الجمعة , أبريل 19 2024
نوال السعداوى

عندما يموت المفكر “على قيد الحياة”

كتبت : نهى حمزه

غيب الموت المفكره المصريه نوال السعداوى فى 21 مارس 2020 بعد رحلة عمر أتمتها بعامها التسعين , خلضت فيها معارك فكريه طاحنه جعلت البعض ينعتها بأبشع الصفات والبعض أشاد بفكرها وجرأتها فى تناول القضايا … وهذه الجدليه دائمة الحدوث أمام كل فكر يٌقدم .

أنا سأتناول حالة نوال السعداوى من منظور مختلف عن هذا وذاك , ولست هنا بمتحدثه عنها بالذات لكنى سأعتبرها مثال لما أردت طرحه , أناقش فى مقالى كيفية التعامل مع أصحاب الرؤى والفكر وإرتباطهم بهذا الإنسان الذى لم يخلق نفسه ولا فكره ولا عقله ولا معطيات فكره ولا العوامل المحيطه به وشكلت له بيئه لينتج ما يقدمه من فكر .

ومهما اتفقنا أو اختلفنا مع المفكر لا نملك إلا أن نناقش ونشتبك ونحاور .. فليس ثمة فكر صفرى أو عدمى.. . فى حالة المفكره الراحله نوال السعداوى لاحظت هجوماً وعنفً وتنمراً يثير الشفقه والإشمئزاز فى آن معاً على كل من تبنى هذه الحاله من إستثارة العقول والإغراق فى السلبيه المجهله .

أنا أرى أنه كان من الأنفع والمنطقى الدخول الى عقل المفكر ومحاولة فهمه فالإنسان هو الإنسان لايتغير , والمتغير هو محيطه لذا لن يكون من الصعب الوصول الى آخر نقطه فى مركز تفكيره وفهم آرائه ومنهجه .

كرست نوال السعداوى حياتها للدفاع عن حقوق الإنسان ودافعت كثيراً عن المرأه , فقد رأت ( من وجهة نظرها ) انها ( مستضعفه ) من قبل المجتمع وأنه لم ينصفها … هو رأى مجرد رأى .. لا نكفرها لأنها قدمت فكرها فى هذا الشأن أو فى أى شأن غيره .. وكم كنت ومازلت أنادى أن تكون الرحابه للتعبير عن الفكر لها متسع فى مجتمعنا .. فقد تحدثت مثلاً عن قضية ( المساواه بين الرجل والمرأه ) …. هذه القضيه التى أرى أنا شخصياً أن ليس لها وجود فى الحياه لو إمتلكنا إتساع أفق لفهمنا .

لنفهم معا بهدوء … الحياة حسب فهمى أنا وإستيعابى لمنظومة الكون التى خلقها الله تعالى … خُلقت ونُظمت على التكامل بين الجنسين وإلا ما كان خلقهم سبحانه على هذه الشاكله , وكان كل الخلق من جنس واحد .. لماذا قال تعالى : ومن كل شئ خلقنا زوجين لعلكم تذكرون . فى كل جنس حياه تناسبه ولكننا لا نحس ولا نلحظ حتى فى النبات والجماد والحيوان ولكننا كبشر لا نحس ولا نلاحظ و أعلى مرتبه فى الأدنى هى أعلى مرتبه فى الأعلى .. هو تسلسل الحياه .. فسبحان الذى خلق الأزواج كلها .. الله خلق الحياه تكامليه لا تصادميه فلم يخلق الذكر والأنثى للتصادم ومن ثم الفناء , بل خلقهما ليكمالا بعضهم بعضاً , وسبحانه وهو القائل ( إنا كل شيء خلقناه بقدر ) .. سبحانه خلق الموجب والسالب حتى يستمر الكون ويتطور .

هذا هو الفكر وطريقة تناول الفكر الذى يجب أن نركز فيه وننتهى من قضية ( المساواه ) التى صُدرت لنا من الغرب ولا ننكر على من ينادى بها فى مجتمعنا أنه إنسان وله فكره .. ولكن ندخل الى هذا الفكر بهدوء ونستوعب من نحاور ونفتح معه نقاش دون تقصير أو تهويل .. بعقلانيه .. وكان يجب أن التعامل مع نوال السعداوى وما طرحت من أفكار ولا نأبه بارتعاد هواة الإنغلاق .. أن أنغلق أمام فكرك هو إقرار بضعفى . الفكر بالفكر والروح بالفكر والعلم بالفكر ( ويتفكرون ) رحم الله نوال السعداوى إنها الآن عند بارئها .

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

لوبي باراباس الجدد ..!

لماذا لم يفكر هؤلاء الاشاوسه في نشر فيديوهات للأسقف مار ماري عمانوئيل ضد المثلية والبابا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.