الخميس , أبريل 18 2024
نوري إيشوع

لسنا عبيدا يا قادة الشرق والغرب من الأجانب و العرب .

بقلم .. نورى إيشوع
في صحارى الحزن و الألم، في عالم الغاب و ثورات براكين من الحمم، في ساعات تسارع إيقاعات الزمن

في بشاعة و هول إنحدار العالم الى اللإنسانية و بيع الشرف و الذمم، تصرخ الطفولة من نزف الجراح

ومن وطأة الظالم و قتله في المهد أجمل حلم.

أمهات ثكلى تتسكعن على أرصفة الحرية المزيفة و يعشن الحزن والألم، يصرخن للمدافعين عن القيم

أين رجال الشهامة و مصارعي المحن؟ هل خُلقنا لنكون عبيداً بقرارات صادرة عن هيئات الأمم؟

هل أوردتنا أضحت أنابيباً لتروي عطش أولاد العاهرات صناع الزمن؟

يا قادة الأمم : لماذا أبحتم دمائنا، سلبتم أوطاننا و هدمتم بيوتنا؟ لماذا جعلتم فراشنا الأرض الصلبة

صلابة قلوبكم؟ و غطائنا السماء الملبدة بدخان بارودكم؟ لماذا حبستم أنفاسنا وأجبرتمونا

على استنشاق رائحة نفطكم و غازكم الممزوجة بفساد عقولكم؟ لماذا زرعتم فينا الحقد

والغل و حب القتل ثمار قلوبكم عدو الرحمة؟

يا قادة الشرق و الغرب من الأجانب و العرب :

انتم بامتياز زعماء حرب، في ساحات الحرب أصبحتم جميعاً عبيدا للحرب، ملوكاً و روؤساء

وأمراء أجانب وعرب، حتى إبليس من أفعالكم ترك المكان و هرب! قتل، خيانة و كذب، ركوع

وطاعة، الذل عندكم فن و براعة و التبعية للسيد هي أسمى عزة و شهامة مع كامل القناعة.

يا سادة الدمار و سارقي أحلام الأطفال:

باسم الديمقراطية أطلقتم المارد من قمقمه المظلم، حررتم القتلة و دعاة الإيمان

الذين أباحوا قتل الإنسان لأخيه الإنسان، شعارهم لا تسامح، لا عفو، لا أمان

وكل من لايؤمن بما يؤمنون هو مجرم و مدان! جرائمهم شرعتها دول الحريات و المساواة

ولقنوهم دروس الذبح بإتقان، سيوفهم مغمسة بدماء الأبرياء و المسالمين في كل مكان، من بشاعة

جرائمهم شابت رؤوس الولدان.

يا مخترعي آلات الحرب:

غزوتم بلداناً من الشرق و الغرب، حولتم الإرهاب الى ثورة، سلاحه قاذفات غدر قتل بها كل الشرق

شوهتم باسم حركاتكم التحررية، التاريخ، اقتلعتم أصحاب الحضارة و الأرض و بذرتموهم

مع هبات الريح، اقتلعتم أشجارهم، هدمتم بيوتهم و جعلتموهم عبيدا بعد أن كانوا سادة و أحرار.

يا سادة البترول

في إيام النواح و الحزن، يتامى تحكي حكايات الألم و الضيم، تروي قصص الليالي المرعبة

وضربات المعدة الخاوية، أطفالا أمثالي تتضرع و تركع للبرد القارس أن يخفف ضربات سوطه الذي لا يرحم

و تتوسل الى حرارة الشمس الحارقة التي تخرق أجسادها الغضة. شبابا تخرج

ولا تعود بفلوس أل حمد و أل سعود، وورثة سادة جرائم الإبادة و السفر بلك (سيفو) أحفاد سلطنة

إله هذا الدهر من آل عثمانو هو لهم رباً و معبودا.

يا سادة الديمقراطية و حقوق الإنسان

كلكم كذَبة و خونة، في عصركم، خرج علينا شيخ الفتاوى عبد العزيز آل الشيح (المفتي العام للمملكة السعودية)

وعلى مسامعكم و مسامع العالم أجمع، يتغنى و يجود، أهدموا الكنائس في شبه الجزيرة العربية

طبقوا شريعة الغاب تحت قانون عباءة آل سعود، أطلقوا عنان الإرهاب بعد أن فتحوا خزائنهم

لوحوش الغاب، أعطوهم جوازات سفر دون حدود بعد أن أقسموا أن يحرروا بلدان العالم

من الكفر والإلحاد و تحقيق غاياتهم السامية

إما الشهادة و الفوز بجنان الخلد و النوم في أحضان حور العين و الولدان المخلدون أو رفع رايات السيف

بقطع اليد و أقامة الحد و تهيئة البشر للجلد و ذلك كله بقرارات من مجلس الأمن و من أتباع هيئات

المال الحلال و آبار البترول الأزلي الذي لا تجف و تلد وحوشا من الأموال؟

يا زعماء الحرب : أسمحوا لي بكلمة أخيرة قبل أن تغتالوا طفولتي:

أين أخوتي و أمي و أبي؟ أين أصدقائي و الأمهات مانحات الحنان للبلد؟

أين نهاري و حدائق داري و أشجار الديار؟ إين إبتسامات الطاعنين في السن ؟

أين أحلام الصغار؟ ان الحجارة من قسوتكم تبكي و الذئاب في وحشيتكم تحتار!
نعم، انتم بجدارة، سادة حرب! فيكم الأجنبي و أبن عرب، عندكم السطوة – المال – التابعين

وكل معدات القتال والحرب! قتلتم، سلبتم، دمرتم، اغتصبتم و شردتم و لكنم لن تستطيعوا قتل نفسي

و حبس إنطلاقة روحي!

لو ملأتم السماء بطيرانكم القاتل و أرسلتم ملايين الأطنان من آلات حربكم الفتاكة 

وكلي ثقة بالرب بانني المنتصر لأن سلاحي ليس مدفعا أو بندقية أو أسلحة نووية

ولا وحوش بصور آدمية  تقطع الرؤوس و الأعضاء البشرية، لكن سلاحي الوحيد هو إيماني

برب المحبة و التسامح هو وحده أمني وسلامي و ملجأ كل المضطهدين و الإيتام و لكل المحبين

والمتسامحين هو الدرب وعيونه عن حمايتي لا تغفو و لا تنام!

شاهد أيضاً

ع أمل

دكتورة ماريان جرجس ينتهي شهر رمضان الكريم وتنتهي معه مارثون الدراما العربية ، وفى ظل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.