الخميس , أبريل 18 2024

ما له وما عليه.. ما له(١)


ماجد سوس

في تقليد سنوي يتم في البيت الأبيض يدعو فيه رئيس الولايات المتحدة بعض المشاهير ورجال الأعمال لحفل عشاء لا يتحدثون فيه عن السياسة. يوما دعاهم الرئيس السابق أوباما لهذا الحفل وكان من ضمن الحضور رجل أعمال شهير، وأثناء تقديم أوباما للحفل نظر إلى هذا الرجل وقال له مداعباً أرى اسمك على مبان كثيرة لم يبق سوى أن تضعه على البيت الأبيض وضحك الأثنان وقال رجل الأعمال سأفعل، انتهى الحفل وبدأ يراوده هذا الحلم وقرر أن يبدا رحلته إلى واشنطن . وتحقق الحلم.


رجل الأعمال هو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي ما أن وصل إلى سدة الحكم حتى أطلق شعاره الشهيرة ” لنعيد لأمريكا عظمتها مرة أخرى ” على سبيل المثال لا الحصر بدأ بإصلاح ضريبي قال عنه موقع «بيزنس إنسايدر»، أنه الأكبر في تاريخ أمريكا منذ 3 عقود كاملة، ففي يوم 26 أبريل 2017 قدم مذكرة بعنوان “الإصلاح الضريبي للنمو الاقتصادي والوظائف الأمريكية وصفته أيضاً صحيفة وول ستريت جورنال بأنه “أروع لحظة” في أول 100 يوم ونجاح سياسي للرئيس ترامب.

ويشمل الإصلاح الفردي “تخفيض 7 شرائح ضريبية إلى 3 شرائح ضريبية بنسبة 10٪ و 25٪ و 35٪، ومضاعفة الخصم القياسي، وتوفير الإعفاء الضريبي للأسر التي لديها نفقات رعاية الأطفال والمعالين”.


وأنه سيتم تبسيط نظام الضرائب “للقضاء على الاستحقاقات الضريبية المستهدفة التي تستفيد أساسا على دافعي الضرائب وحماية الملكية المنزلية والخصومات الضريبية، وإلغاء البديل للحد الأدنى من الضرائب، وإلغاء ضريبة الموت وإلغاء ضريبة أوباما كير 3.8٪ للشركات الصغيرة “.

وتشمل إصلاح الأعمال” 15٪ من معدل الضريبة على الأعمال التجارية، ونظام الضرائب الإقليمية لتكافؤ الفرص للشركات الأمريكية، والضرائب لمرة واحدة على تريليونات الدولارات المحتفظ بها في الخارج والقضاء على الإعفاءات الضريبية للمصالح الخاصة


كما خفضت تلك القوانين ضرائب الشركات إلى 21% بعدما كانت 35%، ورفعت الناتج المحلي الإجمالي لأمريكا لـ 3%. وقد أشارت نيويورك تايمز إلى أن دخل الأمريكيون ذوي الأجور الأقل زاد بنسبة 4.5% في نوفمبر 2019، وهو ما يفوق زيادة أصحاب الأجور المرتفعة والتي وصلت لـ2.9%، وذلك بالطبع قبل أزمة فيروس كورونا.

فقد كان متوسط ​​دخل الأسرة الحقيقي (المعدل حسب التضخم) في عام 2000 كان يبلغ 62.500 دولارًا، انخفض إلى 57.000 دولارًا في نهاية فترة حكم باراك أوباما بينما خلال السنوات الثلاث الأولى من رئاسة ترامب، بدأ واستمر معدل الدخل في النمو بسرعة كافية لتجاوز الذروة السابقة.

وفي عام 2019، كان متوسط ​​دخل الأسرة قد أقترب من 69.000 دولار، أي أكثر من 20٪ فوق الحد الأدنى في مرحلة أوباما، و 10٪ أعلى من الذروة في عهد كلينتون.


خلال المناظرات الرئاسية التي سبقت انتخابات 2016 كان ترامب دائمًا يصرخ في وجه هيلاري كلينتون بأنها هي نظام باراك أوباما من صنعوا تنظيم داعش وسمحوا له بأن يصبح قويًا، وتعهد بأنه سيقضي على التنظيم حال أصبح رئيسًا، وبالفعل قضى على التنظيم ولقي أبو بكر البغدادي مصرعه في أكتوبر 2019 في عملية عسكرية أمريكية ناجحة .

كان الرئيس ترامب يرى أن هناك ما يسمى بمنهجية الفوضى والقتل والتدمير التي تمولها إيران عبر أذرعها “الحرس الثوري وحزب الله والحوثي” تقابلها جماعة الإخوان المسلمين التي خرج من رحمها “القاعدة وداعش وحماس”، ومن هذا المنطلق بدأ الرئيس ترامب استراتيجية في مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. اقترب من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأثنى عليه وقال عنه إنه حقق شيئا مذهلا في وقت قصير، وقال، إن مصر لها قائد عظيم محترم، وقبل أن يأتي للسلطة في مصر كانت هناك فوضى


قام الرئيس ترامب بتوقيع أوامر تنفيذية بحظر السفر ووضع القيود على اللاجئين والمهاجرين من البلدان ذات الأغلبية المتطرفة، وزيادة إنفاذ قوانين الهجرة بما في ذلك عمليات الترحيل، ومنع الدخول غير الشرعي إلى الولايات المتحدة من خلال بناء جدار على طول الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة، فبعد أسبوع من تبوأ سدة الرياسة وقع أمراً تنفيذياً بعنوان “حماية الأمة من الهجمات الإرهابية من قبل مواطنين أجانب” الذي علق فيه مؤقتا برنامج القبول الأمريكي للاجئين (USRAP) لمدة 120 يوما، ويمنع دخول المواطنين من العراق وإيران وليبيا و الصومال والسودان وسوريا واليمن لمدة 90 يوماً .


أعاد الرئيس ترامب لوطنه في فترة كثيرة، المليارات من الدولارات، فقد ضغط على أعضاء حلف النيتو أن يشاركوا الولايات المتحدة في الصرف على الحلف بعد أن وجدهم يتكلون على أموال بلده رغم نجاحهم الاقتصادي، ثم ذهب إلى المملكة السعودية وقال لهم أننا نضع الأسطول السادس لحمايتكم منذ عشرات السنين مجانا وتتكلف خزينتنا الكثير بينما حين نطلب منكم البترول مثلا فإننا ندفع ثمنه بالكامل بالأسعار التي تروها، من الآن إن كنتم تدفعون نحميكم لن نفعل هذا مجاناً بعد اليوم، ثم وجد اتفاقيات بالية مجحفة لبلده، فعلى سبيل المثال وجد اتفاقية دفاع مشترك مع كندا يجعلها تتكل على الجيش الأمريكي المتمركز على الحدود بميزانية ضخمة فطلب إعادة الاتفاقية حتى إن أرادت دول الحماية فعليها أن تدفع تكاليف تلك الحماية .


عندما جاء ترامب إلى حكم وجد أمرين الأول أن الشركات الأمريكية هربت إلى الصين من أجل الضرائب وتكلفة التصنيع فقرر أنه سيعمل على إعادة هذه الشركات إلى بلده وهو امر عظيم لم يلتفت إليه من سبقوه فبدأ كما أسلفنا بتخفيض ضرائب الشركات وتسهيل إجراءات الاستثمار. الأمر الثاني هو أنه وجد أن الصين قد قامت بإغراق السوق الأمريكي بمنتجاتها الرخيصة فقرر أن يحمي منتجات بلده ويزيد من دخلها فقام بفرض ضريبة بنسبة 45٪ على الواردات من الصين ووضع رسوم تتراوح بين 38.61 إلى 65.46 في المائة على السيارات الصينية في قضية مكافحة الإغراق.


على المستوى الديني، صرح ترامب من اليوم الأول أنه يريد أن يعيد للمجتمع القيم الدينية التي قام عليها الدستور الأمريكي فأعاد للحكومة الإحتفال بعيد الميلاد المجيد بإطلاق كلمة التهنئة ” ميري كريسماس ” التي كانت قد استبدلت ب ” هابي هوليداي” حتى أنه في السابق كانت بعض المصالح الحكومية ترسل إدارتها لموظفيها المسلمين “هابي رمضان” ولكن لم تكن تستطيع أن ترسل “ميري كريسماس” للمسيحيين! ثم قام بجرأته المعهودة التحدث عن حقوق المسيحيين المهدرة في بلدان كثيرة من العالم بل وأرسل نائبه لتلك الدول ليتكلم في هذا الأمر .


هذا وقد أنشأ الرئيس ترامب “اليوم العالمي للأقباط” وقام كل عام في هذا اليوم لتهنئة أقباط العالم وهو يوافق عيد دخول المسيح أرض مصر في الأول من يونيو من كل عام ولا أعتقد إن في ظل حكم الديموقراط سيقومون بإحياء هذا العيد مرة أخرى.
هذا بعض مما للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المنتهية ولايته، أما ما عليه فسأرجئه للمرة القادمة .إن شاء الرب وعشنا.

شاهد أيضاً

ع أمل

دكتورة ماريان جرجس ينتهي شهر رمضان الكريم وتنتهي معه مارثون الدراما العربية ، وفى ظل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.