الجمعة , أبريل 26 2024
الكنيسة القبطية
قداسة البابا تواضروس الثاني

“الكاتيكيزم” يثير جدلا حول تقديم الكنيسة دستور إيماني جديد

كتبت جورجيت شرقاوي

أثار كتاب “كتاشيزم” الذي قدمه قداسة البابا تواضروس الثاني للأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط في ختام جلسة الجمعية العامة الذي صدر حديثًا للأب القمص تادرس يعقوب ملطي هديةً لجميع المشاركين في الجمعية العامة بدير الانبا بيشوي ، جدلاً في الأوساط القبطية بين القبول و الرفض لمضمون الكتاب

بعض المنشورات علي “الفايس بوك” بها إقتباسات القمص تادرس يعقوب ملطي لأقوال ثيؤدوريت النسطوري أسقف قورش في تفسيره لأسفار الكتاب المقدس و به كتابات المحروم اوريجانوس بحسب بعض البطاركه، و نبه أحد الأباء البطاركه قداسته ،انه ورد بعض أقوال الآباء المحرومين من مجمع نيقيا بالكتاب .

و قال البابا تواضروس لبطاركة الشرق الأوسط بدير الأنبا بيشوي بمركز لوجوس : “أقدِّم لبطاركة الشرق الأوسط وأعضاء الجمعية العمومية لمجلس كنائس الشرق الأوسط، مجلدين الكاتيكيزم أو الكاتشيزم وهو من إعداد الأب القمص تادرس يعقوب ملطي وهو من أهم وأشهر علماء اللاهوت بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية وكلكم تعرفونه جيداً.

وهذان المجلدان هما من أحدث انتاج لاهوتي ويتم توزيعه اليوم لأول مرة وبطاركة الشرق الأوسط ومجلس كنائس الشرق الأوسط هم أول مجموعة تأخذه”

يذكر ان جاءت توصيات لجنة الايمان والتعليم في يونيو ٢٠١٩ ، تشكيل لجنة لوضع دستور إيمان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

كتاب للاجتهاد الشخصي :

و من جانبه قال كريم كمال الكاتب والباحث الشان السياسي والقبطي كتاب “كاتيكيزم” لقمص تادرس يعقوب ملطي هو اجتهاد شخصي يحترم صادر عن يمعلم قبطي أرثوذكسي كبير لة ، تقديره علي المستوي الكنسي منذ عقود طويلة ولة كتابات تعتبر مرجع في علم الابائيات وغيرها من علوم الكنيسة ولكن بكل تاكيد من حقنا ان نختلف معة في بعض ما جاء في هذا الكتاب . الكتاب ليس دستور كنسي:

وأضاف كمال ، ليس من المقبول اعتبار هذا الكتاب او غيروا من الكتب دستور للكنيسة القبطية الارثوذكسية دستور لان الكنيسة لا تحتاج الي دستور او قانون لان دستورها وقانونها هو الانجيل المقدس ثم تعاليم الاباء الرسل الاطهار ( قوانين الدسقولية) وأخيرا التسليم اي ما تسلمنا من الاباء الأولين وهي امور لا يستطيع احد المزايدة عليها او الإضافة اليها لان بدونها تفقد الكنيسة القبطية جوهر ايمانها والأساس التي تقوم عليها وانا علي يقين تام ان المجمع المقدس وعلي رأسة قداسة البابا تواضروس الثاني لا يقبل المساس بالثوابت التي تقوم عليها الكنيسة.

قصه الكتاب :

و تسأل مينا اسعد كامل ، الكاتب والباحث القبطي الكاتكيزم هو دستور كنيستنا ، و لكن هل تحتاج كنيستنا الي دستور ؟ ، الفكره ببساطه أنه تدوين لايمان الكنيسه بشكل منظم . و ليس اعادة اكتشاف الايمان و عن الكتاب يقول ، ان الاب تادرس يعقوب عمل مع فريق وخرج الكتاب سريعا و هو الكتاكيزم الحالي

ولكن القس ليس هو كاتب الكتاب كله ، و لكن كان فيه مجموعه من الشباب عملو معه وللاسف بعضهم ليس مستقيم السيره الايمانيه ، بالرغم أن الاب “تادرس”

شارك في الحوارات المسكونيه المعاصره وكان أسدا ارثوذكسيا إلا أن ازمه الثقه الحاليه ووجود مشبوهي الايمان في مفاصل هامه والأخطر هو مسك القضايا من المنتصف في بعض النقاط واستخدام تعبيرات

يعتقد كاتبها انها ترضي كل الأطراف جعل هذا المنتج يفقد أهميته لأن منتصف العصا قاعده لا تتفق وصراحه الإيمان .

و اكد ، أن نسخه ابونا تادرس نسخه مفتوحه قام القمص بالدعوه باستقبال اي تصحيحات لها مما جعلها في أفضل الأحوال تعتبر نسخه اوليه لا تصلح للتقديم للطوائف الأخرى بأي حال من الأحوال ، و ما أراه أن الجو الكنسي الان غير مهيء لإخراج كتاب ايماني سليم.

تحليل الكتاب:

و علق د.ابراهيم ساويرس استاذ اللغه القبطيه بكلية الآثار ، ان الاب تادروس فَضَّل البساطة عن التعقيد، وفضل المباشرة عن الموارية، وتجنب بذكاء وحنكة السنين، وخبرة الكاتب المسهب، وبالتأكيد بعمل الله فيه – تجنب أن يجمع أراء متناقضة أو مختلفة أو تُسبب بلبلة عند غير المتخصصين أو غير القارئين المتبحرين

وإن كانت عادية عند من يقرأون اللاهوت أو درسوه قليلًا. وجاء العمل في مجمله، سهل وبسيط ومباشر، يناسب اللاهوتي المتخصص والمؤمن العادي.

وفي ظني، كان هذا اختيار الأب تادرس منذ البداية، وليس محض صدفة.

و اضاف ساويرس ، في مواضع كثيرة من الكتاب، اختفى الأب تادرس ملطي كمؤلف، وظهر كمحرر فقط، يختار من آيات الكتاب المقدس، ومن أقوال الأباء ما يناسب الموضوع الذي يناقشه، دون تعليق منه

استخدام أسلوب السؤال والجواب هو تقليد معروف في الكنيسة على مر العصور، فهناك نصوص يونانية وقبطية وعربية تستخدم ذات الطريقة. و اكد ، لا يوجد كتاب بلا عيب، فهذه محاولة لتدوين كاتيشيزم قبطي عصري بسيط، وليس سفر في الكتاب المقدس.

طبيعي أن تجد عبارة صياغتها لا ترضيك أو حتى تفهم منها ما لم يقصده كاتبها

أقول لك بالفم المليان هناك أغلاط املائية وطباعية في النسخة ، لكن في بعض المواضع من الكتاب هناك مراجع، وفي بعضها بدةن مراجع

وكنا نحب أن يكون الكتاب نفسه مستند بالكامل على ترجمات أو أصول كتب الآباء بمراجع عالمية معتبرة، وخاصة أن الأب تادرس لا تنقصه المعرفة باللغات الأجنبية.

-اضطهاد الخلقيدونيين :

و قال كمال، انه في القرن الخامس حدث أول انشقاق بين الكنائس الشرقية إثر مجمع خلقيدونية عام 451م.

وفي القرن الحادي عشر حدث انشقاق كبير بين الكنائس الشرقية البيزنطية وبين الكنيسة في الغرب.

وفي كل هذا جاهدت الكنيسة الأرثوذكسية لتحفظ نفسها – في إخلاصٍ – للدفاع عن الحقائق التي علَّمها إيـَّاها مؤسِّسها، الرب يسوع المسيح، ورسله الأطهار، والتي هي الأسس التي قامت عليها تعاليم الكنيسة.

واكد كمال ، هذه الظروف التي ألَمَّت بالكنيسة، ألزمت الكنيسة بأن تدافع عن تعاليمها

وأكَّدت على المصادر والأصول الأساسية لشروحاتها الدقيقة، والتي حفظتها على مدى الأجيال

وجعلتها المقياس والمعيار الذي تفرز به بين الخطأ والصحيح.

ومما يجدر الإشارة إليه هنا، أن هذه المصادر والأصول الأساسية استُخدِمَت في مواجهة الاختلافات التي نشأت حتى داخل الكنيسة الواحدة، والتي نشأت عن تجاهُل أو عدم فهم الشروحات الصحيحة للإيمان المسيحي.

و أوضح ساويرس ، ان الكتاب لم ينكر اضطهاد الخلقيدونيون للكنيسه الارثوذوكسيه

و قال عن مهاجمي الكتاب ، ان الموضوع له أبعاد غير الكتاب، يمكن مصالح، و يمكن تخليص مشاكل قديمة، الله أعلم.

واستطرد ساويرس ، بغض النظر عن اعتماد الكتاب رسميًا من المجمع من عدمه

أرجو قرأه ما كتبه الأب تادرس عن مجمع خلقيدونيه “حرام عليكم تظلم الراجل في شيخوخته وتساعد في ترويج الكذب عنه” .

أصول ومصادر التعليم:

وأوضح كمال ، إن على المسيحي الأرثوذكسي أن يعرف مضمون إيمانه المسيحي كما علَّمَت به الكنيسة. ولابد له أن يسترشد في دراسته بما تقتنيه الكنيسة من الإنجيل وغير التقليد المقدس

و اضاف كمال ، ان المعروف عن الكنيسة الأرثوذكسية أنها حفظت منذ البدء شرحاً متكاملاً لتعليمها، وتوصي الكنيسة كل عضو أن يقرأ ويدرس، سواء وحده أو مع العامة

ما يختص بإيمانه.

لكنها لا تُشجِّعه على استنباط مفاهيم ونتائج من وحي فهمه الشخصي، كما يتضح من هذه الحادثة في الكنيسة الأولى.

وهذا ”المرشد“ هو الكنيسة نفسها وليس الفرد مرشداً لنفسه بإمكانياته المحدودة مع نقص في معرفته الكاملة بأصول المعرفة عن الإيمان المسيحي.

واضاف كمال ،ما يزال يوجد شخصيات في الكنيسة التي كرَّست حياتها لدراسة الإنجيل وحِفظ وصَوْن التقليد المقدس وشرحه، فالكنيسة الأرثوذكسية تحفظ هذا ”التسليم “، أي التقليد المدوَّن وغير المدوَّن كاملاً غير منقوص.

والكنيسة لا تمنع أعضاءها من سَبْر أغوار المعاني العميقة للإنجيل ليجدوا فيه الفائدة الروحية

والمنفعة الخلاصية لحياتهم الشخصية، أو باستخدام التعبيرات الجديدة عن الحقائق القديمة

مسترشدين بتعاليم الكنيسة.

وهنا لابد أن نعرف كيف تعمل حرية المؤمن مع سلطان التقليد يداً بيد في التعليم والتدبير في الكنيسة.

واضاف كمال، إن كل عضو في الكنيسة، سواء كان من الإكليروس أو من الشعب له الحق وعليه الواجب أن يصون الإيمان الأرثوذكسي من أي تفسير خاطئ أو تعبيرات أو تعاليم خاطئة، وذلك بمعرفته المُسْبقة بتعليم الكنيسة الصحيح من مصادره الأساسية.

-موافقه الشعب:

و اضاف كمال، يجب أن نعرف أن السلطة العُليا للتعليم في الكنيسة الأرثوذكسية هي

”ضمير ووعي الكنيسة“، أي موافقة الشعب الدارس والواعي لإيمانه على شرح الإيمان

أو عدم موافقته في أزمنة المجادلات

و تجتمع المجامع العامة في الكنائس الأرثوذكسية التي تضم أساساً الإكليروس – وعلى الأخص الأساقفة – لتقرَّ برأي واحد، وبإجماع، فيما يخص الإيمان في أوقات الخلافات، مُعبِّرين بذلك عن ضمير ووعي الكنيسة هذا.

ويُلاحَظ أن الكنائس الأرثوذكسية في المسكونة كلها لها نفس التعاليم والقوانين وأنماط العبادة الليتورجية، وهي تُكوِّن معاً الكنيسة الواحدة، بالرغم من اختلاف انتماءاتها العِرْقية والوطنية، كأسرة واحدة لها نفس الفكر الواحد والعقائد الواحدة، الذي هو فكر المسيح.

و اضاف لابد أن يعرف ويفهم هذه الحقائق حتى يشترك اشتراكاً فعلياً في نشاط الكنيسة ويُدافع عن صحة الأقوال والآراء المتداولة حول الإيمان في أزمنة المجادلات ، و ان يعرف هذه المصادر والأصول لتعاليم الكنيسة، حينما يضطر – على الأخص – إلى مواجهة التعاليم والمذاهب المخالفة والمتخالفة، كما حدث على مدى العصور الأولى وحتى الآن. انحرافات الايمان:

0و أشار كمال انه في العصور الأولى حينما لم تكن العقيدة قد صِيغَت رسمياً في تعبيرات دقيقة محددة؛ ظهر أعضاء في الكنيسة تحوَّلوا ليصيروا ”هراطقة“، ومنذ القرن الرابع وبعد أن صِيغَت العقيدة في منطوقات إيمان؛ ظهر أفراد من الشعب ومن الإكليروس من كافة الدرجات – كهنة وأساقفة وبطاركة – علَّموا تعاليم وأدلوا بآراء منحرفة عن الإيمان المسيحي الذي استلمته الكنيسة من الرسل، وشرحه آباء الكنيسة، وقنَّنته المجامع المسكونية.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

خلاصة موضوع وراثة ذنب أو خطيّة آدم ببساطة

للباحث القدير القمص يوحنا نصيف شرقاوي – شيكاغو آباء الكنيسة الأوائل لم يستعملوا مصطلح “وراثة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.