الجمعة , أبريل 26 2024
نوري إيشوع

صرخات العذاري…؟

بقلم المحامي نوري إيشوع .

في عالمٍ سادته ذئابٍ و جنوده ضباعٍ وملوكه كلاب، جعلوا العالم غابة وحشية، حللوا للذبح كل نفس بشرية، حتى فلذات أكبانا، هم مشروع ترهيبٍ و أذية.

في عالمٍ، وقّع السادة على وثيقةٍ عهدٍ بالدم لنحر أبناء آدم واغتصاب حواء وهم يكبرون باسمِ إلهٍ يعشق الدم

ويبشر بالنصر الشيطاني القائم على إيمان مغموس بالسم، يمارس الذبح الحلال وهو يفتخر بأعداد الضحايا

وهو غير نادم و لا هدف له إلا القتل والقتال!

في عالم تسوده الجريمة، صيانة الإنسانية و حماية البشرية في قوانينهم عنصرية ضد الإنسانية

لا بل هي أبشع جريمة أممية، سادة فتحوا أقفاص الضباع، سمحوا بفتح خزائن الكلاب

شحذوا السكاكين والسيوف وسلموها لأعوان الذئاب!

شرعوا الذبح الحلال، هذا خاروف ضال، وذلك من خيرة الشباب، هذا راهب بريء و ذاك شيخ جليل

ذك يدعو الى المحبة و ينثر إشعاعات شمس الحق ويبعثر الضباب، شرعوا الذبح الحلال في مسالخ الحرية

المزيفة و أصبح السلعة الوحيدة السائدة في هيئات الأمم و في دكاكين الأعراب، صور آدمية تعلوها هامات عقولها

كعقول البغال.

سادة ضمائرهم ميتة، قلوبهم صخرية جمادية، سيّافيهم، قدموا من غابات الشرع الحجري  الذي يجيز أكل لحوم

البشر، قطع الإيادي و الرؤوس و حرق الواحات المزينة بالإنسانية

و لم تسلم من شرهم حتى الشجر والحجر، شرعوا إغتصاب طفلة و مجامعة رضيعة و حتى الحيوان

لم يسلم منهم و كم بكت من تناوبهم الوحشي، المسكينة السخلة.

عالمٌ وحشيٌ، فاق بشاعة وحشية الضباع الجائعة و الذئاب الدموية الهائجة و بربرية الكلاب الشاردة

ذبحوا ذبحاً حلالاً، قطعوا روؤساً حان قطافها بترخيصٍ شرعي إلهٍ أرضي هو إله هذا الدهر الفاني

دمروا، حرقوا، قتلوا، خطفوا، اغتصبوا، سرقوا و نهبوا تحت غطاءٍ عربي و دولي لا إنساني!

في هذا العالم المرعب، الذي تسوده جريمة فناء البشرية الحقيقية و تسلط وحوش الغاب، فقدنا الأمل بالغد

أصبحنا نخاف على مستقبل أطفالنا، أصبحت أعراضنا عرضة للهتك و الإغتصاب و بيوتنا و أرضنا

أضحت مشاعاً، غّيروا معالمها، سرقوا ترابها، دنسوا ذكرياتنا الجميلة و قطعوا دروب العودة على الغياب!

في هذا العالم المغتَصب، شرعنوا الزنى، حللوا الذبح البشري، وضعوا أختامهم على أكل أكبادنا وقلوبنا

وقطع رؤوسنا بمراسيمٍ دولية أممية لا تمت بصلة الى الإنسانية و لا تصنف حتى في شرائع حيوانية!؟

سادة فقدوا كل ما هو أخلاقي، دمروا أوطاناً كانت مثالاً للتعايش السلمي، قتلوا شعوباً كانت القبلة للمحبة

ومراكز إشعاع علمي، ذبحوا المستقبل بعد أن أرهبوا براعمه و أجيال مستقبله و زرعوا في قلوبهم

حب القتل وفنون النحر، فبدلوا قلوبهم الطرية، الناعمة و البريئة بقلوبٍ صخرية تعشق الذبح و تمارس

ضد أخوتها القتل و القهر!

عالمنا أضحى غابةً، قضاة الذبح الحلال، عراة الدين المحال، هذا سيد جريمة و ذاك سارق شعب

والآخر عميل وإلههم الأكبر غاصب ومحتال، الجميع قتلة و مجرمي حرب و رعاة إرهاب و قادتهم كررة

ومرشديهم مشعوذين و سحرة، لا كرامة عندهم لانهم أدنى مقاماً من النعال!

آزفت ساعة الحساب، بعد أن انقشع ضباب الظلم و علت على السطح جرائم الذئاب و الضباع

أزفت ساعة الحساب، بعد كلّت من النباح الكلاب و بعد أن سقطت ورقة التوت و أنكشف للملأ عورات

سادة هذا العالم البائس المحكوم من الإغراب و الأعراب، أزفت الساعة و لا بد أن تنهار ممالك الشر

لتختفي في صحارى الكذب و النفاق، يسود الحق و يعم الخير و السلام المعمورة و يحتفل العالم المسالم

بإهازيج الإنقلاب!

“.32 واما فصل الكتاب الذي كان يقراه فكان هذا.مثل شاة سيق الى الذبح ومثل خروف صامت امام الذي يجزه هكذا لم يفتح فاه” أع 32:8

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الضابط شفتيه، فطين

ماجد سوس تفاح من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في محلها. تلك المقولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.