الأربعاء , أبريل 24 2024
محمد زكى

ذكرياتى مع طريق الكباش

كان عندي حوالي ست او سبع سنين لما كان اخويا الكبير ياخدنا معاه وهما رايحين يلاعبوا فريق نجع ابوعصبة، كانت الكرنك كلها مساحات واسعة كبيرة وكلها بنستخدمها كملاعب كورة وساعات العصاري تلاقي حوالين المعبد من كل ناحية سحابات من تراب علشان في كل الملاعب العيال بيثيروا الغبار وهما بيلعبوا.

في نجع أبو عصبة اللي هو خارج البوابة الجنوبية للمعبد مباشرة كانوا العيال هناك يخلوا رؤوس الكباش علامات للجون وانا اتفرج على الماتش وانا جالس علي واحد من الكباش وماسك في ايدي جلابية اخويا ولما كبرت شوية كنت اقف لهم حارس مرمي لحد ما جه الخواجة فازيني وعمل الحفاير هناك ودمر ملعب الكرة الرئيسى بتاع نجع أبوعصبة واحنا رايحين نشتري دقيق من دكان الحج أبوالفضل في نجع عبدالهادي اللي مكانه جنوب نجع ابوعصبة كانت امي الله يرحمها تنبه علي اخويا الكبير مية مرة انه مايعديش في طريق الملاحة اللي هي كانت ايامها الجزء الغير مردوم من البحيرة المقدسة لمعبد موت النهاردة لانها كانت مكان مرعب، مليان بغابات من نبات البوص وتماثيل سخمت المخيفة متنتورة في كل حتة ورغم كل التنبيهات

كان اخويا يودينا ويرجعنا من نفس الطريق وغالبا في رحلة الرجوع بيكون الليل القي بغطاءه الظلامي علي الكرنك كلها واحنا معديين في الممر الترابي الضيق والبوص الاخضر حوالينا من كل ناحية فجاة يظهر لي وش سخمت في الضلمة فيقع قلبي في رجليا وانا باتشبث في طرف جلابية اخويا او ساعات يحصل ان كلب او ثعلب يحرك البوص وهو بيجري فكانت لحظات رعب قاسية بالنسبة لي في السن ده

طريق الكباش

كان بيمر بخيالي كل حكاوي العفاريت والرصد والمارد اللي سمعتها في قريتنا قبل كدهتماثيل سخمت كانت مرمية في كل حتة حوالين معبد موت وفضلت كده لحد ما مجموعة من المغامرين اللوكالز في الاقصر قرروا انهم ياخدوا واحد من التماثيل دي بغرض التصدير للخارج، راحوا حملوا تمثال منهم علي عربية كارو واخدوه واتشحن في عربية نقل علي القاهرة، لحسن الخظ الموضوع اتكشف بدري وتم اعتراض العربية قبل ما توصل العاصمة وبعدها تم تجميع كل تماثيل السخماطة زي ما ناس الكرنك مسمينها وتم وضعها في المتحف المفتوح داخل معبد الكرنك.

ولما كبرت وانا راكب العجلة في طريقي لمدرسة الاقصر الثانوية او في الرجعة الاقي جدي او واحد من خوالي شغالين في ارضهم اللي كانت فوق طريق الكباش بالظبط اللي هي مكانها النهارده خلف مكتبة الأقصر العامة، كنت اقف واركن العجلة جنب الطريق واروح اسلم علي جدي او خالي وادردش معاه شوية وبعدها اخد العجلة واكمل طريقي للمدرسة او للبيت، الارض بتاعت جدي نزعتها الآثار علشان يكملوا حفاير طريق الكباش ولحد النهاردة ما اخدناش التعويض بتاعها

طريق الكباش

وبعد ما خلصنا دراسة كنا نتلم احنا مجموعة صحاب ونروح نقعد وسط الزرع في ارض احمد صاحبنا اللي ارضهم مكانها النهاردة شرقي طريق الكباش مباشرة، يجيب هو كاسيت او ووكمان ونقعد مع بعض يسمعوا هما اغاني عمرو دياب اللي مكنتش باحب اسمعه خالص وبعد شوية اسمع انا شريط لمنير اللي كنت حافظ كل شرايطه

واغانيه بالحرفخلصت دراسة واشتغلت في قسم الترميم في معبد الكرنك، كنت شغال مع بعثة المركز الفرنسي لدراسات معابد الكرنك

وكنت باشتغل في مشروع ترميم بقايا مقبرة رمزية لاوزوريس اكتشفت في الجزء الشرقي من المعبد وبعد شغل تلات سنين حصل خلاف بيني وبين مدير البعثة واتنقلت للعمل في مشروع ترميم طريق الكباش، اشتغلت في المنطقة القريبة من معبد موت حوالي تلات شهور وبعدها قررت اني اسيب الشغل في الاثار خالص واشتغل في السياحة

#طريق_الكباش

شاهد أيضاً

الحرحور والجحش وحمار الحكيم…

الذكريات كتاب مفتوح ووقائع مازالت تحيا فى القلوب وبقاياها يعشش فى العقول ، وعندما نسافر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.