الجمعة , أبريل 19 2024
انستاسيا مقار

الحجاب.. ما بين الوسطية و جلادين التدين الظاهري!!

انستاسيا مقار

 دعونا نتفق أولا أن مجتمعنا الحالي أصبح

أكثر انفتاح لحرية الرأي و التعبير في مختلف أفكاره و اتجاهاته، 

الفضل يرجع لانتشار  طرق وسائل التواصل الاجتماعي والميديا ،

وأصبحنا نري بوضوح ما وصل إليه  الشارع المصري،

وما يدور في أذهان أغلب المحيطين بنا.

ولكن للأسف سرعان ما تحول هذا الانفتاح الي كارثة مريبة

بل وأمرض تتفشي في وسط المجتمع بصوره مخيفه،

وعلي رأسها مرض  التدين الظاهري،

و إصدار الأحكام،  و الهجوم الشرس

والعنيف ضد أي مختلف معنا في الرأي و الفكر.

مواقع التواصل الاجتماعي فضحت لنا الأسلوب الفظ

والمتطرف لأغلبية المجتمع، سواء تطرف ديني ،

سياسي أو اجتماعي، و أصبحنا بعدين كل

البعد عن الوسطية و احترام الرأي الآخر، و الأسلوب الراقي في أوجه التعبير.

الله سبحانه وتعالى خلقنا أحرار، و أعطانا الدين و الدنيا، و لم يقيد أحد منا بعقيدة واحده، بل أعطانا حرية الاختيار، و كل منا سيقف يوم الحساب و يعطي حسابا عن حياته الشخصية، وليست حياة الآخرين.

أما نحن البشر تركنا حريتنا و أصبحنا جلادين لبعضنا البعض لمجرد الاختلافات في وجهات النظر  بيننا.

واوضح لكم مثالا حي، و هو ما حدث في الفترة الماضية للفنانة صابرين، كانت ترتدي الحجاب لفتره، ثم قررت أن تخلعه، هذا الخبر من المفترض انه اقل من العادي ولا يذكر، و لكن  فوجئنا ضجة كبيره في الإعلام و مواقع التواصل صحبها  سيل شديد من الشتائم و الاهانات الجارحة، و الهجوم الغير أخلاقي تماما سواء من الطرفيين المعارض و المؤيد !!

لماذا.!!؟ .. لماذا أصبح أغلب المجتمع سطحي، و ينظر الي الحجاب بمفهومه الظاهري فقط، و يعطي لنفسه الحق في التدخل بحياة الآخرين و الحكم عليهم؟!..

ما بعد فترة الستينات، كانت السيدات بدون حجاب تماما ولا يوجد حاله واحده للتحرش، بل كان مجتمعنا في قمة الرقي و الأخلاق و التدين، و دخل علينا المد الوهابي لأن الرئيس السادات كان مؤمن ان التيار الديني المتطرف، سيبتلع التيار الشيوعي المنتشر وقتها، و لكن كانت المفاجأة، فقد ابتلع التيار الشيوعي و ابتلع السادات نفسه باغتياله، وأيضا جزء كبير من المجتمع، و ظهرت التجارة بالحجاب في الثمانينات.

مفهومي الشخصي عن الحجاب الذي أمرنا الله تعالى، الحجاب هو الحشمة، و الحشمة تأتي من الداخل اولا، في عفة النظره، عفة الكلمة، لأن الدين معامله و ليس ظاهريا فقط.

فأين هي عفة الكلمة و الأخلاق الذي تتباهي بها، عندما تعطي لنفسك الحق بالتجريح و الهجوم بأبشع الشتائم ضد من تظن أنهم ليسوا علي صواب؟!!.

أتمني لمجتمعنا الواعي الرجوع الي الفكر و الأسلوب الوسطي الراقي و المعتدل، فلكل منا حياته التي سيحاسب عنها أمام الديان الأعظم الله

أنا حر في تحريك يدي، و لكن لست حرا بتوجيه اللكمات لوجوه الآخرين.

ولننتبه إن الاغتيال المعنوي لكل مختلف وتكفيره

لا علاقة له بالدين بل هو إرهاب وترسيخ للتطرف

ولتكن نظرتنا أعم وأشمل لتتحقق رؤيتنا للحرية

بلا مزايدات  نتاجها ومردودها علينا مع الوقت

انحدار لا تقدم

قيود لا حريات

شاهد أيضاً

ع أمل

دكتورة ماريان جرجس ينتهي شهر رمضان الكريم وتنتهي معه مارثون الدراما العربية ، وفى ظل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.