الخميس , أبريل 25 2024
النور المقدس

معجزة النور المقدس.. سبت النور!

د.ماجد عزت إسرائيل

منذ قيـــامة السيد المسيح من قــبره وحتى يومـنا هذا ينبعث نور من قــبره بمدينة أورشليم القدس، وذلك فى يوم الســبت وهو الــيوم الذي يسبق أحد القـــيامة طــبقاً لتقويم أعيــاد الكــنائس الأرثوذكســية الشرقية. ويعرف هـــذا اليوم في كنيستنا القبطية بـــ “سبت النور”.

ولنور قـــبر الرب يسوع خـــواص تميزه نذكر منها أنه فى ثـــوان قليلة يضئ شمـــوع زوار كنيسة القيامة كلها،وأيضًا تضيء الكنــيسة بنور السيد المسيح. وهـذا يذكرنا بما ورد بالكتاب المقدس قائلاً: «أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».”… (يو 8: 12-16).

وكذلك الأمر العجيب في النور المقدس الذي ينبعث من قبر يسوع المسيح؛ لا يحرق من يلمسه فى الدقائق الأولى ولكنه يتحول بعدها إلى نار.

وينبعث النور المقدس من قبر السيد المسيح يوم سبت النور،وذلك بعد صلوات يقوم بها صاحب الغبـــطة بطريرك الروم الأرثـــوذكس فى مدينة أورشليم المــدينة المقدسة قبل الساعـــة الثانية عشر ظهراً، وهـــناك ﻣﺮﺍﺣــﻞ وﺇﺟــﺮﺍءﺍﺕ لابد أن تتم قبل اِنبـــِعاث النور منها؛ التأكد أن القبر فارغ أى مـــادة مسببة لهذه المعجــــزة، وأيضًا وضع خـــتم من العسل الممزوج بالشمع على باب القـــــبر بيد بطريرك الروم الأرثوذكس.

ومن مراسم دخـــول بطـــريرك الروم الأرثـــوذكس لكنيسة القيامة، يكون بصحبته بطريرك الأرمن الأرثوذكس ومطران الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ورؤساء الأساقفة والكهنة والشمامسة. وجميع الطوائف المسيحية الأرثوذكسية بمدينة أورشليم . وفي أثناء دخول هذا الموكب

تبدأ أجراس مدينة أورشليم بدق الأجراس بالنغمة الحزاينى، حتى يجلس بطريرك الروم الأرثوذكس على الكرسى البابوى، وفي ذات اللحظة حوله الآباء المطارنة والأساقفة والشمامسة. وبعد فترة وجيزة يدخل بطريرك الروم القبر المقدس،بعد أن يتم تفتشية للتأكد من عدم وجود أى مصدر للنار أو النور معه، لدرجة أنه يخلع ملابسه السوداء ويرتدى الملابس البيضاءفقط، ويكون هذا التفتيش على يد كل من حاكم القدس ومدير شرطة القدس وهم بالطبع (غير مسيحيين)

ثم يدخل البطريرك إلى القبر المقدس، وهو يحمل شمعة مطفأة. أما الواقفون من رجال الأكليروس والشعب خارج القبر فيقومون بالصلاة والتماجيد والتسابيح. وهم في حالة ترقب لخروج النور المقدس من القبر الفارغ، لينيروا الشموع التى يحملونها في أيديهم من النور المقدس.

وعقب دخول بطريرك الروم الأرثوذكس للقبر المقدس يصلّي راكعا،ً ويذكر الطلبات الخاصّة التي تطلب من الرب يسوع المسيح أن يرسل نوره المقدّس.وبعد صلاة البطريرك يسمع الحاضرين صوت صفيراً ويخرج برق أزرق وأبيض من الضوء المقدّس يخترق من كل المكان، كما لو أن ملايين الومضات الفوتوغرافية تعانق الحاضرين وتنعكس على الحيطان وتضئ كلّ الشموع من هذا النور.

أما فى القبر المقدس يخرج النور ويضئ الشمعة التى يحملها البطريرك،ويبدأ الحاضرين في الهتافات والصلاة. ياله من يوم عظيم!

وهذا النور المقدس شبيه بما ورد ذكره في الكتاب المقدس قائلاً: “وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ.” (أع 2: 3).ثم تبدأ إحتفالات سبت النور المقدس فيدورون الحاضرين حول الــــقبر المقدس ثلاث دورات فيبدأ الروم دوراتهم الثلاثة، ثم الأرمــــن،  وبعدهم يدورون الأقباط الأرثوذكس؛ وهم ينشدون ألحانهم القبطية الشهيرة ويتكرر هذا الإحتفال مرة ثانية فى الساعة الرابعة من صباح (فجر) أحد الفصح .

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الضابط شفتيه، فطين

ماجد سوس تفاح من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في محلها. تلك المقولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.