الجمعة , أبريل 19 2024
الكنيسة القبطية
القمص أرسانيوس وديد كاهن كنيسة السيدة العذراء وماربولس

ملخص مداخلة نيافة الأنبا مكاريوس حول استشهاد صديقة القمص أرسانيوس

بعيدًا عن هوية القاتل وانتماءاته وقناعاته، فإن الشهيد القمص أرسانيوس وديد

شأن جميع الأقباط والكهنة والإكليروس عمومًا- كان له في نفسه حكم الموت، فكلٌّ منهم يتوقع فقط لكونه مسيحيًا- أن يُقتَل في أي وقت، ومن ثَمَّ فإن تمسُّك كلٍّ منهم بمسيحيته يعني ضمنًا استعداده للموت من أجل المسيح .

لقد قُتِل الكاهن بالأمس على الخلفية الدينية، ولكونه رمزًا للمسيحيين

ولم تكن ثَمّة عداوة شخصية فيما بينه وبين القاتل.

وعندما نصفه بأنه شهيد فإن هذا ليس بسبب انفعال وقتي

وليس من باب العاطفة، أو العرقية، أو التخفيف عن أسرته ومحبيه

وليس من باب المبالغة كذلك.

وثَمّة قائل يتساءل: ماذا لو أتاح القاتل الفرصة للمجني عليه

في أن يختار ما بين التخلّي عن إيمانه أو القتل؟

فإذا أصرّ فقُتِل فهو شهيد، وإن تراجع فقد أُتيحت له الفرصة لينجو بحياته

ولكن الكاهن كان سيتمسك بإيمانه بلا شك، في حين أن القاتل يهمّه عنصر الوقت.

إن توافُر النيّة كافٍ ليجعل من الكاهن شهيدًا، ومن الفاعل مجرمًا متعصبًا في آن

فالكاهن مستعد دائمًا للموت من أجل المسيح، والقاتل مدفوع بفكر متطرف أن يتخلص من كافر كهذا!

وبينما اعتدنا أن نركز على رد الفعل أكثر من الفعل، وتفاعُلنا نحن مع الأحداث والإساءة أكثر من هوية المسيء واسمه ودوافعه -تلك الأمور التي تهتم بها الجهات المعنية- فإنه فيما نحن مسيحيون فنحن أيضًا مصريون وندافع عن سمعة بلادنا وصورتها، كما انه من حق كل إنسان أن يشعر بالأمان في بلده.

كذلك فإن الحياة غالية وليس من المقبول التعدّي عليها بشكل أو بآخر.

القاتل الحقيقي: ومن المؤكد أن الجهات المعنية -ولنا كبير الثقة في جديتها وشفافيتها- ستعمل على البحث عن القاتل الحقيقي، فإلى جوار المسئولية الشخصية والمباشرة للقاتل، فإن هناك قاتلًا حقيقيًا مختفيًا منذ زمن، حيًّا يلد متطرفين على مدار الوقت، وأمّا الذي ينفذ فهو الأداة أو رأس الحربة التي يمسكها الفاعل الحقيقي .

إنه الفرق بين السلوك والاتجاهات.. إنها الثقافة المنتشرة بين البعض بأن المسيحيين كفرة وأن قاتلهم سوف يُثاب (هكذا قال السيد المسيح منذرًا: «يأتي وقت يظن فيه كل من يقتلكم أنه يقدم ذبيحة لله»).

ربما كان القاتل الحقيقي هو المناهج التي تحضّ على كراهية الآخر، وربما كان الخطاب الخاص غير المُعلَن، حين يكون للمعلم خطابان أحدهما لتلاميذه في السر، والآخر في العلن للعامة حيث لا يُعاتَب أو يُعاقَب عليه، وأمّا الخطاب السرّي فهو ما يؤمن به.

وربما كان القاتل الحقيقي هو الإجراءات البطيئة سواء الوقائية منها أو العلاجية.

نودعه للسماء وقد انضم إلى سحابة الشهود، وستظل دماؤه تصرخ إلى السيد الإله القادر على كل شيء طالبة الانتقام (كما ورد في سفر الرؤيا)، ونطلب إليه أن يصلي لأجلنا حتى نُكمَل معًا…عن سليمان شفيق

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

جورجيت شرقاوي تكشف حقيقة توحيد الاحتفال بعيد القيامة بين الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية

أنتشر على مواقع التواصل الإجتماعي العديد من الأقاويل التي تؤكد بأنه سيتم هذا العام توحيد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.