السبت , أبريل 20 2024
محمد عبد المجيد

متى بدأ المصريون يكرهون القراءة؟

وهل يعود السبب إلى ضيق الوقت، ضنك المعيشة، إحلال التلفزيون محل الكتاب، أسعار الكتب، ثقة المصري بأن الفهلوة تُغني عن الثقافة، رد فعل سلبي لأيام الدراسة المُمِلـّة، أنْ الدولة تُساوي بين العلماء والجهلاء؛ فلا فائدة من المعرفة، فقر الكتب لاحتياجات العقل المصري، غزو الفكر الديني وطرده للعلوم والآداب والأعمال الجدّية، الضعف اللغوي للمصري الحديث مما يجعل صدرَه يضيق بعد مطالعة عدة أسطر

عدم وجود مشروع قومي مصري وعربي يجذب المواطنين لعالم القراءة

فُقدان الشهية لدهشة المعرفة لأن المصري يظن أنه يعرف حتى لو لم يعرف

سيطرة الجهل على المسؤولين والإعلاميين والأكاديميين والقضاة والمحامين

اختفاء مكتبة البيت من كل الأعمال السينمائية، الرغبة في الارتماء في أحضان لغة أجنبية

في وقت لاحق، غلبة جلسات الفرفشة والمزاح والمقاهي

غياب المثل الأعلى ثقافيا فلا عقاد ولا طه حسين ولا المازني ولا الرافعي

اعتقاد المصري بأن الثقافة هي الكتاب المقدس، الأناجيل والقرآن

فلا حاجة لمعارف وعلوم أخرى

نموذج البرلمانيين أنصاف الأميين، تراجع الحديث باللغة العربية الفصيحة

حتى بعض نشرات الأخبار أصبحت بالعامية، وصول كاره الكتاب لأعلى المناصب

وهو غير قادر على تركيب جملة سليمة

( المستشار حسن فريد، المستشار أحمد رفعت، الوزيرة سحر نصر، علي عبد العال…)

وآلاف غيرهم من قيادات مؤسسات الدولة يتساوىَ مستواهم اللغوي مع تلاميذ في الثانية الإعدادية

اليأس من قدرة المصري الحديث على اللحاق بمثقفين خليجيين ومغاربة وجزائريين وسوريين وتونسيين وعراقيين، المسافة الشاسعة بين الإعلامى المصري وغيره في صحافة وتلفزيون أقطار عربية

( حتى أن مذيعا مشهورا استضاف في التلفزيون المصري ضيفا موريتانيا

ولم يُصدّق أنه يفهم العربية رغم أن موريتانيا بلد المليون شاعر).

هل هناك أسباب أخرى لكراهية المصريين لحروفهم الجميلة

ولغتهم الثرية، وتراث شعري وأدبي ولساني ومعجمي توارثوه أجيال بعد أجيال

فوقف عند المصري الحديث بعد أن فقد الإيمان بالكتاب

وأصبحت الأدعية والأحاديث الدينية ومواقع التواصل وعشرات الآلاف من اليوتيوبيات

مصادر خصبة للغة العرمية(!)؟

أين ذهبت دهشة المعرفة في بلد أم الحضارات؟

أعيد طرح سؤالي: لماذا يكره المصريون المحدثون القراءة؟

محمد عبد المجيد

طائر الشمال

عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

لوبي باراباس الجدد ..!

لماذا لم يفكر هؤلاء الاشاوسه في نشر فيديوهات للأسقف مار ماري عمانوئيل ضد المثلية والبابا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.