الخميس , أبريل 25 2024
أخبار عاجلة
مدحت عويضة والراحل فيكتور عبد الشهيد

وداعا فيكتور عبد الشهيد راهب القضية القبطية الصامت

كتب : مدحت عويضة

بعد معانا وصراع مع المرض رحل فيكتور عبد الشهيد أحد رموز الجالية القبطية في كندا.

واحد من أشجع وأخلص أبناء الجالية علي مدار تاريخها.

رحل فيكتور عبد الشهيد ليترك خلفه فراغا كبيرا لن يستطيع أحد أن يملئه لأن من الصعب جدا أن يجود علينا الزمان برجل بصفات واخلاص وتفاني فيكتور عبد الشهيد.

رحل الوديع الطيب المتواضع القلب والذي يملك داخل هذا القلب الطيب والجسد العليل صلابة الصخور في الدفاع عن الحق والدفاع عن مبادئه والدفاع عن المظلوم.

 صفات كثيرة اجتمعت في فيكتور عبد الشهيد صعب أن تجدها في إنسان أخر.

كان عفيف اللسان مؤدب جدا هادئ جدا لم نسمع أن فيكتور أخطأ في حق أي شخص ومع ذلك كان قويا جدا لا يحيد عن رأيه ومبادئه وقيمه في معادلة صعبه لا أدري كيف كان يفعلها.

أتوجه بخالص التعازي للأسرة الكريمة في كندا والقاهرة وقنا.

كما أقدم تعزياتي لكل رفاقه في العمل القبطي وكل أعضاء الهيئة القبطية الكندية في تورنتو ومونتريال.

فيكتور هو الجندي المجهول في العمل القبطي في المهجر كان كل عمل يقوم به يوصينا أن لا نكتب أسمه بل نكتب الهيئة القبطية الكندية.

تلك الهيئة التي أحبها وأحب مؤسسها الدكتور والرائد الراحل سليم نجيب.

 وكان أحد مؤسسي الهيئة وهو من ساهم في فتح فرع لها في تورنتو

 وكان عضو مؤسس في منظمة التضامن القبطي بأمريكا بل علمت أن قبل رحيله بعدة أيام ورغم معاناته الشديدة من المرض قام بالاتصال بماهر رزق الله ليقول له لم أدفع اشتراكي السنوي لهيئة التضامن القبطي سأحول لك المبلغ وأرجوك أن ترسلهم لأمريكا بالرغم أن أحباءه كانوا ممنوعين من زيارته لشدة المرض الذى كان يعانى منه.

كل المظاهرات التي نظمتها الهيئة القبطية في تورنتو علي مدار تاريخها كان فيكتور هو من يقوم بالتنظيم والإشراف علي كل كبيرة وصغيرة.

هو المسئول عن الترتيب مع الشرطة والحصول علي تصريح المظاهرة وواحد من المعدين والمنسقين للمظاهرة وكان يقود المظاهرة ولم أراه يوما يمسك بالميكروفون ليقول كلمة.

 كان يساهم من جيبه مع أعضاء الهيئة في كل المصاريف التي تتكفلها الهيئة لتنظيم أي فاعلية.

 وعندما مرت مصر بظروف عصيبة سنة 2012 وسنة 2013 تحول جهد فيكتور ورفاقه من الدفاع عن مصالح الأقباط للعمل لصالح مصر وانقاذها من حالة الضياع فرتبت الهيئة مع كل النشطاء المصريين مظاهرات 30 يونيه ومظاهرات التفويض وكان فيكتور يقوم بعمله بيننا كمنسق ومنظم لكل الفاعليات.

وبعد ثورة 30 يونيه كان فيكتور من المنسقين والمنظمين لأول مؤتمر مصري في البرلمان الكندى الفيدرالي في 13 نوفمبر 2013 للدفاع عن الثورة المصرية.

لم يترك قضية مظلوم إلا وساندها وعمل فيها.

لم يترك قضية بنت خطفت إلا وتفاعل معا وبذل كل مجهوده لكي تعود لأهلها مرة أخري.

أحب بلاده وأحب كنيسته واحب الحق.

كان حبه للكنيسة مختلف عن الكثيرين, لقد كان حبه مبني علي تعاليم كتابية فكانت الكنيسة في نظره هي الشعب وليس المباني.

فأحب الشعب ودافع عنه واعطاه حياته وجهده.

كان يسافر معنا وهو مريض إلي  واشنطن ونيويورك وأتاوا لم يمنعه من السفر معنا غير شده المرض.

وفي مظاهرتنا 2016 عندما تعرت سيدة الكرم أنقسمنا لفريقين فريق يطالب بمظاهرة في كندا وفريق يؤيد الانضمام لمظاهرة منظمة التضامن القبطي في واشنطن وكان صوته سيحدد أين سنذهب وصوت لصالح مظاهرة واشنطن.

وبالرغم أن صوتي كان لمظاهرة تورنتو وكان بسبب انشغالي وعدم قدرتي علي السفر إلا أنه عندما قال فيكتور أن صحتي لا تساعدني في تحمل مشقة السفر وجدت نفسي أقول له كنت مصمم علي عدم السفر أنا أيضا ولكني سأذهب بدلا منك يا عم فيكتور وفعلا سافرت مع الهيئة القبطية الكندية للتظاهر أمام البيت الأبيض.

كان فيكتور بالنسبة لي الأب والمعلم والسند والمرجع والمحرك لي في كل نشاطاتي. كان يعلم أنه سيموت وكان دائما يوصيني بأن أظل أمينا ومخلصا كما كان يسميني صعيدي أصيل وشهم وجدع.

كان يقول لي أنا مش هكون هنا بس هكون شايفك من فوق. وبالرغم مما حدث في 2018 ظلت علاقتنا قوية ومتينة.

 لم يمر عيد إلا وأقوم بالاتصال به وعندما علمت أنه مريض جدا اتصلت به  لكى اطمئن  أن عليه وقلت له أنت صاحب فضل عليه أنت من توسط لي يوما ما للعمل في أحدي الشركات الكبيرة.

أنت من تعلمت منه كل شئ  في خدمة الناس أنت وحنا حنا من علموني حب الدفاع عن المظلومين والتضحية من أجلهم.

رحل فيكتور وترك أعمال عظيمة خلفه ستظل عائلته واولاده وتلاميذه يتفاخرون بها.

رحل فيكتور وبقت سيرته العطرة بيننا وسيظل في قلوبنا جميعا حتي نلقاه.

عزاؤنا أنه ارتاح من الألم والمرض وأنه في الموضع الذي هرب منه الحزن والكأبة والتنهد.

 نعما لك أيها العبد الصالح والأمين فقد كنت أمينا علي القليل فسيقيمك إلهك علي الكثير.

 نعما لك الأكاليل التي نلتها من خدمة المظلومين والمحتاجين والذين ليس لهم أحد يذكرهم.

أذكرنا حبيبي أمام عرش النعمة وصلي لأجل الذي أعانك أن يعيننا وإلي لقاء قريب يا عم فيكتور.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الضابط شفتيه، فطين

ماجد سوس تفاح من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في محلها. تلك المقولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.