الثلاثاء , أبريل 16 2024

حنان بديع ساويرس تكتب: إنتحار وطن من فوق جبل الطير !!!

حنان بديع ساويرس
حنان بديع ساويرس

من فوق جبل الطير بمُحافظة المنيا ينتحر الوطن !! فتطل علينا كارثة طائفية جديدة ، بطلها هذه المرة رجال الشرطة !! .. قصة جديدة لإختفاء سيدة قبطية وأم لخمسة أبناء وقام بإختطافها حسب تصريحات الزوج شريكه المُسلم قبل أن يفصلا الشراكة فى الآونة الآخيرة ، وكل هذا ربما يكون عادى لكن ماهو غريب وليس بعادى بل ومُثير للدهشة هو رد فعل أمن المنيا تجاه أقباط القرية !! لا سيما بعد ثورة 30 يونيو التى شارك فيها الأقباط وتحملوا فيها ما لا يستطيع أن يتحمله غيرهم من حرق ونهب كنائسهم وجرائم خطف مُروعة لطلب الفدية فإما إستنزاف أموالهم إما القتل ، وفى صورة غامضة ليس لها تفسير يتنحى الأمن جانباً ويقف موقف المُشاهد !!
فعندما يحدث هجوم على الأقباط من بعض المُتطرفين من الجيران فربما نُبرر الموقف بمليون تبرير !! .. لكن عندما تكون الداخلية هى المُتطرف فهذا هوالعجيب فى الأمر وعليه مليون علامة إستفهام ؟؟؟؟ الأقباط فى جبل الطير يُضربون ويُسحلون ويُسَبون بأفظع الألفاظ ويُجلدون بعد إنتزاع ملابسهم وإهانة كرامتهم وتشبيههم بالحيوانات فى إشارة من بعض مِمَن يقال عنهم رجال أمن !! ونساءهم يُسبون بأفظع السبائب ولم يحترموا سن وشيبة إمرأة عجوز بل وصفوها مع إعتذارى للقارئ مُنادين أياها ” يا كلبة ” !!! ولم يرحموا الأطفال فهجموا على منازل الأقباط ليفزعوا الأطفال فوصفت طفلة صغيرة لا تتعدى ثمانى سنوات وهى باكية وفى حالة إنهيار تام كيف قام أحدهم بضربها على عُنقها من الخلف وكانت نائمة وكيف إنتهرها وسبها بأبشع الألفاظ .. وكيف وصفوا الأقباط مُنادين أياهم بالكفرة !!
بل وصل الأمر إلى أن يهاجم رجال الشرطة منازل الأقباط ويسرقون وينهبون الأموال والمصوغات وخلع الأبواب الحديدية .. فعجباً لمن يلقبون برجال الأمن فمن يحمى المواطنون من هؤلاء .. فهل يستأجر الأقباط بلطجية لحمايتهم من المدعون رجال أمن !! فلما هذا الإنتقام وهذا الغل تجاه أناس طلبوا من الأمن إعادة سيدة مخطوفة لأبنائها ؟!! ، حتى لوكانت هذه السيدة ذهبت بمَحض إرادتها فكان واجب عليهم إعادتها لذويها ليتحدثوا إليها ويعلموا منها الحقيقة ، بل لم يكتفوا بالتستر على جريمة خطف بل قاموا بهجوم بربرى على منازل الأبرياء وإتلاف مُمتلكاتهم وسيارتهم عمداً فهذا أسلوب بلطجة الإخوان وهى سياسة التخريب والسلب والنهب ، وهنا سؤال يطرح نفسه هل مازالت الداخلية مُخترقة من الإخوان ؟! .. وإذا كان ذلك صحيح فلمصلحة مَن يستمر وجود الإخوان فى مؤسسات الدولة وأجهزتها لا سيما الأجهزة الحيوية منها ؟!! أم أن رجال الشرطة مُتطرفون ومُتعصبون بطبيعتهم “بالفِطرة ” ضد كل ما هو قبطى بعيداً عن وجود إخوان بجهاز الداخلية ؟!!! وهذا أيضاً غير مُستبعد .. فلم يمر وقت قليل على صُلح المطرية العقيم الذى إستُنزف فيه أموال عائلة قبطية بالمطرية برعاية الأمن الذى شارك فى هذه الجلسة العرفية التى تضرب دولة القانون فى مَقتل !! أعلم أنه سيخرج أحد الأشخاص ليقول لى أن الزوجة المسيحية هربت بمَحض إرادتها.. وربما يكون هذا صحيح بالفعل .. لكن حتى إن كان ذلك صحيح فهذا لا يمنع أنها زوجة لرجل مسيحى ولم يقوم بتطليقها والهروب مع رجل غريب عن الزوجة سواء كان هذا الرجل مَسيحى أو مُسلم فهذا ليس من حقها ويعَد جريمة .. فنفترض لو كانت الزوجة مُسلمة وهربت مع رجل مُسلم مثلها وليس مَسيحياً قبل أن يقوم زوجها بتطليقها فهل لم تكن هذه جريمة تُعاقب عليها الزوجة أمام القانون ، أم كانت الداخلية سَتبُارك هذا الزواج المُحرم؟!! فهذه جريمة قد تصنف ضمن جرائم الزنى فَتُعاَقَب عليها هى وشريكها الذى هربت معه وواجب على الأمن إعادتها فما بالنا أننا أمام زوجة وأم وتهرب مع رجل من خارج ديانتها !!! ولا أعنى أن هذا هو ما حدث وأن السيدة هربت ولم تُختطف ، لكن هذا رداً إفتراضياً على تصريح وزير الداخلية للوفد القبطى بخصوص هذه الأحداث وهى أن الزوجة أشهرت إسلامها يوم 15 سبتمبر، كما أيضاً أود ان أُذَكِر وزير الداخلية بأن الزوج قدم بلاغ بإختفاء زوجته يوم 3 سبتمبر أى قبل التاريخ ب12 يوم وهذا معناه أن الزوجة تعرضت لضغوط قد تكون أجبرتها على تغيير دينها خلال هذه الفترة ما بين تقديم البلاغ واليوم الذى ذكره وزير الداخلية ، وهذا أن صحت أقوال الوزير فى أنها أشهرت إسلامها بالفعل !! فشتان بين موقف الأمن فى مصر تجاه فتاة الوسطى المُسلمة عندما هربت مع شاب مسيحى وهذا حسب إدعاء والدها وبين أى فتاة أوزوجة مَسيحية مُختفية حتى لو كانت مخطوفة!!! فبعد أن أختفت فتاة الوسطى .. أنقلبت الدنيا رأساً على عقب لإعادتها وآخيراً تم بنجاح مُنقطع النظير إعادتها لمصر رغم أنها أستطاعت الهروب خارج البلاد !!! فكتبت الصحف عن فتاة الواسطى وقتئذ بأنها قد عادت وإستقبلها أهلها بمطار القاهرة بعد أن وصلت على طائرة قادمة من هولندا وجاء على لسان مُحامى أسرتها أنها عادت بعد عام من تركها أسرتها مع صديق لها يدعى إبرام من أسرة مسيحية … مؤكدا أن وزارة الداخلية المصرية تتبعت الفتاة من خلال الإنتربول في 11 دولة ووضعت أسمي الفتاة والشاب القبطي على قائمة الترقب والوصول بالمطارات والموانيء المصرية . تخيل عزيزى القارئ أن وزارة الداخلية بجلالة قدرها تركت كل أعباءها المُلقاة على عاتقها فى ظل الإرهاب الحالى والتفجيرات وتفرغت شاكرة للبحث عن هذه الفتاة التى سافرت للخارج بمَحض إرادتها وهى بالغة وليست بقاصر وتتبعتها من خلال الأنتربول الدولى فى 11 دولة ووضعت أسمها على قائمة الترقب والوصول سواء بالمطارات أوالموانئ إلى أن نجحوا فى إعادتها لمصر !! رغم أنها لوكانت تزوجت فهذا من حقها لأنها ليست بقاصر ، ولم تهرب من زوج للزواج بآخر سواء كان من ديانتها أم لا … ومع ذلك لم يخرج علينا وزير الداخلية مُبرراً إختفاءها بأنها تركت دينها وتنصرت !! ، طالما أن تغيير الدين سَيبُرر الإختفاء ، لكن يبدو أن هذا صُنع خصيصاً عند إختفاء قبطيات فيُبَرر به خطفهن وإجبارهن على تغيير ديانتهن بعد إنتحال مُنتقبات لشخصيتهن فى الأزهر !! وواضح أيضاً أن تغيير الديانة يُبرر الخيانة الزوجية ، ويعفى من عقاب جريمة تعدد الأزواج وهذا بالطبع لوكانت الزوجة مسيحية وأرادت الزواج من مُسلم !!… وفى حالة سيدة جبل الطير لم نجد سوى تواطئ الأمن مع الجُناة بل ومُساعدتهم على كسر شوكة أقباط القرية فى مُحاولة خبيثة لإلهاءهم عن إعادة الزوجة المُختفية !! وضح جلى من تصريحات مدير أمن المنيا الذى أنكر إرهاب رجاله لأقباط القرية بأن هذا الهجوم الإرهابى على الأهالى كان تحت رعايته لا سيما أنه قال بالعبارة الصريحة خلال مُداخلة هاتفية ببرنامج “العاشرة مساء” ، إن أهالي الأسرة المسيحية بجبل الطير أتلفوا سيارتي شرطة وأصابوا عدد من رجال الأمن ولن نسمح بتكرار ذلك، وتم السيطرة على الموقف وضبط الأفراد المتسببين في أحداث الشغب ، فواضح من كلامه التهديد والوعيد والإنتقام !! فبالحقيقة تبدلت دولة القانون بدولة البلطجة والإرهاب وسيطر مدير أمن المنيا على الموقف كما قال لكن بالإرهاب وليس بالقانون .. فلماذا لم تستخدم السيطرة طالما قادر عليها مع الإخوان؟!! ولما لم تسيطر على الموقف عند حرقهم لكنائس المنيا أم جاء هذا على هواك
فمعروف أن مُحافظة المنيا هى المحافظة الوحيدة التى تم حرق مُعظم كنائسها وبالطبع الإجابة واضحة .. وقد بات الأمر جلياً وواضح وضوح الشمس فى المشارق !!!

فنحن جميعاً ضد التخريب لكن نحن أيضاً ضد إرهاب الآمنين والابرياء ..فيُعاقب من أتلف وقام بالتخريب لكن بالقانون ، لكن تُنتهك حُرمات النساء وإهانة كبار السن وضرب الأطفال والسيدات والتعامل مع أقباط القرية وكأنهم أعداء وليسوا مواطنين ووصفهم بالكفرة فهذا غير مقبول ولابد من مُعاقبة كل من تورط فى هذا الأمر سواء مُحافظ المنيا أومدير الأمن أو مأمور الشرطة كما لابد من توضيح موقف وزير الداخلية الذى بات أغرب من الخيال !! وأنا مازلت أكتب مقالى هذا وتحوم الشبهات أمامى تجاه الداخلية وأمن المنيا إلا وخرجت علينا الزوجة المخطوفة لتؤكد ذلك ، فتصرخ بكل ثقة فى وجه وزير الداخلية وتقول له ” أنت كاذب ” ولم أشهر إسلامى وأنا مسيحية ، ولدت وعشت وسأموت مسيحية ” كما أتهمت مأمور قسم شرطة سمالوط ليس بالتواطئ فحسب بل بالتخطيط مع الجناة وأكدت أنها سمعت مُهاتفاته معهم لتوجيههم ولا عزاء لدولة القانون والمُواطنة !! وهذا يفسر لنا أيضاً الهجوم البربرى من رجالاته على أقباط القرية !!
– فإن لم تتطهر الداخلية من إخوانها وسلفييها ومُتعصبيها ومُتطرفيها فلم تقوم لهذا الوطن قائمة مرة آخرى . وآخيراً أوجه كلمتى إلى سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى
لا نقبل أن نكون فصيل واحد ، وشركاء الوطن عند الأزمات ، وعند الإنفراجة نصبح بقدرة قادر ذو سلطان “كفار”
، فقد تعرض الأقباط عبر عقود طويلة لظلم وإضطهاد وتكفير وكان أملنا فى سيادتكم وقد قمنا بإنتخابكم بمَحض إرادتنا الحُرة أن تقوم بإنصاف الأقباط الذين ساندوك فى الداخل والخارج وكانوا رهن إشارة الوطن ، وقد قلت عن الأقباط بنفسك أثناء الإنتخابات الرئاسية عندما سُئلت عنهم ، أن هناك فصيل فى الوطن يتألم ، لذا توسمنا فى عهدك تطبيق العدالة والمُواطنة والمُساواة ،.. فلم يُؤلمنا ما حدث قدر أنه حدث فى عهدك سيادة الرئيس ، ولم نُفاجأ بالتطرف من بعض رجال الداخلية قدر صدمتنا بإستمرار هذا التطرف فى فترة رئاستك ومن رؤوس وقيادات فيها وهذا معناه خطير جداً ، فبدلا من حمايتهم للمواطنين قاموا بأنفسهم بسلب الأمن والأمان منهم ، والتاريخ يشهد أنه لا وطن دون مواطنة كاملة ولا قائمة لمصر دون أقباطها كمُسلميها ، فما حدث من أمن المنيا ضد أقباط جبل الطير يَعِد بالحقيقة بمثابة إنتحار للمُواطنة وإنتحار للوطن من قمة هذا الجبل !!

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

التعليم ـ الرهبنة ـ الإدارة : محاور الأزمة ومداخل الإصلاح

كمال زاخرالإثنين 15 ابريل 2024ـــــ اشتبكت مع الملفين القبطى والكنسى، قبل نحو ثلاثة عقود، وكانت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.