تصحينا من الفجر يوم الجمعة كدة

ثناء: فجر ايه يا عواطف.. دى الساعة داخلة على 10 .. انتى اللى طول عمرك كسلية وبتنامى للمغرب

عواطف: ما أنام براحتى ياختى وأنا ورايا الديوان


ثناء: يا بنتى أنا عاوزة نبقى زى الناس الشيك اللى بيتجمعوا على الفطار والغدا سوا


سهير: قصدك زى التراكوة يا ماما اللى بتتفرجى عليهم ليل ونهار

ثناء: وايه يعنى.. اه زى التراكوة هما احسن مننا

عواطف: ما احنا كنا مرتاحين الشهرين اللى فاتوا واحنا بنجدد الشقق أما سافرنا.. ولا كنا بنتجمع ولا حاجة .. ايه وقتها ما كناش عيلة محترمة يا ست ثناء

ثناء : مانا جددت عشان اغير ونعلى بقى

شادى: طب العائلات التركية ما بتفطرش فول وطعمية يا خالتى

سهير بتذمر: ولا بتعيش ف الاماكن الىى زى هنا وهما معاهم ملايين

عواطف : ومالها المنطقة.. دى منطقة آثرية المتر فيها بالاف الالاف.. حد طايل يعيش فيها

سهير بعصبية : اديكى قلتى يا خالتو.. المتر بالاف الالاف.. نبيع البيت ونجيب فلل ف التجمع.. نعيش فى وسط تانى ودنيا تانية
نظرت عواطف وثناء لبعضهما .. ونقلا نظريهما لشاكر وصبرى.. ثم قال شاكر منهيا الحوار..

اصبروا شوية.. وربنا يسهل

صمتت سهير بتذمر.. وكانت رحمة قد انتهت من توزيع الشاى باللبن وجميع طلباتهم.. وسحبت كرسي لتجلس..

لتفاجأ بعبير:

رحمة خدى العيال اكليهم خلينى أعرف أكل

ليلى: لا خدى عدى دا مفراك

عبير: يعنى عيالى اللى ملايكة

ليلى: بس أنا حامل ومش قادرة

عبير : ومين قالك ان انا فاضية

شهيرة بجمود : انتى حامل يا عبير

عبير: اه.. لسه عاملة التحليل الصبح

بارك الجميع لها.. عدا شهيرة التى نزلت عبراتها دون قصد فدارتها سريعا.. لتبتسم كعادتها وتقول:


– الف مبروك.. لا كده اخدهم أنا أكلهم عشان ما تتعبيش

عواطف: كلى انتى ما رحمة موجودة

فؤاد: طب ورحمة مش هتأكل يعنى

نظرت له ثناء بغضب..
وأنت مالك برحمة ما تأكل اى وقت ولا فى اى حتة..

صمت فؤاد على مضض وقامت رحمة باخذ الاطفال الثلاثة لتؤكلهم..

صبرى: اتعودوا تشيلوا عيالكم.. رحمة قربت تفارقنا..

ثناء: ليه.. وهى هتروح فين

سهير بسخرية : يمكن طلبوها فى الجيش

لم يبتسم احد لسخريتها كالعادة

صبرى: سابع عريس كان عندى امبارح

صدمت سهير حتى انها لم تستطع مضغ ما فى فمها فشرقت ولحقها حمزة بكوب الماء

ثناء: ودا مين دا راخر.. وشافها فين

صبرى: مهندس بييجى ياخد منى حاجات وشافها وأنتى باعتاها أول امبارح..

سهير بصوت خافت غاضب : مهندس

ثناء: مهندس مرة واحدة.. عموما قوله هى صغيرة لسه

صبرى: دى قربت تكمل 19

شاكر: والواد هيما فالق دماغى كل يوم يكلمنى

عواطف: هيما مين؟ صاحب محلات الموبايلات

شاكر: هى محلات الموبايلات بس.. دا عنده هم ما يتلم

عواطف: لا والله.. طب واشمعنى رحمة

شاكر: القلب ما يريد

فؤاد: الواد دا سمعته وحشة

عواطف: وحشة ازاى

رد أشرف زوج شهيرة: معروف أنه بتاع مخدرات وأقراص ودعارة وبلاوى

شاكر: وأنت عرفت دا منين

أشرف بخبث: من مطرح ما عرفت حضرتك

شاكر بغضب: قصدك ايه
أشرف : قصدى الاشاعات مالية الدنيا والكلام عنه على كل لسان

شاكر: لو كده كان اتقبض عليه

صبرى: انتوا عمالين تتخانقوا وصاحبة الشأن ساكتة

ثناء: وهى تتكلم ليه.. قفلوا الكلام خالص مع اى حد وخلاص

صبرى: ليه يا ثناء

ثناء: مانت شايف.. ليلى حامل وعبير طلعت حامل مين يخدمهم.. خلصنا بقى

انهت ثناء بشخصيتها الحادة مجال النقاش.. فى راحة من فؤاد.. وحقد من سهير ..

بعد الافطار تفرق الجميع كل الى وجهته.. دخل صبرى لتغيير ملابسه لتدخل خلفه ثناء..
أنت أيه حكايتك بقى

حكاية ايه
عاوز تجوز البت ليه

نسترها.. ودى عاوزة سؤال

والتفت لاكمال ثيابه.. لتشده ثناء وتديره لها مرة اخرى

نسترها ايه.. دى ليه 19 ولازم نستنى لما تكمل 21 .. ولا نسيت

ماتسيبلها حاجة بقى
اسيبلها ايه.. حاجة.. وهو دا حاجة.. انت شكلك اتجننت
اتجننت عشان بقول الحق اللى يرضى ربنا
ربنا؟؟ دلوقتى عرفت ربنا.. عايشلى الدور دا من ساعت ما طلعت الحج من سنتين.. بس مش عليا.. احنا فاهمين بعض كويس

قصدك ايه

قصدى ات عارفه.. بتحامى عنها ومنعتنى من ضربها عشان نسخة من شريفة.. حبيبة القلب

انتى ايه الهبل اللى بتقوليه دا

لا دانت اللى بتستهبل.. لو عاوز تعمل بما يرضى الله يبقى تسيب حالك ومالك وملايينك وترجع اجرى ف المحلات

تاخد مليلمين اخر كل شهر.. ولا فى عربية مرسيدس ولا فلوس بالكوم.. ولا حتى الهدوم الىى عليك

انتى بتعايرينى يا ثناء..

لا تعايرنى ولا اعايرك.. احنا الاتنين طينة واحدة.. ما تعيشليش دور الشيخ الله يكرمك
وتركته وخرجت من الغرفة .. لينظر لنفسه بحزن فى المرآة..

معاكى حق.. احنا الاتنين طينة واحدة.. الله يرحمك يا شريفة

تسحبت رحمة الى اعلى.. لتفاجئها شهيرة..
– رحمة تعالى ضهرى واجعنى والمطبخ حالته زفت
لتخرج عبير: لا انا محتاجاها تغسلى الحمام

شهيرة: انتى عارفة انى واقعة على ضهرى امبارح يا عبير..

عبير بخبث: وانتى عرفتى انى حامل.. وف الشهور الاولانية.. ودى صعبة اوى.. ولا انتى هتعرفى منين صحيح
تجمعت العبرات فى عينى شهيرة.. لتقول لها رحمة لاخراجها من حزنها:

هخلص الحمام بسرعة واجى اعملك اللى عاوزاه يا شيرى.. ولا يهمك

عبير: لا مانتى هتحمى العيال وتطبخى.. مش قادرة الحمل هاددنى

دخلت شهيرة شقتها واغلقتها خلفها..

رحمة: ليه كدة يا ابلة

عبير: وانتى مالك انتى هتعلمينى ولا تربينى.. خشى يلا خلصى

رحمة: حاضر بس اروق السطوح واكنسه للولاد عشان يلعبوا فوق ونروق براحتنا

عبير: طب اخلصى وبطلى لكاعة

صعدت رحمة ونظرت حولها تبحث عنه.. لتجد من يهمس فى اذنها..
– وحشتينى
– فؤاد
ابتسمت بخجل فرح ونظرت ارضا
– افتكرتك نزلت

انتى عارفة انى هستناكى

ابتسمت بخجل مرة اخرى ولم تحر جوابا

مش عاوزة الحاجة

هى فين

فى الخون

الخون هو مكان وسط كراكيب عماتها المؤكونة فى غرفة كبيرة جانبية.. ذهبت لتجد الكثير من عبوات الشامبو والبلسم الصغيرة

قالت بفرح:
– ايه دا كله.. انت خدت كل اللى ف الفندق

لو اقدر كنت عملتها.. على الاقل اكفر عن ذنبى وذنب اختى

انت لسة فاكر.. دانا نفسي نسيت
فؤاد باسى: انا عمرى ما انسي

فلاش

سهير: ماما تعالى شوفى
ثناء: ايه الغارة الىى انتى عاملاها دى.. بسم الله الرحمن الرحيم.. عملتى ايه ف نفسك
سهير بفرحة وهى تدور حول نفسها: ايه رايك ف لون شعرى.. روووعة مش كدة

ثناء: روعة ايه.. دا ابيض
سهير: لا اصفر فاتح

فؤاد خرج من غرفته: ايه دا اعوذ بالله

سهير: ايه مالك شوفت شيطان
فؤاد: ايه يا بنتى اللى هببتيه ف شعرك دا

سهير: ماله.. موضة
فؤاد: الموضة اللى تليق عليكى مش اى موضة والسلام

سهير: يبنى دا كل الىى ف الكوافير قالولى يجنن.. ووانا جاية الكل كان بيبص عليا

فؤاد: فعلا شكلك ملفت انما مش حلو

سهير: هو انت دايما بتقلل منى ليه
فؤاد: يا حبيبتى انتى اختى وعاوزك احلى واحدة ف الدنيا
سهير بعصبية: ماهو باين.. دانت فاضل تقول عليا قرد

ثناء: ما عاش ولا كان اللى يقول عليكى كلمة وحشة.. دانتى زينة البنات.. بتزعل اختك ليه يا فؤاد
فؤاد: انا قلت حاجة يا ماما.. دانا بنصحها
سهير بعصبية: تنصحنى بايه.. بانى افضل وحشة ومهتمش بنفسي وافضل من غير جواز

فؤاد: حبيبتى انتى اى حد يتمناكى

واكمل بلهجة ذات مغزى: بس خليكى نفسك.. ما تقلديش حد
نظرت له بصدمة: انا.. وانا بقلد مين
فؤاد: انتى عارفة

ثناء: لا فهمنى.. اختك بتقلد مين بقى
فؤاد: بتقلد رحمة.. خست زيها واهى صبغت شعرها وفردته عشان يبقى زيها
سهير بثورة: انا اقلد دى.. تطلع ايه دى.. تيجى ايه فيا دى

فؤاد: دى بنت خالك.. ولون شعرها ونعومته بيغيظك من وانتى صغيرة.. ومن ساعت ما جالها عرسان وانتى هتتجننى.. خليكى صريحة مع نفسك شوية وبطلى عنجهية
قال كلماته تلك ودخل غرفته واغلقها عليه
لتصرخ سهير: سامعة ابنك.. شايف الحيوانة دى احسن منى

ثناء: اهدى بس يا سهير هو مش قصده

ارتمت سهير على صدرها تبكى بدموع التماسيح: هو عشان انا مؤدبة ومش بعمل زيها واشاغل دا ودا ابقى وحشة
ثناء: تشاغل. هى بتشاغل مين
سهير: بتشاغل فؤاد وشادى وبتلاغى اى حد.. عاجبها شعرها عشان ناعم وطويل وعلى طول مفروش على ضهرها

ثناء: بقى كدة.. وما قلتيليش ليه قبل كدة
سهير تبكى بضعف: عشان طيبة.. خفت تضربيها وبابا منعك تضربيها فتتخانقوا..

ثناء: معاكى حق.. بس كله الا المرقعة دى

سهير بخبث: انا لو مكانك اخليها تتحجب تلبس واسع.. غصب عنها

ثناء: ف دماغك ايه يا بنت بطنى
ابتسمت وقالت: هقولك..

كانت رحمة ذات الستة عشر ربيعا تجلس ف الشقة الارضية التى وضعوها فيها بعد وفاة امها وابيها.. والتى تحمل اقل القليل من الاثاث.. كانت تقرأ كتابا حينما سمعت دقا شديدا على الباب.. اخفت الكتاب سريعا وفتحت لتجد عمتيها ومعهما سهير تقفان والشرر يتطاير من اعينهم
عواطف: بقى دى اخرتها هتفضحينا يا بنت الكلب

رحمة بذهول: انا عملت ايه يا عمتو

ثناء: عمتو ف عينك.. طالعة فاجرة زى اللى خلفتك

وانقضتا عليها.. لتهبط عليها عواطف بجسدها الضخم وتخرج ثناء مقصا من جيبها وتبدأ فى قص شعرها باكمله.. وسط صرخات رحمة وضحكات سهير المتشفية

باااك

نزلت دمعة من عين رحمة وهى تتذكر.. وتقاوم لترسم ابتسامة على وجهها..
– شعرى طول تانى خلاص.. وانت عمال تجيبلى حاجات من الفندق الىى بتشتغل فيه يتمنوا هما يستخدموها
– لو فضلت طول عمرى اجيب مش هعوض اليومين الىى فضلتى ما تاكليش فيهم من ضحكهم عليكى وانتى….

يا فؤاد دا نصيبى.. وانا اتعودت واستسلمت.. طب يعنى هو انت كنت السبب انهم يقعدونى من وانا ف الاعدادية.. واديك عمال تجيبلى ف كتب ومخلينى مثقفة اكتر من بتوع الجامعة

طب فى كتابين تحت دخلتهم من تحت عقب الباب
– بجد.. ربنا ما يحرمنى منك
– مانتى عاوزة تتحرمى
– انا
– ايوة.. سى هيما الىى متقدملك.. والمهندس
– مالهم
– ليه ما قلتيش انك مش عاوزاهم
ابتسمت بامل وضعف..

تفتكر كلامى يفرق.. انا واحدة مليش اى قرار ولا تحكم ف حياتى يا فؤاد.. وبعدين عماتى استحالة يقبلوا.. امال مين هيخدمهم هما وولادهم
– باذن الله ربنا يقدرنى واعمل بيت من فلوسي انا ونتجوز لما تتمى 21.. عشان كدة مش راضى اشتغل معاهم ولا اقبل منهم مليم

وعمتى ثناء هتقبل
– وقتها مش هيهمنى.. انتى ما تعرفيش قلبى بيوجعنى ازاى لما اشوفهم بيضايقوكى
– طب انا هنزل بسرعة دلوقتى احسن جسمى انا يوجعنى لو اتاخرت
– استنى
اخرج من جيبه عدة شطائر فى كيس بلاستيكى..
– كلى الاول.. انتى ما فطرتيش معانا
نظرت له بامتنان
– مش عارفة اقولك ايه بجد..

ما تقوليش.. بس اهتمى بنفسك شوية.. من ساعت الحمى الىى جتلك من شهر ونص صحتك ماتعدلتش
توترت عينا رحمة وادارت وجهها

دا مجهود.. لما سابونى وسافروا وفضلت مع العمال شيل وحط
ظهر الغضب على وجه فؤاد

معرفش ازاى عملوا فيكى كدة.. يسيبوكى مع رجالة شهر بحاله تشيلى وتحطى ويروحوا يتفسحوا.. ويعرفوا ان عندك حمى ولا يسالوا.. انا لو كنت عرفت قبلها ما كنتش سيبتك ابدا

قالت رحمة باسى: انا مش بنتهم عشان يحملوا همى.. اللى اخصهم ماتوا وسابونى تحت رحمة عماتى.. والحمد لله انهم بياكلونى وماسابونيش ف الشارع

معلش.. هانت.. وباذن الله نكون مع بعض لوحدنا قريب
– ما تقلقش عليا.. انا كويسة.. ومن ساعت ما عرفونى مكان قبر بابا وماما وطلع قريب وبقيت اروحلهم على طول واشكيلهم وانا نفسيتى احسن

انا مسافر بكرة.. ولما ارجع هروح معاكى ليهم..
– ليه
– اطلبك منهم
ابتسمت بخفر.. وانسحبت ونزلت

الي اللقاء أنتظرونا مع الجزء الثانى

شاهد أيضاً

ع أمل

دكتورة ماريان جرجس ينتهي شهر رمضان الكريم وتنتهي معه مارثون الدراما العربية ، وفى ظل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.