الجمعة , أبريل 19 2024

كاتشب فن (4) شرير السينما “عادل أدهم.. لماذا “كسرته الحياة حتى وفاته؟!

الناقد الفني :محمود حجاج 

فكر قليلا  فى الغوص داخل نفسك وتوقف لحظة عند القلب الألة العجيبة ،

ولحظة اخرى عند العقل الصندوق المغلق

ستجد بينهما تصادم

واحيانا توافق، فإذا افترضنا

ان القلب هو وجبة سريعة جميلة

وان العقل هو الكاتشب

لهذه الوجبة او العكس وأمامك

أختيار بين الاثنين فماذا ستختار؟!

بالطبع إذا كنت طفل ستختار

الكاتشب سيأخذك لونه الجميل وانسيابه الأجمل،

وإذا كنت والد هذا الطفل بالطبع

ستختار الوجبة حتى تستكمل رحلتك،

هكذا  تكون الحياة  والسياسة والفن 

هناك من يكون دوره هو صنع الكاتشب

بشكله الجميل الانسيابي  وهناك من يكون دوره هو صناعة الوجبة نفسها.

دعوني أتحدث معكم عن السينما والدراما والمسرح

وجبة فنية  فى ثاني مقالات”كاتشب فن”  هناك من يقول الفن رسالة

وهناك من يقول الفن  وسيلة ترفيهية ليس اكثر من ذلك ،

ولكن فى اعتقادي ان الفن رسالة وترفيه وكثير من الأشياء الاخري ،

اذا الفن حياة  إنسانية كاملة والانسان بطبيعته حياتة ممكن ان تكون حياة جميلة 

او ان تكون حياة بائسة .

من منا لم يبتسم يوما لصانع اشهرالٍايفيهات بالسينما المصرية عملاق الطيبة والشر” عادل أدهم”، لم ينسى احد منا صوته المتميز وملامحه المختلة وقوه الشر الممزوجه بالسخرية  نظرته الحادة تبتسم لها في لحظات وتخاف منها فى لحظات أخرى، قوه الشخصية مع الطيبة هو العبقرى الذى حقق المعادلة النادرة عبقرية الاداء ،فمثلا عندما نشاهد فيلم الفرن والشيطان يعظ والراقصة والطبال وكثير من الافلام الأخرى، ان ترى شره وظلمه على الأخرين وتبتسم له فى النهاية، تركيبة فنية لم تكرر له فلسفته الخاصة وجدنا فى ملامحه الطيب و الفاسد والقواد والصالح والأب المثالي  والنصاب

ورجل الاعمال والفقير ورجل الدولة والمتهم والكثير من الشخصيات الأخرى،صنع لنفسه قالب خاص ومختلف لم يقترب منه أحد حتى بدايته الفنية مختلفة ، نتذكر بدايه مشواره الفني عندما شاهده الفنان الكبير الراحل “أنور وجدي” وهو يمثل عام  “1945”

وكان رده الشهير والصادم وقتها أنه لم يصلح للتمثيل الإ أمام المراَة ،وكان ذلك الرد القاسي هو تحدى شخصى له حتى اصبح واحد من عملاقة السينما المصرية،

ولد العبقري “عادل ادهم”  فى مدينة الإسكندرية فى 8 مارس عام 1928  وكانت هوايته الرقص وظهر فى مشهد او اكثر بفيلم ليلى بنت الفقراء وفيلم البيت الكبير وذلك عام  1945 وهو لم يتجاوز السابعة عشر من عمره ،وتأخرت بدايته الحقيقة وعبقريته ما يقرب من عشرين عام،تزوج”عادل أدهم” مرتين مره فى بدايه حياته من جارته اليونانية “يمترا”

والتى جاءت لزيارة بعض أقاربها ثم توطدت العلاقة بينهما وبعد فترة تزوجا وعاشت معه في مصر حتى حدثت الكارثة وسافرت بعد ذلك، ويرجع ذلك الى فترة الزواج بينهم  وما حدث فيها من عصبية “عادل أدهم” المستمرة وحالته المزاجية المتقلبة بين الحين والأخر،وأثناء عوته ذات يوم متاخرا  وكانت وقتها زوجته اليونانية حامل فى شهورها الأولى، وتطورت المناقشة بينهم  حتى احتد عليها وطلبت منه الطلاق وضربها  ليغلق النقاش وذهب للنوم، لكنه عندما استيقط  لم يجدها فى المنزل وأبلغ الشرطه عن الواقعه بعد تغيبها وفوجئ باتصال من صديقة زوجته بأنها سافرت ولا تبحث عنها ، سافر اليونان

وحاول ان يصل لها بكل الطرق ولكنه فشل فى النهاية، فعاد وانشغل بالتمثيل  وتزوج زوجته الثانية “لمياء” بعد قصة حب عام1982بعد التعرف عليها وهي تمارس رياضة السباحة، وعاشت معه في سعادة بالغة حتى فارق الحياة،نذكرالجانب المؤلم فى حياته انه فى فتره زواجه وانشغاله بالتمثيل من زوجته الثانية “لمياء” ،عرف عن طريق الصدفة من صديقة زوجته الأولي”ديمترا” انها انجبت ولدا يشبهه صوره منه وهنا كانت المأساه،بعد ذلك سافر اليونان لزوجته الأولي بعد مرور 25 عام على سفرها ليرى ابنه الوحيد، استقبلته زوجته”ديمترا” بترحاب شديد وأخذ منها عنوان ابنه فى أثينا وسافر له فى الحال ،

ويقول”أدهم” عندما رأيت أبني وكأنني رأيت نفسي تماما في ايام الشباب بنفس العينين والتفاصيل والطول  فأخذته في حضني فأبعدني لأنه لم يكن يعلم من أنا، فقولت له باليونانية أنني والدك فسخر مني وسألني بعد 25 عاما تتذكرني؟! ،وكانت صدمة “أدهم” عندما اخرج ابنه بطاقته الشخصية قائلا: هذا هو اسم والدى  اسم زوج امه أما انت زبون عندى اليوم لأنه تقريبا كان يدير مطعم ،وبعد ذلك شعر”أدهم” بالدوار وعندما طلب منه ان يعطيه فرصة أخرى ذهب من المكان وكان رده القاتل انه مشغول ،وعاد مره أخرى وعاش بهذه الصدمة سنوات وقبل أن يرحل بشهور تمنى فقط أن يرى ابنه، وتدهورت حالته الصحية وكانت اخر رحلاته للعلاج فى باريس حيث أصيب بالسرطان ورحل “عادل أدهم”فى 9 فبراير عام 1996 عن عام  عمر 67 عاما .

#كاتشب_فن #محمود_حجاج

شاهد أيضاً

ع أمل

دكتورة ماريان جرجس ينتهي شهر رمضان الكريم وتنتهي معه مارثون الدراما العربية ، وفى ظل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.