الجمعة , مارس 29 2024
د/ عفاف طلبة

مستقبل مصر بن فكى الحكومة والبرلمان .

بقلم : د/ عفاف طلبة
يعيش المواطن المصري الآن حالة من الترقب والخوف من المستقبل بسبب التقلبات السياسية والاقتصادية التي يمر بها الوطن وأصابت جموع الشعب بحالة شديدة من الإحباط واليأس ، فالحكومة فشلت في حل أزمة المواطن البسيط ، والبرلمان يقوم بتشريع قوانين ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب ، متناسين دورهم الحقيقي في التعبير عن مطالب الشعب الذي انتخبه ومنحه ثقته ، فترى الحكومة من جانبها لم تلتزم بتحقيق الوعود بل كل يوم نجدها تعرض مطالب وتصدر قرارات تزيد من أعباء المواطنين وكأن الحكومة لا تجد مخرجاً لحل أزمة الاقتصاد إلا من خلال العبث بدخل المواطن البسيط بالرغم من أن البدائل لحل الأزمة موجودة وطالب بها البعض مثل فرض الضرائب التصاعدية والتي ينص عليها الدستور ، وقانون ضريبة الأرباح الرأسمالية في البورصة والتى استخدمت ذريعة هروب المستثمرين الأجانب كمبرر لرفضها وهو مبرر مختلق من أصحاب المصالح المحلية ، وقانون الضريبة على الثروة ، وإصلاحات لجهاز تحصيل الضرائب لضبط عمليات التهرب الضريبي ، والضريبة العقارية …. الخ .

إن البدائل كثيرة لكن الحكومة لا تلتفت إليها عمداً لأنها خاصة برجال الأعمال الذين هم الفئة الوحيدة والقادرة على انتشال مصر من الأزمة الاقتصادية دون الحاجة إلى صندوق النقد الدولي ، ولكن للأسف لم تستطع أن تمارس الحكومة سلطتها إلا على محدودي ومتوسطي الدخل واستخدمت الأزمة الاقتصادية شماعة لتبرير فشلها الذريع والذي يؤدى بدوره إلى تراجع الدولة إلى الخلف ، مما سيكون له مردود سلبي على الدولة المصرية وخلق حالة من عدم الوطنية والانتماء لدى قطاع كبير من الشعب .


• إن الآلية التي تسير بها الحكومة تحتاج إلى تعديل ، فهي حكومة لا تعبر عن المواطن البسيط ولا تشعر به ولا تحقق العدالة الاجتماعية ، ويراها البعض حكومة الأغنياء ، وللأسف فإنها تنفذ خططها عبر البرلمان عن طريق تمرير القوانين التي تعدها الحكومة من خلال عقد الاجتماعات المسبقة بالنواب ، وتلبية العديد من الخدمات لهم لكسب ثقتهم وتأيدهم بالمجلس ، كما حدث بتمرير قانوني الخدمة المدنية والقيمة المضافة والتي بلا شك ستثقل كاهل المواطن البسيط من خلال مجموعة تسعى دائما إلى الموافقة على كل ما تسعى إليه الحكومة تحت شعار دعم مصر.
• ويقودني ما سبق إلى التصريح الكارثى والذي كان قد أدلى به رئيس المجلس عندما قال
( لم أجد برلمان في العالم بهذا السوء ) وهذا وان دل فان يؤكد أن مستقبل مصر بين فكي حكومة وبرلمان لا تدرك جيدا الخطر المحدق بمستقبل مصر ، فالحكومة عاجزة عن توفير بدائل أو بالأحرى تخضع لاملاءات صندوق النقد الدولي ضاربة بطموحات ومتطلبات المواطنين عرض الحائط ، وبين مجلس شعب عاجز عن الدفاع عنهم .
• لابد أن يتحرر الوطن من وزارات تعبث بمستقبل مصر من خلال قراراتها التى لا تصب في مصلحة المواطن البسيط والذى يمثل العمود الفقري لهذا الوطن وطال انتظاره لتحقيق عدالة اجتماعية وعيشة كريمة ، ومن مجلس شعب يهرب الكثير من أعضائه و يتغيب البعض عن الحضور ، ويشهد مشاحنات وحالات شغب دائمة ويحاسب البعض على كلمة الحق فيها ، والسير متوازي في طريق يجمع بين الإصلاحات الاقتصادية والسياسية من جانب وبين طموحات الشعب وأماله من جانب أخر.
– ولا يغيب عن الأذهان من خلال التجارب السابقة في حكومات وأنظمة سابقة أن الاستراتيجة الخاطئة لا يمكن تصحيح مسارها إلا بعد وقت طويل ولكن للأسف بعد ان تكون حققت خسائر فادحة .

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.