السبت , أبريل 20 2024
نوري إيشوع

بعد مئة عامٍ…!

بقلم المحامي نوري إيشوع .

منذ مائة عام بالتحديد، تعرض شعبنا السرياني بشكل خاص و المسيحي بشكلٍ عام، إلى أشرس هجمة، همجية

غريزية، بربرية، خطط لها الغرب و نفذها العثمانيين و أدواتهم البكوات الأكراد، هجمة، لم يشهد لها التاريخين

القديم و الحديث مثيلا، قرى بأكملها دُمرت، عذارى أغتصبن، محصنات أنتهكت كرامتهن و أعراضهن، أطفال

ورضع، فجرت روؤسهم و تم قتلهم بروحٍ باردة برودة التماسيح، نساء حوامل بُقرت بطونهن

شيوخ طاعنون بالسن، سحلوهم وراء أحصنتهم بعد التمثيل و التنكيل بهم، و هم جثثٌ هادمة

فتيات قاصرات أسرنَ و اجبرت على إعتناق الإسلام و عشن غصباً عنهن ملكات يمين في قصور الآغاوات

والبكوات! أرزاقاً نهبت و وثائقاً زُورت و أرضيٍ سُلبت و أُخذت بعد التهجير القسري لأصحابها.


بعد مئة عام على مجازر الأتراك العثمانين في حق شعبنا الآمن و المسالم

أبان الحرب العالمية الأولى عام 1915، عام المجازر و الأبادة الجماعية، عام السيفو (السيف)

عام نزف دماء الشهداء الأبرياء على يد الغوغائين القادمين من مقابر القرون الحجرية. ما يقارب المليوني شهيد من الأرمن والسريان و اليونان و بقية الطوائف المسيحية!


خرج المارد من جديد بحلة عصرية مدعومة من دول الحريات والديمقراطية، بأسلحة حديثة فتاكة

دول يقودها إبليس، بقوانين يدعون إنها ربانية، سعودية، قطرية، أردنية، ليبية، خليجية وشرق أوسطية

تحت خيمة أمريكية، تحت وكالة وريث السلالة العثمانية، عاثوا فسادا في وطني، قتلوا أهلي من جديد

أغتصبوا، سرقوا، دمروا هجروا، خطفوا، سلبوا و نهبوا دون رادعٍ من ضميرٍ، لانهم حيوانات شرسة

رضعوا من صدور الحمير، تعاليمهم قتل، قوانينهم جلد و رجم و نحر، كرامتهم اغتصاب

وهتك أعراض و طلاسيم و شعوذات و احتفالات سحر.


بعد مئة عامٍ، عاد الشر من جديد، اغتصبوا الإنسانية، استعبدوا الأحرار، نصبوا العبيد سادة للعدالة

دفنوا الكرامة اعتلوا منابر الرذالة، هاجّروا السلام، و الحياة الأمنة جعلوها مقابر و شبه إستحالة.


بعد مئة عام، عادوا كالفئران الجائعة من جحور الموت من جديد

لينشروا القتل والدمار وهم حاملين قلوباً قاسية كالحديد! والمهزلة الكبرى:

يسمون حروبهم الفتاكة مع الغرب السعيد، بالشرق الاوسط الجديد!؟


هل هو قدرنا : بعد كل قرنٍ، يغزونا الأشرار التابعين لإله الشر، يدمرون حضارتنا

يسرقون تاريخنا، يقتلون و يهجرون أهلنا، يغتصبون بناتنا و يهتكون أعراض نسائنا، يسلبون أرزقنا ؟

أم إنه أبليس إله الإجرام و المجرمين، تؤرقه صلواتنا و ترانيمنا، تعميه شموعنا، شموع النور والسلام؟

لأنه إله ظلم و ظلام, إله قتل و إجرام؟


لندفن معاً العدالة الدولية في توابيت الموت المظلة و نعلن الحداد على أرواح شهائنا الأبرار لقرنٍ قادم.

 

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

لوبي باراباس الجدد ..!

لماذا لم يفكر هؤلاء الاشاوسه في نشر فيديوهات للأسقف مار ماري عمانوئيل ضد المثلية والبابا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.