الخميس , أبريل 25 2024
الشيماء حسن

كم مرة سخرتم من أطفالكم بشكل مباشر بينكم أو غير مباشر عبر جلسات العائلة والأهل ولمة الأصحاب ؟

الشيماء حسن

كم مرة سخرتم من أطفالكم بشكل مباشر بينكم أو غير مباشر عبر جلسات العائلة والأهل ولمة الأصحاب ؟ كم مرة كان اطفالكم محور الحديث بالسلب للأسف ؟ كم شكوتم من شقاوتهم وتصرفاتهم للاخرين ناعتين اياهم بصفات شتى من الكسل والغباء والبلادة وغيرها من الصفات السلبية ! كم مرة ترددت الجملة الشهيرة على مسامع اطفالكم ” ايه يا ولا الوحاشة دى لا ده مش شبهكم خالص مش حلو زيكم جايبينه منين “

كم مرة اجتمعتم مع اصدقائكم ورددتم تلك العبارات ” ابنى غبى باشرحله بالساعات ولا الهواء – حلو اصلك متعرفهوش مبيسمعش الكلام خالص هيجننى – دى عندية جدا وراسها انشف من الحجر – هى كدا انطوائية ومبتصاحبش حد –  قلت لابوه يشوفله حل كل ما اكلم مدرسينه بيشتكوا منه – فاضحنا ـــ اخرسوا شوية – اتهدوا ربنا ياخدكم – الناس كلها عيالها مؤدبة الا عيالى – ياختى خوديها شهر مش عاوزاها تريحينى ” وغيرها الكثير من العبارات التى يمتلا بها قاموس المصريين ووقعها بمثابة طلقات الرصاص على نفوس الاطفال . ذلك القاموس الذى يرجع الفضل اليه فى صنع اجيالا مهزوزة او مقهورة او باردة و لا مبالية

شاهدت  لقاء تليفزيونى مع المؤلف عمرو محمود يس وعائلته فى تقديمه لابناءه كان يتحدث عنهم بحب ومدح لاخلاقياتهم وشخصياتهم  حين تحدث عن ابنته وصفها قائلا هى مثال للبنت كما يجب ان تكون رقة وحنان شعرت ان وجهها انار وبحبها لابيها ينضح من عينها واحسست بالغبطة لماذا لا يفعل الاباء هذا تخيلت لو كل الاباء يتحدثون عن ابناءهم هكذا لوصل الابناء لعنان السماء .

الاباء المصرية لا يجيدون الحديث عن ابناءهم لا اعلم لماذا هناك قاعدة ثابتة متداولة بين الاسر المصرية فى الشكوى من اولادهم للاخرين امامهم .. سلوك هدام وغير انسانى بالمرة . فقط تخيل بدلا من ان نتنقد ابنك امام الاخرين وتقلل منه تتحدث عن مميزاته وقدراته والفخر به . ماذا سيحدث ؟

تريد ان تعرف يمكن ان ترى العديد من الامثلة الدرامية لتشاهد ماذا يفعل الدعم فى الابناء كما حدث مع  فريدى بطل قصة فيلم ( my all American) وهو فيلم درامى رياضى امريكى انتاج 2015 واخراج انجلو بيتزو وبطولة ارون ايكهارت وروبن تونى وفين ويتروك  الفيلم قصة انسانية ملهمة وعظيمة وهى قصة جقيقية جرت احداثها فى الستينات وعلى الرغم من مأساة بطلها ومرضه بسرطان العظام الذى اودى بحياته الا انه كان مثالا للعزيمة الشجاعة والالهام فقد ربته امه قويا وبفضل دعمها كان لا ييأس ولا يستسلم ابدا حتى حقق حلمه فى الحصول على منحة تعليمية واللعب بمنتخب الجامعة وبفضل دعم مدربه اصبح لاعب مهارى واستطاع المنتخب الفوز بالبطولة الوطنية وبفضل حب ودعم صديقته ليندسى استطاع الصمود اطول فترة ممكنة لمريض بسرطان العظام اما قوة الدعم السحرية فاراها تتجلى بعظمة مع فورست جامب الطفل محدود الذكاء المصاب بشلل اطفال ولا يستطيع السير دون جهاز الذى جسد حياته الفنان الرائع توم هانكس فى الفيلم الامريكى (Forrest Gump  ) انتاج 1994القصة مأخوذة من رواية بنفس الاسم للكاتب وينستون جروم واخراج روبرت زيميكس ويحكى عن فورست جامب الطفل الذى كان فى نظر المجتمع غريب وعلى قدر قليل من الذكاء بطئ الفهم وبفضل دعم امه التى كانت لا تلبث ان تذكره فى كل موقف وحدث انه شخص استثناءى والحياة اعطت له قدرات خاصة وارجل سحرية تلك الارجل التى كانت سبب نجاحه وتقدمه ومنحه التعليمية بعد ان تحول الى عداء وملهم ورجل اعمال وبطل حرب كل ذلك دون ترتيب منه او قصد كل هذا بفضل دعم امه ومساندة صديقته الجميلة جينى التى ما لبثت تصرخ له صغيرا  run Forrest run ”   ” حين تعرض لمضايقة من اطفال لم يفهموا معنى الاختلاف فاثار ذلك حفيظتهم حتى فجرت العباره بداخله طاقات لم يعتقد احد يوما  بوجودها

فلماذا لا نصنع من اطفالنا الكثير من فورست جامب !

فى كل حين يطل علينا حدث تنمرى جديد حتى باءت السخرية والتنمر وكأنها جينات مشتركة منتشرة عبر الاجيال والتى توضح حقيقة مخيفة وهى تحول اطفال اليوم الى كائنات مفترسة لبعضها البعض فـ لماذا يمثل النقد والسخرية من الاخر شهوة كبيرة لهؤلاء الاطفال ! اذا كنا نربى ابنائنا على السخرية والتقليل منهم فلا عجب ان يتحول ا اجيال اليوم الى كائنات انانية تسعى الى بناء ذات واهية باستضعاف بنى جيلهم

فلماذا لا ندعم اطفالنا  هل لاننا نفتقر الى الدعم لم نتلقاه فى طفولتنا فلم نعد نعطيه ولا نتبادله مع شركاء الحياة من الاهل والاصحاب والاحباب

فى مشهد من الفيلم الكوميدى  ( bridwars) او حروب العرائس انتاج 2009 وبطولة  الجميلتان كيت هدسون وان هاثواى واخراج غارى وينيك اثناء استعداد ايما ( ان هاثواى ) للزواج فى حوار لها مع وصيفتها  ( الوصيفة او خادمة العروس هى تقليد امريكى فى الزواج ) اخبرتها بان وظيفتها الاساسية تكمن فى تملقها ومجاملتها والثناء على جمالها لنا ان نختصر ذلك ونقول دعمها  .. الدعم ( support  )

جميعنا نحتاج الى الدعم وندرك ذلك جيدا الدعم لا يعنى التملق او النفاق وانما الحاجة الى التقدير الذاتى والشعور بالقبول والفخر من الاخرين بنا ومع اننا ندرك حاجتنا لذلك الا اننا ننتهج الاهانة والسخرية منهج تربية .. اليس غريبا ان ثقافة التربية  المصرية ترى الدعم لون من الدلع الماسخ على الرغم ان الاباء المصريين يدللون ابناءهم لكنه دلال هدام لا يبنى شخصية ولا يقوم سلوك بينما الدعم الذى يعد اهم قواعد التربية نعده دلع ماسخ .. لا تخرج قبل ان تقول سبحان الله

نحن لا نكتفى بعدم دعم بعضنا بلا نجنح الى السخرية وانتهاج الاهانه مسلك انسانى فى تعاملتنا مع بعضنا البعض فــ هل حولنا القهر الى جلادين وقساة ! ام ماذا اصابنا  اصبحنا نقسى على بعضنا البعض وافتقدنا اللطف والانسانية فى تعاملاتنا يكفى ان احد  ما يثير غضب الشعب او حقده او يحسس افراده بالنقص تنزل سياطه وسيوفه تسلخه بدون اى ذنب يقترفه رأيت ذلك فى هوجة نقد دينا الشربينى  فى بداية علاقتها بالفنان العالمى عمرو دياب لا لشئ الا انها لا تتوافق فى نظر البعض مع معايير الجمال فى نظرهم

ونرى ذلك كثيرا مع اللاعب العالمى محمد صلاح الذى وصل الى مكانه لم يصل اليها لاعب مصرى ومع ذلك تنزل السياط عليه مع كل خطوة او تصرف ذاتى لا يعنى للاخرين شيئا

وفى لقاءات مختلفة مع الجميلة شريهان كانت تتحدث بوجع عن قسوة الصحافة المصرية عليها ونقدها بسلبية وفى مؤتمر صحفى ففى لبنان صحب عرض مسرحيتها ( شارع محمد على ) تأليف بهجب قمر واخراج محمد عبد العزيز و من بطولتها بالمشاركة مع هشام سليم و فريد شوقى  سألها صحفى لبنانى : ليه احنا كلبنانين بنحبك ونقدرك اكتر من الصحافة المصرية اللى دايما بتهاجمك وتنقدك ؟!

هذا العمل لا يقتصر على الصحافة بل الاعلام والشعب المصرى باكلمه فنحن دائما ما نأخذ الهجوم منهج تعامل  وكأننا نفتخر بانتصارات وهمية لا اهوى تصنيع الالهة او تقديس الاشخاص لكنى مع الفخر بمن يستطيع بناء ذاته وحفر اسمه مع البناء وليس الهدم مع الاحتواء وليس الاقصاء

المحير برغم ان الاحتياج للفخر والتقدير الذاتى هو احتياج انسانى الا اننا نبخل على بعضنا البعض به بلا  و نتفنن فى كسر بعضنا البعض وهذا بدوره ينعكس على الاجيال القادمة ومجتمعنا يفقد انسانيته تدريجيا ويتحول الى وحش قريبا يفتك بنا جميعا وقد بدات اثاره فى الظهور فاصبحت العلاقات الانسانية في مجتمعنا من اعقد ما يمكن هناك فجوة بين الجميع تزيد مع مرور السنوات الاهل والابناء – الازواج والزوجات – الاصدقاء

فمتى ندرك ذلك !

أُحاولُ بالشِعْرِ ..

إنهاءَ عصر التَخَلُّفِ ،

حتى أؤسِّسَ عصراً جديداً

من الوَرْود والجُلَّنارْ .

أُحاولُ بالشِعرِ  ..

تفجيرَ عَصْرٍ

وتغييرَ كَوْنٍ  ..

وإشْعَالَ نارْ  ..

الشعر لنزار قبانى

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الضابط شفتيه، فطين

ماجد سوس تفاح من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في محلها. تلك المقولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.