الجمعة , أبريل 19 2024
الكنيسة القبطية
البابا تواضروس الثاني

تسريب مقترح سكرتير المجمع المقدس لتقصير مدة صوم الرسل يثير الغضب

كتبت جورجيت شرقاوي

تداول “نشطاء” علي مواقع التواصل الاجتماعي الاقتراح المقدم من سكرتارية المجمع الي لجنة الإيمان والتعليم بالمجمع المقدس بخصوص تغيير مدة صوم الرسل وجعله ١٢ يوما وايضا تعديلات في قراءات القطمارس مما اعتبروه تمهيدا لتثبيت عيد القيامة و دنشو هاشتاج لا لتعديل صوم الرسل و وفقًا لمصادر كنسية مُطلعة كشفت في تصريحات خاصة عن صحه الاوراق المتداولة و أن تم ارساله بخط الأنبا دانيال الشخصي الي عدد من الأساقفة ، كل اسقف علي حدا .

و شهد جدلًا واسعًا في الأوساط القبطية بين الرفض والقبول ، و لم يعلق المتحدث الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية علي صجة الاوراق المسربة .

قانون صوم الرسل:

يبدأ يوم الاثنين بعد عيد العنصرة ,فبعد تكريم الرسل في المجمع المسكونيّ الأوّل، سنة ٣٢٥م، على أنّهم معّلموا العبادة الحسنة ورعاة المسكونة كّلها، دعا الآباء المجتمعون هذا الصوم “صوم الرسل”، وحدّدوا أنّه بعد مرور عيد الخمسين يجب على المسيحيين أن يصوموا عن اللحم  والجبن وكلّ مشتقاتهما، وذلك كلّ الأيّام التي تلي ذلك إلى يوم عيد الرسل في (عيد الرسولين بطرس وبولس ) وتتراوح مدته بين أسبوع واحد وستة أسابيع. وذلك بحسب تاريخ عيد القيامة المجيد، وبالتالي تكون الأعياد  بعده من الصعود والعنصرة غير ثابتة وتكبر أو تصغر المدة التي تنتهي بعيد الرسل .

التقويم القبطي:

يعد التقويم القبطي وحساب الأبقطي من المتعارف عليه أن مجموع أيام فطر الميلاد وصوم الرسل معا 81 يوما في السنة البسيطة أو 82 يومًا في السنة الكبيسة لذلك فإننا إذا أسقطنا عدد أيام صوم الرسل من 81 يكون الباقي هو عدد أيام الرفاع أي إفطار الميلاد، ولكن في السنة الكبيسة الأبقطية إما نضيف إلى الباقي من عدد 81 المذكور يومًا واحدًا (وهو الثامن والعشرون من كيهك) ليصح عدد أيام الإفطار، أي بدل ذلك نجعل الإسقاط للكبيسة من 82.

فإذا كان العيد في برمهات نأخذ باقي برمهات ونضيف إليه 45 يومًا فيكون المجموع عدد أيام صوم الرسل و وإذا كان العيد في برمودة نأخذ باقي برمودة ونضيف إليه 15 يومًا فيكون المجموع عدد أيام صوم الرسل.

وحافظت الكنيسة بدورها على صوم الرسل فهو من ضمن تسليم إيمانها ويرتبط بالاحتفال بعيد العنصرة  والمعروف بـ” عيد حلول الروح القُدس” وهو اخر صوم بعد الخماسين .

المرجعية الكنسية:

أصدر البابا غبريال الثامن قرارًا بتعديل الأصوام في الكنيسة القبطية علي ان يكون صوم الرسل من 21 بؤونه إلى 5 أبيب ، و ورد ذلك في كتاب الرسائل والكاثوليكون المخطوط باللغة العربية

و قد اجتمع المجمع المقدس في المادة ما بين ١٤ و ٢٥ ديسمبر عام ١٩٥٩ بأمر و تحت رئاسة غبطه البابا كيرلس السادس ، و قرر المجمع انه لا تغير و لا تبديل و لا تزحزح عما تم تسليمه من الاباء الرسل الاطهار بخصوص تثبيت الاعياد القبطية الأرثوذكسية علي اساس التقويم القبطي المصري الذي حدد جميع الاعياد طبقا لنصوص الكتاب المقدس و قوانين الرسل الاطهار

و قد يري الباحث جورج الطرابلسي الذي أشار في بحثه عام ٢٠١٥ انه صيام الرسل هو تطوعي للمتحفظين و ليس إلزاميا عند الانبا ميخائيل مطران دمياط في القرن ١٢ و الذي توفي عام ١٢٠٨ م.

و يري الكاتب و الباحث في الشأن القبطي مينا أسعد انه يتداول البعض ان البابا غبريال الثامن امر بتخفيض الاصوام مما يجعل من السهل تغيير الاصوام في اي وقت ، فلابد من طرح بعض الحقائق حتى لا يكون هؤلاء حكماء في اعين انفسهم ، ان التعديلات الخاصة بالأصوام التي اجراها لا يوجد في تاريخ الكنيسة  ما يشير اليها سوى مخطوطة الرسائل والكاثوليكون والإبركسيس (عربي) رقم 203 بمكتبة دير أنبا أنطونيوس

ولا توجد مصادر اخرى لبيان ما الذي تم تحديدا و من المؤكد تاريخيا ان عصره حاول سيكستوس الخامس رئيس الكنيسة الكاثوليكية فرض سيطرته على الكنيسة القبطية مما جعل الأساقفة يقفون له بالمرصاد لإيقاف الوحدة المزعومة وضم الكنيستين ، الا ان البطريرك وقتها بدا في محاولات الوحدة الغير مرتكزه على اساس من خلال التقارب الخانع بالإضافة الي تشبه الاصوام بين الكنيستين ، مما ادى الي قيام بعض الأساقفة الي عزله فتره من الزمن .

و اضاف ، وقوف الأساقفة في هذا العصر ضد التقارب الغير عقيدي مع الكاثوليك يؤكد انهم لم يطبقوا هذا القرار بتعديل الاصوام مما يفسر اختفاء القرار تاريخيا ولا يذكر ابدا تنفيذه في اي مصادر معتمده ، مؤكدا  أن تغيير مواعيد الاصوام لم ينفذ كنسيا خلال الباباوات التاليين مثل البطريرك مرقس الخامس او الانبا يؤنس الخامس عشر.

رأي الراحل البابا شنودة :

ومن جانبه قال كريم كمال الكاتب والباحث في الشأن السياسي والقبطي ، احب ان أبدهٔ كلامي عن صوم الرسول بكلمات قديس العصر البابا شنودة الثالث في كتاب كلمة منفعة حيث قال (لا يستهن أحد بصوم آبائنا الرسل، فهو أقدم  صوم عرفته الكنيسة المسيحية في كل أجيالها وأشار إليه السيد بقوله “ولكن حينما يرفع عنهم العريس فحينئذ يصومون” ، وصام الآباء الرسل، كبداية لخدمتهم. فالرب نفسه بدأ خدمته بالصوم، أربعين يومًا على الجبل.

صوم الخدمة:

وواصل صوم الرسل إذن، هو صوم خاص بالخدمة والكنيسة ،و قيل عن معلمنا بطرس الرسول اأنه صام إلى أن ” جاع كثيرًا واشتهى أن يأكل” (أع 10: 10). وفي جوعه رأى السماء مفتوحة، ورأى رؤيا عن قبول الأمم ،كما كان صومهم مصحوبًا بالرؤى والتوجيه الإلهي، كان مصحوبًا أيضًا بعمل الروح القدس وحلوله.

 ويقول الكتاب: “وبينما هم يخدمون الرب ويصومون، قال الروح القدس أفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتها إليه. فصاموا حينئذ وصلوا، ووضعوا عليهما الأيادي، ثم أطلقوهم. فهذان إذ أرسلا من الروح القدس، انحدرا إلى سلوكية” (أع 13: 2-4).

و استطرد كمال ، صوم الرسل فهو من أجل الخدمة والكنيسة، على الأقل لكي نتعلم لزوم الصوم للخدمة، ونفعه لها ، نصوم لكي يتدخل الله في الخدمة ويعينها. ونصوم لكي نخدم ونحن في حالة روحية. ونصوم شاعرين بضعفنا ،

تاريخه:

يعد اقدم صوم عرفته الكنيسة المسيحية فى كل أجيالها منذ نشأتها وقد وجد أثره في مخطوط وجد في القرن التاسع عشر والعنوان الشائع له هو: معروف ب الديداخي أي ” التعليم “، أما العنوان الطويل له فهو: “تعليم الرب للأمم بواسطة الاثنى عشر رسولاً”. ويعود تاريخ تدوين هذا المخطوط إلى نهاية القرن الأول الميلادى أو بداية القرن الثانى ،وهو يتحدث عن الحياة الليتورجية في العصر الأول للكنيسة والذي بدأ في كنيسة الرسل في علية صهيون .يتضمن هذا المخطوط ما يمكن تصنيفه بـ”تعليم ديني” موجّه الى المؤمنين.

وهو يعرض للأخلاق المسيحية والتراتبية الكنسية والاعياد الليتُرجية وخدمتَي سرَّي المعموديـة والافخارستيا والمجيء الثاني.

 أهميته:

 صوم الرسل كان أول صوم تم فيه وبواسطته أول عمل للكرازة والتبشير؛ فهو الصوم الذي وُلدت فيه الكنيسة وظهرت للوجود وتَحَدَّد شكلها في أورشليم وخارجها، أي أن صوم الرسل كان، ولا زال وسيظل أبداً، هو صوم الكرازة والخدمة ؛ فهو متعلق أساساً بالشهادة للمسيح.

واضاف كمال ، هذا الطقس وهذا المرسوم الرسولي حفظة قديسين من كنائس مختلفة ومنهم القديس سابا المتقدس والقديس يوحنا الدمشقي وثاودورس السطوديتي وغيرهم من الاباء الاقدمين كما أنّ القدّيسَين باسيليوس الكبير ويوحنا الذهبيّ الفم يعلّمان بشكل كافٍ عن هذا الصوم، ويتمسّكان به. ففي إحدى عظاته على الروح القدس، يذكّر القديس يوحنا الذهبيّ الفم أهل أنطاكية بهذا الصوم المنسوب إلى الرسل القدّيسين، ويحثّهم على المحافظة عليه وتطبيقه.

فيما تجاذب اطراف الحديث المهندس مينا ميخائيل الباحث في الشأن القبطي  ، ان أبونا تادرس يعقوب حكى لنا إنه كان في مرة في لقاء في أحد اللقاءات في مجلس كنائس الشرق الاوسط، و تم إثارة موضوع الاصوام الطويلة في كنيستنا القبطية العظيمة، فما كان إلا من أسقف سرياني (أظنه مار غريغوريوس صليبا شمعون) إلا و قال: “أتركوا الأقباط في أصوامهم، غيرنا الأصوام (يقصد السريان) و لم نكسب الشعب.”

و اضاف ،الكنيسة القبطية كنيسة صوامة نسكية، فإن ضيعتم روح النسك التي لها، فلن يتبقى لنا شئ، و لن تكسبوا أحد ، و ان بعض الكنايس البيزنطية بتصوم الاربع و الجمع في الخماسين، ثم تصوم من الصعود للخماسين بحسب إنجيل مرقس، ثم يفطرون من الخماسين اسبوع واحد ليعودوا ليصوموا الرسل حتى عيد استشهاد القديسين بطرسو بولس.

قوانين الدسقولية و الاساس الكنسي :

و اوضح كمال، الاقتراح المقدم من سكرتارية المجمع المقدس للكنيسة القبطية الارثوذكسيةً يسبب بلبلة لان قوانين الكنيسة القبطية راسخة منذ نشاة الكنيسة بخصوص الصيامات وغيرها من الأمور وأي عبث بها غير مقبول علي الاطلاق لان الكنيسة القبطية اساس قوانيننا وصيامتها الانجيل المقدس وقوانين الاباء الرسل الاطهار (قوانين الدسقولية) والتقليد وهذا المصدر لا تقبل اي مساس ولا يستطيع اي مجمع مكاني تغيرها لأنها ببساطة تنسف الأساس الذي تقوم علية الكنيسة القبطية الارثوذكسيةً.

المقترح مخالف لعقيدة الكنيسة :

واضاف كمال ، الأقتراح يحتوي أمور يجب الوقوف عندها وهو كيف سوف نصلي بالطقس السنوي في حالة تغير مدة الصيام وهذا يحتوي علي مخالفة طقسية وايضا القول بان نصوم ١٢ يوم بعدد تلاميذ السيد المسيح مخالف لعقيدة الكنيسة لاننا نصوم الي الله وليس لاي قديس او رسول بجانب ان الكنيسة القبطية أسسها القديس مار مرقس وهو من السبعينان رسول وليس من ال ١٢ .

واختتم كمال، اتمني ان يهتم المجمع المقدس للكنيسة القبطية بالأمور الرعوية التي تنهض بالكنيسة وأناشد المجمع المقدس وعلي راسة قداسة البابا تواضروس الثاني بعدم الالتفات لاي اقتراحات غير مسئولة  تريد العبث بقوانين الاباء الرسل الاطهار او بالتقليد الكنسي واعتقد ان المجمع المقدس للكنيسة القبطية الارثوذكسية سوف يكون حريص علي ذلك لان من اهم مهامة الحفاظ علي عقيدة وطقس الكنيسة وقوانينها التي تمتد الي الانجيل المقدس وقوانين الإباء الرسل الاطهار.

تطابق العصر و التحديات:

فيما أيد الكاتب الصحفي ابرام مقار المقترح قائلا ، انه جيد ان يناقش مجمع الاساقفة أمور مفيدة وتطابق العصر والتحديات التي تعيشها الكنيسة وأجيالها الجديدة

و اضاف ، لو قرأت التاريخ ستعرف أن معظم قوانين الكنيسة القبطية من صلوات لأسرار لأختيار البطرك وغيرها الكثير تغيرت عبر الزمن، ولكن في اخر عقود أصابها الجمود والانحياز للكم علي حساب الكيف ،

و اختتم ، يحسب للأنبا دانيال علي اختياره لتلك الامور  وأتمني ألا ينتهي بها الحال مثل قرار “عدم إعادة المعمودية مع الكاثوليك” والتي انصعنا فيه للمتطرفين وتراجعنا ، فأن سوء الإرادة من ارادة السوء ، و مثال القداس تم عليه اضافات كثيرة و الاصوام معظمها مستحدث و لكن نردد عبارات عالمية عنترية.

ضرر تخفيف الاصوام:

و عبر الباحث في الشأن القبطي عصام نعيم عن رفضه للطلب ، فيقول سأذكر كلمات كتبتها إحدى الصديقات من الكنيسة السريانية لقول :

“بالضبط خسرت كنيستنا حرارة الايمان وبركة الأصوام ، أنني اتعلم من اخواتنا الاقباط وفيديوهات البابا شنودة كثير من الامور لم اسمع بها في كنيستنا رغم انني كنت منذ صغري من المواظبات على التواجد بالكنيسة ، ارجوكم تشددوا ولا تتنازلوا”

و يتابع ، إذن تخفيف الاصوام سيضر ولن يفيد.

و تخفيف الاصوام بداية لتغيرات كثيره ستحدث وستضر الكنيسة ، و لن يكون آخر تغيير ولكنه بداية.

اقتراح تعديل صوم الرسل

شاهد أيضاً

التحقيق مع مسئول بالجمارك ..ثروته تتخطي ال 200 مليون جنية

حصلت “ذات مصر” على وثائق ومعلومات من مصادر قضائية بارزة، تكشف عن قيام جهاز الكسب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.