الجمعة , مارس 29 2024
أنطوانى ولسن

هل من أمل في عودة الروح؟!..

بقلم:أنطوني ولسن/أستراليا
أكثر من خمسين عاماً مضت، ومازالت هذه القصة تحتل مكانها في عقلي، وفؤادي!
في إحدى قرى مدينة المنيا بصعيد مصر، كان رجل دين يقوم بزيارة أهلها من المسيحيين، وحدث أن توفى رب عائلة من العائلات، وكان من الطبيعي على رجل الدين أن يعرج عليها؛ لتعزية الزوجة وابنها، والصلاة معهما.
داوم الرجل على الذهاب إلى الأرملة وإبنها؛ للأطمئنان وقراءة الإنجيل.
بعد فترة قصيرة، لحق الابن بأبيه!
من الطبيعي أن رجل الدين قام بواجب التعزية، لكنه لم يذهب لزيارة الأم الثكلى بعد وفاة ابنها وحيدها!
مرت فترة زمنية وهو على هذه الحال، وقد خانته القوة على الذهاب للإطمئنان عليها، وعلى أحوالها، ومباركتها بالصلوات المعزّية؛ ربما لأنه في داخل نفسه، كان يشعر بالألم تجاه هذه الزوجة والأم، التي فقدت زوجها، وإبنها، وليس لها أقارب، يسندونها في محنتها!
أرسلت الأم إليه؛ تسأله: لماذا لم يعد يفتقدها، ويسأل عنها في وحدتها؟!..
كانت تلك الرسالة، المُحمّلة بالعتاب، لقادرة على هز انتباهه من مشغوليات هذا العالم؛ فشعر بالخجل من نفسه، على تقصيره البالغ من نحوها!
ذهب لزيارتها.
وهناك رحبت به الأرملة، وعاتبته.
وقبل أن يعتذر لها، دخلت عليهما جارتها المسلمة، وسألتها: إن كانت تريد منها شيئاً تحتاج إليه؟..
شكرتها الأرملة، وطلبت منها ما تحتاج إليه أمام رجل الدين.
ذهبت الجارة.
ونظرت الأرملة إلى رجل الدين، وقالت له: الله لا يترك أحد بلا معين.. وهذه الجارة، تقوم برعايتي، كأخت لي، وتعمل على راحتي!
أين أختفت هذه المشاعر الطيبة، التي لم تكن تنظر إلى الهويّة الدينية، بعيداً عن قلب المصريين؟!..
وهل نأمل ـ بعد هذه السنوات الطوال ـ، بعودة هذه الروح ـ روح المحبة، والود، والمساندة ـ، إلى ربوع مصر السخيّة، مرة أخرى؟!..

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.