الخميس , أبريل 25 2024
الكنيسة القبطية
سمير سامي معوض

في الذكرى الثانية لرحيل سمير سامى معوض- المحبة نموذجاً!!

د.ماجد عزت إسرائيل

في 8 فبراير 2020م تحل علينا الذكرى السنوية الثانية للصديق العزيز سمير سامى معوض صالح،ولد بحلوان التابعة لمحافظة القاهرة،فى10 يناير1962م،لأسرة قبطية متوسطة تعود جذورها إلى الصعيد؛ وفي إحدى مدارس مدينة حلوان تلقي تعليمه بها،وعرف عنه تفوقه وحبه للعلم وتعلم اللغات وفنون كتابة الخط العربى بكل أنواعه،وبعد أن تخرج من من مدرسة المعلمين بحلوان،ولتفوقه العلمى إلتحق بجامعة عين شمس،وبعد تخرجه عمل مدرساً بإحدى مدارس مدينة الصف، وواصل الصديق سمير تفوقه حيث ألتحق بكلية التربية (انتساب) قسم لغة أنجليزية بجامعة حلوان (كان مقر هذه الكلية بالزمالك بالقاهرة)، وبعد تخرجه قبل نهاية القرن المنصرم عمل كمدرس لغة إنجليزية بإحدى مدارس حلوان،وظل في عطائه العلمي حتى رحل عن عالمنا الفانى فى 8 فبراير2018م.ونشكر الله أن تحق حلم كاتب هذه السطور بزيارة أسرة الراحل سمير أثناء زيارتى الأخير للقاهرة في أواحر أكتوبر2019م،حيث تقابلت مع السيدة حرمه وبناته الجميلات الرائعات مريم ومي سمير.ودار حوار الجلسة حول المحبة التى كانت من سمات الراحل العزيز.

وبهذه المناسبة نريد أن نتحدث عن المحبة الكبيرة التى كانت من مميزات الصديق الراحل سمير سامى. فالمحبة أو الحب من سمات الوجود والحياة والتواصل والتفاعل والعطاء والبناء، والمحبة هي من أهم الكلمات التي وردت في الكتاب المقدس، والسيد المسيح حينما أتى علمنا المحبة، فعقب العشاء السرّي، سلّم تلاميذه وصيته الأخيرة التي وصفها بالوصية الجديدة حيث ذكر قائلاً: ” أُعطيكم وصيةً جديدة : أحبوا بعضُكم بعضاً . كما أنا أحبَبتُكم، أحِبُّوا أنتم أيضاً بَعضُكم بَعضا. إذا أحبّ بعضُكُم بعضاً عَرَف الناس جميعاً أنكُم تلاميذي ” (يوحنا ١٣ : ٣٤ )، وهي وصية :” المحبة “. وختمها بالصلاة الكهنوتية وقد توجّه فيها إلى أبيه السماوي وسأله أن يوحٰد ما بين المؤمنين به قائلاً : ” ليكونوا واحداً كما نحن واحد” (يوحنا ١٧ : ٢٢).فالمحبة هي شغلنا ووقود حياتنا والشيء الوحيد الذي سنأخذه معنا للسماء، فكل شيء سنتركه على الأرض مثل الإيمان، ولكن عندما نذهب السماء لن نحتاجه لأننا سنكون وقتها مع الله.”

فالإنسان المحب إذا أحب شيئاً اهتم به ورعاه وقدره، فمن يحب فلاناً يزوره كلما سنحت له الفرصة ويدعوه لمناسباته الخاصة، ومن يحب عملاً معيناً يتفانى في أدائه ويبدع ويتميز فيه. وهذه السمات الجميلة تميز بها صاحبنا سمير سامى فكان دأوب فعندما كان يسمع عن شخص مريض أو يمر بحالة سيئة أو أزمة من الأزمات الاجتماعية فكان يقوم بزيارته ويردد كلمات السيد المسيخ القائلة:” تعالوا يا مباركي أبي، رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم، لأني جعت فأطعمتموني. عطشت فسقيتموني. كنت غريبا فآويتموني، عريانا فكسوتموني. مريضا فزرتموني. محبوسا فأتيتم إلي (إنجيل متى 25: 34:36).

وبمناسبة قرب عيد الحب (14 فراير من كل عام) الذي يتزامن مع ذكرى رحيل صاحبنا سمير سامى،حيث حكى لى احد زملاء الراحل أنه في عيد الحب يشترى الهدايا ويقوم بتوزيعها على السيدات الزملاء له في العمل بالمدرسة.وعند تقديمها للمعايدة كان يقول بعض الكلمات الطيبة التى تعبر عن هذا الاحتفال، مع إشارات ودعوات محبة لأسرة أبنائها جميعا. وأيضًا عندما يتزوج زميل أو زميلة كان يقوم بجمع بعض الاموال كل حسب ظروفه، وهنا كان لا يريد شراء هدايا أو أى شىء بل كان يقدم هذه الأموال بظرف مصحوب بكرت مباركة للعروسين. وعندما كان يسأله احد الزملاء لماذا لانشترى هدية؟ تكون إجابته في مثل هذه الظروف يكون العروسين بحاجه إلى الأموال أكثر من الهدية….وربما يمرون بضائقة مالية بعد مصروفات الزواج الكثيرة. كان إنساناً حكيم محب للكل ويتمنى الخير للجميع.

فتخيل عزيزي القارئ تفكير صاحبنا العزيز سمير سامى وقيمة المحبة في حياته.فكثير ما كان يقول: كيف هي الحياة من دون حب؟ودائما ما كان يتذكر ما قاله جون كيتس عن الحب حيث ذكر قائلاً: «الحبُّ استمراريةٌ ونقاءٌ، والكراهيةُ موتٌ وشقاءٌ». كما كان يحب أغنية الست “أم كلثوم” وعنوانها” ألف ليلة وليلة”،وخاصة عندما تنشد قائله: “الله محبة.. الخير محبة النور محبة”.

أخيراً، لعنا بهذه المواقف نتعلم من العزيز الراحل سمير سامى معنى وقيمة المحبة الحقيقة، حيث الطريق الوحيد لمحبة الله هو محبة القريب او الآخر. لأنه كما نعامله يعاملنا الله الذي قال : ” فكما تدينونَ تُدانون ، ويُكال لكم بما تكيلون ”( متى ٧ : ٢). وأيضًا “إِنْ قَالَ أَحَدٌ: «إِنِّي أُحِبُّ اللهَ» وَأَبْغَضَ أَخَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ. لأَنَّ مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ الَّذِي أَبْصَرَهُ، كَيْفَ يَقْدِرُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ الَّذِي لَمْ يُبْصِرْهُ؟” (1 يو4: 20) .وهنا نتقدم بالعزاء لأسرة العزيز سمير سامى والدته وأخواته،وزوجته السيدة نرجس سعيد”،وبناته مريم،ومي”،ونتعلم المحبة من تراث الراحل ونتذكر ما ورد بالكتاب المقد قائلا:”كَانَ مَحْبُوباً عِنْدَ اللهِ وَالنَّاسِ، مُبَارَكَ الذِّكْرِ، فَآتَاهُ مَجْداً كَمَجْدِ الْقِدِّيسِينَ” (سفر يشوع بن سيراخ 45: 1، 2).

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الضابط شفتيه، فطين

ماجد سوس تفاح من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في محلها. تلك المقولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.