الإثنين , أبريل 29 2024
الأنبا غريغوريوس

الفرق اللغوى بين السلام عليكم والسلام لكم

طول عمر المصريين يعرفون بأن عبارة السلام عليكم تخص المسلمين داخل مصر والسلام لكم تخص مسيحى مصر ، وبالفحص وجدنا مقالاً للمتنيح العلامة نيافة الأنبا غريغوريوس أسقف عام الدراسات اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمي والذى تنيح فى عام 2001 و يوضح الفرق بين السلام لكم .. و السلام عليكم

العبارتان صحيحتان ، مع الفارق بين معنى كل عبارة على حدة

فالسلام ( عليكم ) ، هى عبارة ( تحية ) ، أما السلام ( لكم ) فهى ( دعاء ) .

فأنت تقول لإنسان ( السلام عليك ) عندما تريد ان تُحييه ، فتلقى ( عليه ) السلام اى تلقى ( عليه ) التحية .

ولكنك إذ تقول له ” السلام لك ” فانت تطلب ( له ) هبة السلام ، وترجوها ( له ) .

و قد إستخدم الكتاب المقدس هاتين العبارتين ، فإستخدم ( السلام عليكم ) ، عندما يكون المقصود بالسلام هو

( التحية ) ، و إستخدم ( السلام لكم ) عندما يكون المقصود هو( الدعاء ) بالسلام .

ومن ذلك بالنسبة للتعبير الاول ( السلام عليكم ) ما جاء فى سفر المزامير : سلام على إسرائيل . ( مز 124 : 5 ) ، ( مز 127 : 6 )

و قال المسيح له المجد فى الانجيل لتلاميذه : ومتى دخلتم بيتاً فألقوا عليه السلام . ( مت 10 : 12 ) ، ( مت 5 : 47 )

وقال أيضاً لتلاميذه : ولا تسلموا فى الطريق على أحد ، و أى بيت دخلتموه ، فقولوا أولاً : السلام على هذا البيت .

فإن كان هناك ابن السلام فسلامكم يحل عليه . ( لو 10 : 5 – 6 )

وجاء فى الانجيل عن القديسة مريم العذراء انها دخلت بيت زكريا وسلمت على إليصابات . ( لو 1: 40 )

وقالت الملائكة يوم ميلاد المسيح له المجد وعلى الارض السلام( لو 2 : 14 )

وبعد الحُكم بالصلب يقول الكتاب المقدس :” ألبسوه رداءً ارجوانياً و ضفروا تاجاً من الشوك

ووضعوه على رأسه ، و راحوا يحيونه قائلين ” عليك السلام يا ملك اليهود ” ( مر 15 : 17 – 18 )

وجاء عن القديس بولس الرسول أنه :” لما نزل من قيصرية صعد و سلم على الكنيسة ” ( أع 18 : 22 )

وقال أيضاً سفر الاعمال :” ولما أكملنا السفر فى البحر من صور أقبلنا إلى بتولمايس ، فسلمنا على الاخوة ”

( أع 21 : 7 ) وقال القديس بولس فى رسائله :” سلموا على بريسكلا و اكيلا العاملين معى فى المسيح يسوع “

( رو 16 : 3 ) “سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة ” ( رو 16 : 16 )

” يُسلم عليكم تيموثاوس العامل معى .. و أنا ترتيوس كاتب هذه الرسالة ، أسلم عليكم فى الرب .

يُسلم عليكم أراستس ، خازن المدينة .

كنائس المسيح تُسلم عليكم ” ( رو 16 : 21 -23 ) والكثير من الآيات التى تشمل هذا التعبير .

أما التعبير الآخر ( السلام لكم ) ، فهو كما قلنا دعاء بالسلام إذا كان الدعاء من مخلوق لبشر

فإذا كان من الله فهو منحة وهبة و عطية من رب السلام و مانحه .

وقد ورد كثيراً بهذا المعنى : فمن قبيل الدعاء من مخلوق لبشر : قول عبد يوسف الصديق لأخوة يوسف :

” سلام لكم . لا تخافوا ” ( تك 43 : 23 ) وقول الملاك جبرائيل للعذراء مريم : ” سلام لك أيتها الممتلئة نعمة “

. ( لو 1 : 28 )و من قبيل المنحة والهبة و العطية من عند رب السلام ومانحه : قول المسيح له المجد لمريم المجدلية و مريم الأخرى بعد قيامته المجيدة :” السلام لكما ” ( مت 28 : 9 )

ولتلاميذه عندما ظهر لهم فى العلية :” السلام لكم ” ( لو 24 : 36 ) ، ( يو 20: 19 ، 21 ، 26 ) .

ولقد إستخدم القديس بولس الرسول هذا التعبير فى فاتحة رسائله الى الكنائس التى أرسل اليها رسائله من ذلك قوله لاهل رومية :” النعمة لكم والسلام من الله أبينا ومن الرب يسوع المسيح ” ( رو 1: 7 ) ، ( 1 كو 1 : 3 ) ، ( 2 كو 1 : 2 ) ، ( غلا 1 : 3 ) ، ( اف 1 : 2 ) ، ( في 1 : 2 ) ، ( كو 1 : 2 ) ، ( 1 تس 1 : 1 ) ، ( 2 تس 1 : 2 ) .

وإستخدمها القديس بطرس الرسول فى ختام رسائله :” سلام لكم يا جميع الذين فى المسيح يسوع “

( 1 بط 5 : 14 ) .

وإستخدم الرسول القديس يوحنا التعبيرين معا فى عبارة واحدة فى ختام رسالته الثالثة :” السلام لك .

يسلم عليك الاحباء سلم على الاحباء بأسمائهم ” ( 3 يو : 15 )و منه يتضح أن قوله ” السلام ( لك ) فيه ( دعاء ) وطلب إلى الله ان يمنحه السلام .

أما قوله : ” يسلم عليك الاحباء سلم على الاحباء بأسمائهم ، فالمقصود هو تبليغ التحية .

وبهذا المعنى يقول الكاهن فى القدّاس للشعب عددا من المرات : ” السلام لكم ” .

والمعنى انه يدعو لهم بالسلام ، ويرجو لهم من الله السلام

و يسأل من أجلهم ان يمنحهم الله السلام .

مثلث الرحمات نيافه الحبر الجليل الانبا غريغوريوس

شاهد أيضاً

مأذون يطعن رجلا حتى الموت أمام طفلته في إمبابة في واقعة نادرة

كتبت ـ أمل فرج أقدم مأذون بمنطقة إمبابة بارتكاب واقعة مأساوية، غير مسبوقة كونه مأذون؛ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.