الجمعة , أبريل 26 2024
سد النهضة

مخاطر جديدة تغزو السودان ومصر بسبب سد النهضة

نازك شوقى

عمت حالة من القلق بين سكان ضفاف نهر النيل في السودان ومصر، بعد ورود أنباء عن ظهور تماسيح وخروجها من شواطئ النيل في العاصمة السودانية الخرطوم، التي حذَّرت سلطاتها السكان من خطورة الاقتراب من مياه النهر.

وبحسب موقع “المونيتور” الأمريكي، حذر مدير إدارة الدفاع المدني بالخرطوم اللواء عثمان العطا في بيان صحفي يوم 30 يوليو المواطنين من الاقتراب من النيل أو السباحة فيه، حيث تشهد البلاد فيضانات كبيرة تؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه وظهور التماسيح والثعابين النيلية المفترسة، كما نصح عطا بعدم استخدام قوارب النيل.

ونقل الموقع عن مراقبين وخبراء أن تماسيح النيل ليست الأثر البيئي السلبي الوحيد لسد النهضة، وإنما هناك آثار أخرى مثل ملوحة التربة واختفاء بعض الحيوانات والنباتات نتيجة التغيرات البيئية التي أحدثها السد.

آثار بيئية خطيرة لسد النهضة

وقال نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن إثيوبيا فشلت في تخزين الكمية التي أعلنت عنها في التعبئة الثانية لسد النهض، لم تنسق مع دولتي المصب – مصر والسودان – وأصرّت على ملء السد من جانب واحد دون اتفاق، مضيفًا أن ذلك تسبب في ارتفاع منسوب مياه النيل الأزرق بالخرطوم، إلى جانب زيادة هطول الأمطار في موسم الفيضان مما أدى إلى زيادة كبيرة في أعداد التماسيح بالخرطوم.

وأشار نور الدين إلى أن التماسيح في الخرطوم لن تصل إلى مصر بسبب السد العالي في أسوان الذي يدفع التماسيح الضخمة باتجاه بحيرة ناصر، ولا يمكن سوى للتماسيح الصغيرة المرور عبر الفتحات، وهذا يفسر سبب عثور بعض المزارعين السودانيين على تماسيح في أراضيهم.

وأضاف أن الآثار البيئية الضارة في مصر والسودان لا تقتصر على انتشار التماسيح ، بل تشمل الهشاشة البيئية لدلتا نهر النيل في مصر نتيجة ملوحة مياه البحر ونقص المياه العذبة لمعالجة المشكلة، وكذلك ملوحة التربة وانخفاض خصوبتها واختفاء بعض الحشائش بسبب الجفاف، واختفاء بعض الحيوانات النهرية كالضفادع والأسماك.

تعنت إثيوبي بشأن دراسات السلامة البيئية

وقال ضياء الدين القوصي خبير الموارد المائية والمستشار السابق لوزارة الموارد المائية والري، إن إثيوبيا رفضت أكثر من مرة إجراء أي دراسات حول سلامة سد النهضة وانعكاساتها البيئية على المنطقة، لأنها تدرك التداعيات السلبية للجفاف والتصحر الناجمين عن نقص المياه.

وقال إن ذلك يؤثر على المناطق الزراعية في دول المصب ويؤثر بشكل كبير على الأمن الغذائي.

وأضاف القوصي أن التماسيح كانت موجودة في نهر النيل منذ ما قبل بناء سد النهضة، لكن بحيرة السد ساهمت في زيادة أعدادها في الخرطوم خلال فترة الفيضان.

وأشار إلى أن هذا أمر طبيعي وأقل ضررًا بكثير مقارنة بالضرر المائي وتهديد الأمن الغذائي.

وطالب القوصي المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته للضغط على إثيوبيا لتوقيع اتفاق ملزم يحفظ الحقوق التاريخية لمصر والسودان.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

خلاصة موضوع وراثة ذنب أو خطيّة آدم ببساطة

للباحث القدير القمص يوحنا نصيف شرقاوي – شيكاغو آباء الكنيسة الأوائل لم يستعملوا مصطلح “وراثة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.