الثلاثاء , أبريل 23 2024
جمال عبد الناصر

عبد الناصر وسبل الصعود الاجتماعى

رامى كامل

من المعروف و المسلم به أن عبد الناصر اعطى الفرصة لأبناء الفقراء للصعود الاجتماعى بعد فترة الفساد الملكى.

هذا المسلم به شكلا سليم و لكن فعلا غير سليم بالمرة فمن الناحية الشكلية اندفعت دولة يوليو فى اتجاه الشعبوية

وتفكيك طبقى الباشوات “كانت هذه الطبقة تستحق التفكيك فعلا” و لكن فعليا نقلت دولة يوليو مفاهيم الصعود الاجتماعى من الانضمام لاحزاب متعددة أو الانتماء لمهنة او تجارة الى الانتماء للنظام فقط.

قبل دولة يوليو صعد مثقفون من القرى والنجوع و قدموا الى الاضواء و نذكر عشرات بل مئات ممن سلكوا هذا المسار حتى أن أهم مثقفى دولة يوليو كان بالأساس موروث من العصر الملكى.

وكان يمكن ان يصعد التاجر اجتماعيا أن اجتهد ، السياسى أن انتمى لأى حزب جماهيرى “الوفد” أو موالى للقصر

كافة هذه المسارات حاصرها ناصر ودولة يوليو فى مفهوم واحد هو الولاء لدولة يوليو وزعيمها الملهم.

لا يمكن أن تكون مثقف إلا أن كنت مثقف سلطة ولاحظ كم المثقفين فى سجون ناصر غير هولاء المنفيين خارج وطنهم ولا يمكن أن تكون تاجر إلا ان كنت تتاجر مع الدولة ، ولا سياسى إن لم تنتمى للكيانات التى تخترعها دولة يوليو.

ما أهمية الصعود الاجتماعى ؟ الصعود الاجتماعى هو انعكاس اجتهاد الاشخاص وتحقيق طموحهم فى مجالات عملهم وهو ما ينتج النخبة الوطنية التى تعتبر المخزون الاستراتيجى الفكرى والاجتماعى للوطن ، وتوفير سبل الصعود الاجتماعى هو الذى يحدد هل هذا النظام يؤسس لنخبة الوطن ام يؤسس لنخبة منتفعة من نظام الحكم.

رحم الله ناصر و تجاوز عن اخطائه و كوارثه التى نعانى منها حتى اليوم.

شاهد أيضاً

الحرحور والجحش وحمار الحكيم…

الذكريات كتاب مفتوح ووقائع مازالت تحيا فى القلوب وبقاياها يعشش فى العقول ، وعندما نسافر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.