السبت , أبريل 20 2024
الأمريكان

أزمة الحضارة والبصق فى وجه الأمريكان

كتبت : نهى حمزه

أحداث ليست عرضيه هى ما حدثت فى أمريكا بالأمس وفى كل تطوارات إنتخابات الرئيس الواحد والعشرين فى تاريخ الولايات المتحده الأمريكيه … لن أتحدث فى مقالى هذا عن الأحداث من إقتحام لـ مجلس النواب بشكل غير مسبوق والدخول الى قاعات المبنى وتعطيل جلسة إعتماد جو بايدن ( الرئيس المنتخب ) رئيساً للولايات المتحده الأمريكيه حتى أن أحد المقتحمين جلس فى مكتب نانسى بولوسى ممدداً قدميه فوق مكتبها .. هى ليست تصرفات عفويه لكنها تستحق التوقف .. لكننا سنتوقف عن ما هو أعمق من أحداث الأمس … فالأحداث كانت مجرد نتيجه بالاضافه لكونها ظاهره جديده على البلد التى قادت العالم .

بعد إنتهاء مهمة تفكيك الإتحاد السوفيتى فى سنة 1991 وإنتهاء الحرب البارده بين المعسكر الشرقى بقيادة الاتحاد السوفيتى متمثلا فى الوريث روسيا وبين المعسكر الغربى متمثلا فى أمريكا وتابعها الإتحاد الأوروبى ,,,, بدأت إرهاصات حرب أخرى ( حرب داخليه أمريكيه ) فقد بدأ السكان الأمريكيون يمرون بأزمه حضاريه ويتجهون بلا هواده نحو حرب أهليه جديده ستؤدى الى تقسيم البلاد وبالتبعيه تقسيم الغرب رغم ما يٌنعت بها الرئيس دونالد ترامب إلا أنه كان ذو نظره ثاقبه عندما أعلن عن أمرين … لم يفهمه فيهما البعض من المجتمع الأمريكى الذى وقف ضده … فقد قال أمريكا أولاً , وأن إنتخاب بايدن معناه الإتيان بالشيوعيين والمتطرفين الاسلاميين الى الكونجرس وبالتالى الى حكم أمريكا .

وهو كان يعنى ما يقول ولنرى .. هل أتى الإنتقام الروسى لتفكك الإتحاد السوفيتى بين الولايات المتحده الأمريكيه ومعها الغرب ؟ … ألم تٌتهم روسيا بالاعتداء السوبرانى على المؤسسات الأمريكيه !! … وفى إبريل 215 تمكن قراصنه روس من إختراق أجزاء حساسه من حواسيب البيت الأبيض.. والرجل قرأ ذلك جيداً . وقد أمر الرئيس دونالد ترامب أمر بطرد 60 روسيا من الطاقم الإستخباراتى والدبلوماسى فى الولايات المتحده إثر تسميم سيرجى ويوليا سيكريبال , كما أمر بغلق القنصليه فى سياتل , وواشنطن .

وحان الوقت للعوده للحديث عن عمق التركيبه السكانيه الأمريكيه وعلاقتها بما يحدث الآن ومستقبلاً , الولايات المتحده حديثة العهد تاريخها لا يتجاوز 200 عام ويستمر سكانها فى التشكيل مع الوافدين من أصقاع العالم ويتنقلون من ولايه لأخرى ويظلوا متقوقعين داخل ثقافاتهم , فالولايات المتحده لم تشكل شعبا واحداً بل أحد عشر شعباً مختلفاً . ووفقاً للنخب المتطرفه الأمريكيه … والتى سنفصل فيها فى مقال آخر …. فإن الولايات المتحده هى بالأصل مشروع عنصرى للأوروبيين

اليوم سمعت أحد الأمريكان المتظاهرين من أتباع ترامب ( إنهم بصقوا فى وجه الأمريكان ) وهذه الجمله تعكس أزمة الحضاره التى التى تعيشها أمريكا والصراع النوعى داخل المجتمع .. إسالة الدماء داخل مبنى مجلس النواب الأمريكى ومقتل سيده بيضاء عملت بالجيش الأمريكى فى سلاح الطيران وعملت كخبيره أمنيه .. هذا الصراع الدموى يعكس الأزمه الحضاريه والنفسيه التى يعيشها ذلك المجتمع المتشرذم , وكان ترامب يعى ذلك ومن هنا كان شعاره أمريكا أولاً على أمل أن يربط هوؤلاء الفرقاء بالإسم وتأتى بعد ذلك الهويه . وبالنظر الى تفكك الاتحاد السوفيتى فى التسعينات وبداية تفكك الإتحاد الأوروبى بخروج بريطانيا وبداية تفكك بريطانيا نفسها حيث أعلنت رئيسة أيرلندا عن إجراء إستفتاء لإمكانية اللإنضمام الى الإتحاد الأوروبى ( أى الإنفصال فى مكان ما عن بريطانيا ) كل هذا يعكس الأزمه الحضاريه التى يعيشها الغرب .

فى النهايه نتسآل : هل يستطيع جو بايدن أن يتجاوز الغضب المبرر لمؤيدى ترامب وتوحيد الشعب ؟؟ … سيكون بايدن مسئولاً عن عن الفشل فى الحفاظ على الوحده الإقليميه للبلاد . الكارثه قادمه وعلى الحلفاء أن يكترثوا كثيراً بقول المواطن الأمريكى للقائمين على الانتخابات لقد بصقتوا فى وجه الأمريكان و وببروز التيارات والأحزاب الشعبويه فى أوروبا والحاله الشعبويه التى خلقها ترامب ونفخ فيها حد الإشتعال والبركان قادم لا محاله .

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

لوبي باراباس الجدد ..!

لماذا لم يفكر هؤلاء الاشاوسه في نشر فيديوهات للأسقف مار ماري عمانوئيل ضد المثلية والبابا …

تعليق واحد

  1. تصحيح من كاتبة المقال نهى حمزه
    هو الرئيس ال 41 وليس ال 21
    … تفضلوا بالقراءه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.