الخميس , أبريل 18 2024
مختار محمود

مع أكبر مجمع سجون..مش هتقدر تغمض عينيك

مختار محمود

في اليوم التالي لافتتاح أكبر مجمع للسجون، الذي تم الإعلان والترويج له مؤخرًا، سوف تسود الفرحة عموم المصريين، ويجتاحهم يقين بأن جميع الأهداف المؤجلة التي ناضلوا من أجلها قد تحققت وأبصرت النور بعد طول انتظار. لا شك أن إنشاء أكبر مجمع للسجون طفرة هائلة وخطوة جادة نحو النهضة الشاملة التي تتبناها الحمهورية الجديدة.

الصفحات الأولى مما بقي من الصحف المؤممة سوف توحد عناوينها بعنوان رئيسي: “مصر اليوم في عيد”، تتبعه بعناوين فرعية قابلة للاجتهاد مثل: “مجمع السجون الجديد يتحدى جزر المالديف”، “المساجين بعد نقلهم لمجمع السجون الجديد: سوف نكمل حياتنا هنا إلى الأبد”، “عش حياة النخبة والأثرياء في مجمع السجون الجديد”.

وفي محاولة معهودة منه لخطف الأضواء والاسئثار بها دون زملائه في الحكومة..سوف يعلن وزير الأوقاف بعد عبارات الشكر والثناء أنه سوف يذهب بنفسه لإلقاء الخطبة كل أسبوع في المساجين، كما سوف يعمم خطبة موحدة على جميع مساجد الجمهورية تحت عنوان: “فضل السجن في الإسلام”، وسوف تخصص الوزارة جوائز مالية وعينية شهرية لأفضل عشرة مساجين، كما سوف يكلف الوزير أحد معاونيه وتلاميذه بإعداد أطروحة تحت عنوان: “من سجن يوسف عليه السلام إلى أكبر وأضخم مُجمع ..كيف تطورت السجون في مصر”، وسوف يحصل الباحث على درجة الامتياز مع مرتبة الشرف، فضلاً عن التوصية بتعميم الدراسة على جميع الجامعات وتعيين الباحث في جميع الجهات والهيئات التابعة للوزارة وتكريمه في احتفال ليلة القدر ومنحه صكوك الغفران وتذكرة للجنة، كما إن الوزير سوف يلغي الاعتكاف داخل المساجد في رمضان ويبيحه في مجمع السجون مدعومًا بوجبات ساخنة للسحور.

وزارة الخارجية بدورها لن تدع الفرصة، بل سوف تنظم بالتعاون مع وزارة الهجرة والمصريين بالخارج حملات دعائية لمُجمع السجون العظيم؛ حتى يطلع العالم على التجربة المصرية الفريدة، وكيف تمكنت مصر من إقناع المصريين بأن الحياة وراء أسوار السجون خير وأبقى. بالتوازي مع ذلك..سوف تنظم وزارة السياحة برامج داخلية وخارجية لمجمع السجون؛ باعتباره واحدًا من أهم المقاصد السياحية في العالم، والترويج بضرورة إدراجه ضمن عجائب الدنيا “الثمانية”! وزارة الثقافة أيضًا سوف تدخل على خط الاحتفال بهذا الحدث التاريخي، وسوف تطلق مهرجانًا كبيرًا تحت عنوان: “السجن للجميع”، وتتبنى مشروعًا فنيًا آخر بعنوان: “السجن للجدعان”، ولن يدع يوسف القعيد الفرصة لتقديم رواية جديدة تعظم فكرة السجن، وتدور فكرتها حول شخص شريف أعيته الحيل لتوفير حياة كريمة له، فارتكب جريمة، حتى يحصل على السجن المؤبد داخل مجمع السجون المرتقب، وهي الرواية التي سوف تمنح القعيد جائزة النيل، وسوف يقوم خالد يوسف بنقلها إلى الشاشة الكبيرة؛ تكفيرًا عن ذنوبه، ويمكن الاستعانة بخدمات الممثل محمد سعد، صاحب شخصية رياض المنفلوطي، أصغر مدير سجن في التاريخ، والذي حصل على ترقية عندما كان في المرحلة الإعدادية.

وزارة الشباب والرياضة سوف تتبنى اقتراحًا للبرلمان بتشكيل فريق كرة لنزلاء مجمع السجون على أن يلعب فى الدوري الممتاز مباشرة، ولا يمر بالدرجات الأدني، وتوفير الدعم المالي والمعنوي له.

وزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية سوف تكون على قدر الحدث، وسوف تعلن مشروعها المتميز: “ابنِ سجنك”، وذلك في محيط المجمع الجديد للاستفادة من جميع المزايا المتاحة له.

وزارتا التعليم والتعليم العالي سوف توجِّهان المدارس والجامعات بتنظيم رحلات أسبوعية للمجمع السجون، ومنح الأوائل زيارات مجانية طوال العام.

ومن لزوم ما يلزم.. فإن السادة أكابر مقدمي برامج التوك شو سوف يتناوبون على تقديم حلقات أسبوعية من داخل المجمع عن الحياة المخملية التي يعيشها السادة النزلاء، وقد يتم في خطوة لاحقة إنشاء فضائية “بمشتملاتها” داخل المجمع، يعبر من خلالها النزلاء عن مواهبهم، ويقدموا برامج خاصة بهم عن تجاربهم الاستثنائية الفريدة التي سوف تتقبلها الإنسانية بقبول حسن.

شاهد أيضاً

ليلة أخرى مع الضفادع

في ضوء احداث فيلم الوصايا العشر بشأن خروج بني اسرائيل من مصر التى تتعلق بالضربات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.