الجمعة , أبريل 19 2024
هناء ثروت

أراهب يقتل؟

هناء ثروت

بالأمس أسدل الستار على القضية التي أثارت الرأي العام لمدة طويلة، ليس لبشاعتها فقط ولكن لأن الجاني والمجني عليه من رجال الدين المتعبدين في احد أديرة وادي النطرون.

ولحساسية وضعهم وصفتهم الدينية وكونهم قد اختاروا الموت عن العالم وشهواته والبُعد عن اخطائه وخطاياه كان اللغط الشديد والاراء المتضاربة الكثيرة والتي وصلت الي حد التطاول على قداسة البابا.

وفي الحقيقة أنا لا اكتب الآن حتى ابرئ أو أدين الجاني، فالقضاء أولى مني بذلك، ولكن اكتب الآن لمن يعتبرون ان هناك قطاع من البشر لا يخطئ، وحتى إن اخطأ فلابد الا ننشر خطئه، تعودنا تأليه من يقومون بدور الوسيط بيننا وبين الله، وكأننا لا نحتمل فكرة أنهم بشر يخطئ ويصيب، وهنا الكارثة.

إن تأليهنا لشخصيات قيادية او سياسية او دينية دون وعي هو من يرمي بنا الى التهلكة، اعتقادنا انهم مثاليون كارثة، وكم من الجرائم والمصائب حدثت من اشخاص ذو حيثيات راقية صدمتنا وحطمت كل المبادئ التي كنا قد رأيناها فيهم.

وعلى مر الزمن، ولعل التاريخ يحمل لنا جرائم ابطالها كانوا من الشخصيات العامة او الدينية، وكم من الشخصيات التي تعيش بيننا وهي حسنة الصيت والسمعة وعرفنا فيما بعد انهم قاموا بارتكاب جرائم تصل الى حد البشاعة.

ولو طالعنا الصحف نجد ان هناك جرائم من الصعب قبولها كمجتمع، فهذا الشاب الذي يقتل أمة أو أبيه من أجل زواج أو مال أو ما شابه، وهذه الزوجة التي تقتل زوجها بعد قصة حب تحاكى عنها القاصي والداني، كم من مرة عرفت جريمة وكان رد فعلك ( لا مش ممكن ما ينفعش دا يقتل، او دا يسرق دا مش محتاج)

والمأساة اننا نجد اشخاصًا يقومون بدور المدافعين عن هؤلاء الاشخاص لا لشيء اكثر من تأليههم لهؤلاء او لأنهم لا يقبلون فكرة انهم خاطئون، ويبدأون بانكار ما يحدث، بل بالهجوم بشكل ضاري على كل من يدينون هؤلاء أو على الأقل لا يستبعدون فكرة أنهم مخطئون، يجولون على صفحات السوشيال ميديا أو التجمعات ليحاولون دفع الجريمة وتبرئتهم، ويصل بهم الجنون الى حد التلفظ بألفاظ نابية ومهينة لمن يخافوهم الرأي

انهم مساكين في الحقيقة فعقولهم تغذت على السمع والطاعة دون نقاش ودون تفكير يا سادة أننا بشر و تحت الخطية، لا احد معصوم من الخطأ، الخطأ ان نعتبر ان هناك من هم أعلى من الخطية حتى لو يحملون كلام الله، فهذا ظلم لهم، اكرر ثانية انهم بشر يقعون تحت الضغوط كما نقع نحن يقعون تحت الهموم والشهوات والملذات، يقعون تحت الكذب والادعاء وحب المال والسيطرة والسلطة والزنى، رحمة بكم وبهم لا تصدموا هكذا ولا ترتاعوا، ولكن اطلبوا لهم الرحمة واطلبوا لكم الحكمة واعلموا ان الله هو الديان الوحيد الذي يدين كل الناس بالحق.

شاهد أيضاً

ع أمل

دكتورة ماريان جرجس ينتهي شهر رمضان الكريم وتنتهي معه مارثون الدراما العربية ، وفى ظل …

2 تعليقان

  1. واحد من الناس

    أعتقد أن السبب الأكبر للدفاع عن هذا الراهب ليس تأليه أشخاص بل خبرتنا السيئه مع القضاء المصرى وما به من ظلم وعوار وما شاب المحاكمه من تجاوزات كثيره جدا أبسطها أنها لم توافق على حضور محامى معه فى كثير من التحقيقات ..وامتداد ساعات التحقيق من الشرطه ومن النيابه الى ساعات طويله جدا وبالتأكيد فان المتهم يكون أرهق تماما وزهق لدرجة أنه عاوز يخلص حتى لو اعترف بالكذب على جريمه لم يفعلها . ..وهذا حدث تماما مع أحد الأشخاص أيام الكشح الأولى أنهم ققاموا بتعذيب المشسيحيين تعذيبا شديدا وأحضروا كاهن القريه وقالوا له بالحرف الواحد : القضيه دى عندكم ولازم واحد من عندكم يشيل القضيه حتى ينتهى التعذيب – أطلقوا عليها أيامها اسم السلخانه – وكان المقتول واحد مسيحى والقاتل مسلم ومعروف للجميع ..وانتهى الأمر بأن شاب مسيحى عذبوا أهله جدا اعترف تحت التعذيب بكل ما أوصوه به وتم سجنه ومات فى السجن .هذه القصه معروفه لأغلب الناس . وما حديث بالأمس القريب فى قضية سيدة الكرم السيده سعاد ثابت وتم تعريتها وكل الجمهوريه تعرف ذلك وفى النهايه تم تبرئة المتهمين . ابنتى العزيزه أعقد أنه تنقصك الخيبره ولكن بمرور الأيام سوف تحصلين عليها . لكن لا تندفعى فى الادانه وفى الاستنتاج .

    • سيدي الفاضل انا لم ادن او ابرئ الراهب ولم انقاد لفكرة القضاء العادل فكرتي كلها في التعليم وفي فكرة تأليه الأشخاص القضية كلها ليست في سرعة القضاء او بطئه ولكن في فكرة إدانة رجل دين .. تحياتي لك ولكن فضلا لتقم بإعادة قراءة المقال لتصل إلى ما اريده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.