الخميس , مارس 28 2024
أحمد الصراف

تهنئة المسيحى لا المسلم .

بقلم أحمد الصراف
كتبت سعاد لتقول ، معاتبة ، إنها لاحظت في السنوات الأخيرة تكرار تهنئتي المسيحيين بعيد الكريسماس ، و أني انسى تماما تهنئة المسلمين بأعيادهم ؛ و أن علي أن اكون منصفا ، و لا أفرق بين أتباع دين و آخر ، إن كنت ادعي الليبرالية ، أو شيئا من هذا القبيل ! و هنا لا انكر ما قالته ، و لكن المقارنة بين مسلمي الشرق و مسيحييه مقارنة غير سليمة ، فلكي نقارن يجب أن تكون عوامل المقارنة لدى الطرفين متساوية ، أو على الأقل متقاربة !
أكتب مقالاتي باللغة العربية ، و في صحيفة محلية ، شبه إقليمية ، و تقرأ عالميا على الإنترنت ، و أعيش في محيط إسلامي مترامي الأطراف ، و بالتالي لا أخاطب في تهنئتي مسيحى العالم الغربي ، المتمكنين و الآمنين الأقوياء ، بقدر ما أخاطب مسيحى محيطي الذين يعيشون في خلجان صغيرة منه ، و الذين عرفتهم هذه الأرض منذ ألفي عام ، و الذين كانوا دوما مصدر نور و إلهام لكثيرين منا ، فأنا أكتب لهؤلاء مهنئا لأشعرهم بأن هناك من يفكر بهم ،

و يتمنى لهم الخير ؛ أكتب لهم لأطمئنهم و أحثهم ليبقوا بيننا ، بعد أن أنهك الخوف غالبيتهم ، إن لم يكن كلهم ، نتيجة تآكل أعدادهم بالهجرة ، و هؤلاء هم المحظوظون ، أو سيئو الحظ الذين حصدهم التعصب وعصف سفاكو الدماء بحياتهم ، و شرد الأوغاد أبناءهم ، و خرب السفلة بيوتهم و حرقوا كنائسهم و سرقوا و فجروا متاجرهم ، فقط لأنهم مسيحيون !
أكتب لمن بقي من هؤلاء بيننا ، حيا ، مهنئا ، فهم بحاجة لسماع صوت المحبة و العقل فينا ؛ أما المسلمون ، بمحيطهم الكبير ، فإنهم في غنى عن تهنئة مني أو من غيري ، علما بأن هناك عشرات الآلاف الذين يقومون كل عام بهذه المهمة .
و إن اصررت يا سيدتي على أن اقوم بتهنئة المسلمين بأعيادهم ، فعن أية أعياد تتكلمين ؟ كيف تصبح أعيادنا أياما سعيدة ، إن كنا في الأضحى والفطر ، و قبلهما و بعدهما ، ننحر رقاب بعضنا بعضا بالسكاكين ، نفجر في الأضحى مسجدا في بيشاور ، و في الفطر نفجر حسينية في بغداد ، و نقتل عشرات المصلين في هذا المزار و نسفك أرواح غيرهم في مبنى أو مجمع ، من دون أي إحساس بالإنسانية ؟

نعم ، المسلم ليس بحاجة في محيطي لأن أهنئه بأعياده ، المبكية ، بقدر ما المسيحى القلق بحاجة لتلك التهنئة ! و إلى أن تنقشع الغمة ، إن انقشعت ، فإننا سنستمر في إرسال رسائل المحبة للإخوة و الأخوات المسيحيين ، متمنين للجميع عاما أقل ألما و دما و دموعا .

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.