الجمعة , مارس 29 2024
ماجدة سيدهم

اقبضوا على المجرم وحاكموه

بقلم : ماجدة سيدهم

في يوم وليلة انتشرت مقاطع كتير لأشهر وأحدث جريمة واللي قتل فيها شاب أبوه وأمه وأخته الحامل وأولادها الاثنين ..

بالنسبة لي مش مهم الظروف النفسية ولا العقلية للقاتل ولا المبررات والتحليلات ولا الكلام دا كله ولا مهم تفاصيل العيشة المحفورة جوه كومة من القهر والبؤس والحشرات اللي فوق بعض .. عادي جدا .. دا حال أغلب بيوت قرى الصعيد .. القرى الكخة اللي عايشة تحت خط العدم و لا بتيجي في بال الدولة الطبقية المتنمرة أصلا

* خلينا في المصيبة الأكبر والكارثة الأخطر ..وأظن الصور مابتكدبش وواضحة جدا لحالة جورج ومراته ..

السؤال هي الفئات المضطربة عقليا ونفسيا دي تتجوز ليه !

وفي نقطتين :

* للاسف الشديد بيحصل ومتعارف عليه في مجتمعنا المؤمن على نفسه وبين الأقباط أكتر .. لما بيكون فيه شاب حالة خاصة بنلاقي الأهل بيسعوا بجدية لزواجه من واحدة مناسبة لظروفه وتتقي ربنا فيه .. والبنت المناسبة لازم تكون مكسورة الجناح على الآخر . عيب خلقي مثلا او حالة خاصة مثله او ومدمرة نفسيا أو كبرت في السن أو متواضعة جدا في الجمال والتعليم والعيشة أو يتيمة تعاني من ظروف حياتية مرة ومعايرة مستمرة .

والغريب الكنيسة بتوافق وبتكلل (!!!) بالعكس دا كتير هي اللي بتوفق الراسين دول في الحلال.. مش مهم التكافؤ أبدا .. يعني لو البنت طبيعية وواعية ووافقت ..الحياة هاتمشي وفيه أمهات بالظروف دي ربوا ولادهم كويس .. لكن لما يكون الطرفين الاتنين غير مؤهلين خالص .. دي مصيبة .. باعتبار نلم الغلابة دول على بعض وهم ونصيبهم بعد كدا ..والعيال هاتتربى وربنا مابينساش حد..اهو احسن لهم من مرمطة المجتمع المؤمن ليهم ..ودي النقطة ا لتانية والأخطر …..

لكن ليه نتعامل مع البنت على إنها كسر وندعم عدم ثقتها بنفسها ونقتل جواها الاحساس بالقيمة …ولازم تشكر ربنا أنها هاتتجوز واحد هاتاخد فيه ثواب وتضمن السما بسببه ..وياسلام لو الزوج ميسور الحال شوية هاتبقى فرصة عمرها في عيشة ميسورة وبيت يلمها ولقمة تاكلها ..

طيب هو دا مش تنمر وطبقية وازدراء ضد الإنسانية والقيم وضد التعاليم المسيحية برضه ..!

* طيب إيه ذنب زوج غير مدرك وغير مسؤول حتى نحمله باللي مايقدر عليه .. ولما يعمل مصيبة نقف نحوقل ونحسبن ومش عارفين نحاسبه إزاي ..ولو حاسبناه هو مش عارف اصلا عمل إيه

* طيب إيه ذنب أطفال ماختاروش حياتهم لحتى يدفعوا تمن معالجة قهر وفشل المجتمع بقهر وفشل أكبر وأخطر .ويكون مصيرهم انهم بيواصلوا العيشة تحت نفس خط الموت ..

مش كفاية قهر المجتمع على الفئات دي ..يبقى الكتيسة تكمل كمان وتوافق على زيجات غير صالحة بالمرة.. إذا كانت اغلب بيوت الأصحاء آيلة للسقوط أصلا.. فمابالك بالحالات الخاصة ..دا اسمه القهر المركب

* النقطة التانية ودي الأخطر والأهم ولب المشكلة بل هي الجريمة الحقيقية. اللي ورا الكارثة دي لأن لو كنا دولة إنسانية وأخلاقية وكان عندنا مؤسسات متخصصة بعلم وشوية ضمير (شوية بس ) وشوية رحمة(شوية بس ) واحترام احتواء وتأهيل لرعاية المواطنين الملطشة دول .. ماكنش الأهالي دوروا على حل الزواج كبديل يحمي ولادهم من مجتمع مؤمن أوي كدا .. وبكدا بنحمي الشاب من الانتهاك الشرعي كل يوم وبنحمي البنت المقهورة من مجتمع مابيرحمش ..وأهي اسمها متجوزة

طيب الأسر الميسورة يا إما بيصرفوا علي أولادهم كتير أوي أوي أو بيسافروا بيهم برا البلاد ليضمنوا ليهم حياة إنسانية ومحترمة يعتي الغلابة كدا دا اخرهم .. يا إما يتم انتهاكهم او يتجوزوا ..

للأسف كل المؤسسات الموجودة عندنا لرعاية كبار السن أو أيتام أو حالات خاصة بيحصل فيها انتهاكات زي الفل وعيني عينك .. والحل بسيط شيلوا الإيمان والتقوى من حياتكوا خالص وحطوا بدالهم شوية ضمير بس . شوية بس . صعبة دي ..!

الآن ياأصحاب العقل ..اقبضوا على رقبة المجرم الحقيقي اللي وصلنا لنكون كلنا مجتمع بالفعل هو حالة خاصة .. على فكرة مصر مش هي حدود قاهرة المعز …دي بلاد منسية كتير وقرى جوانية مرهقة كتير وناس تعبانة ياما .. .انتوا ماسمعتوش عنهم ولا عاوزين لأنهم ناس كخة ..بس دول ياسادة نتيجة توحشكم وموت ضميركم ..انتو فعلا بقيتوا عالة وعبيء على الغلابة .. محاكمتكوا واجب وطني وإنساني

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.