الخميس , أبريل 25 2024
عصام أبو شادى
عصام أبو شادى

تخاريف ترمادولية .. ضوء أخضر وفيزا الخبز.

بقلم عصام أبو شادى
لم يكن يوميا عاديا..؟ ذلك اليوم الذى هنئت به بنوم عميق دون أن يترامى لمسامعى هذا الضجيج الذى تعودت عليه كل صباح. من صياح وشتائم حتى تصل إلى معارك متتالية .

لا تعرف من يتعارك مع من .المهم أنهم أقلقوك من نومك. وأنت دوما ما تبرطم بسباب غير مفهوم فيهم. هكذا كان الحال كل يوم.أما اليوم فقد إختفى كل هذا. فلعلها كانت أجازة.أو قامت هنا فى هذا الشارع جنازة.

أسئلة يتسائلها عقلى الباطن وأنا فى هذا السبات العميق من النوم .وكأن عقلى الباطن رافضا لهذا الهدؤ الذى لم يتعود عليه منذ فترة طويلة.

وكأنها نفس الهلاوس التى إنتابتنى عندما قام عبعاطى بالإعلان عن إختراعة الذى سيمحوا به فيرس الإيدز والسى. ولم يزل لدى يقين أن هذا الإختراع
حقيقة وإنه سيجعل المصريين خالين من تلك الامراض . ولكن مازلنا ننتظر منه المفاجاة التى يتمناها المصريين ألا تطول .فمازالت الخزينة تستنزف العملة الصعبة فى شراء تلك الأمصال.وحال المصريين ينتظرون عبعاطى إما أن يقر أو يعتذر.

ولكن ماحدث اليوم كان طفرة كبيرة إنتظرها المصريون بشغف إلا مجموعة كبيرة تعودوا فيها على الإنتهازية والمحسوبية .

وهذا ماكان من أم المعارك اليومية.و التى كانت تتم أمام مخبز العيش من أجل الحصول على رغيف الخبز .رغيف الخبز الذى أصبح القاسم المشترك بيننا نحن البشر وبين البهائم والطيور .حتى أصبح الحصول عليه من رابع المستحيلات وخاصة بالنسبة للشرفاء الذين يتحصلون عليه من أجل أولادهم .

فصاحب المخبز من ناحية وتجار العيش من ناحية أخرى وأصحاب البهائم حاجة تانية خالص لدرجة أن لهم خبز خاص .وما على صاحب المخبز سوى أنه باسط جلبابه ليجنى الغلة اليومية من قوت الشعب.

فكانت الرمقة الاولى التى أزهلتنى لأتطلع لهذا الأمر الجلل وأنا انظر لهذا المخبز .والتى يعجز الكلام عن وصفها . المخبز فارغ من المواطنين وأرغفة الخبز متراصة على الشراع ولا يجد أحدا لشرائه .بل ويدللون عليه .

أشياء مضحكة فى زمن قل فيه الضحك .لم يطلب منى الأمر سوى لحظات لأستطلع مافى الامر وخاصة الحصول على رغيف خبز فى هذا التوقيت. هو إقتناص القط فريسته من فم الأسد .وكلى أمل أن أحصل على أكبر قدر من الأرغفة يرحمنا من عناء الزحام فى الأيام القادمة للحصول عليه.

الوجه العبوث الذى كنت أراه دوما من صاحب المخبز اليوم إختفى وظهر على وجهه الفرح والبشاشة عند قدومى .ولم ينقص إلا أن يقدم شربات للزبائن وإختلفت المعاملة.

فعلا حكومة قوية أجبرت أصحاب المخابز كما تريد هى.وليس كما يريد صاحب المخبز.وكان السؤال من مفتش التموين من فضلك بطاقة التموين الحكومة أقرت اليوم بالبيع ببطاقة التموين ولك أن تحصل على كميتك المدونة حسب الافراد يوم يومين ثلاثة أيام مقدما كله محسوب فى البطاقة .

ليس هذا فحسب بل أن تحصل على كمية تكفى يومك الباقى سيكون رصيد لك تتحصل عليه من مواد تمونية .ياجاة النبى هى الحكومة دى كانت فين من زمان .على كدة عبعاطى صدق فى كلامة وأصبح الخيال حقيقة .

بل واكثر من ذلك مش بعيد يطلع عبعاطى ويفجر المفاجاة بأننا أصبح لدينا فائض فى القمح وجارى تصديره للدول الجعانة .بعد أن أصبح المواطن المصرى يتحصل على رغيفه دون أن يشاركه أحد فيه وهو متوفر بجميع الأسواق والسوبر ماركت .ولكن ماذا ستعوض الحكومة أصحاب المخابز..؟

بعد أن تعودوا على سرقة خبز الشعب عياننا جهارا ..؟ يمكن عبعاطى منحهم منحة من تحت التربيزة وكله بإسم الشعب . وهذا محتمل ليس خوفا من المواطنين الغلابه.ولكن من ثورة البهايم والكتاكيت التى منع عنها هذا الخبز.

لذلك أنا لا اشك فى مصداقية عبعاطى لأنه رجل ينظر لمصلحة الوطن والمواطن .وكذلك من أجل توفير العملة الصعبة التذهب لهذا الدعم القومى .

هذا وقد خرج عبعاطى إلى الشعب ليبشره بالبشرى الكبرى التى طالما انتظرناها طويلا ليعن على الملأ وكله فرحة وسرور وبعد الشكر والمديح للحكومة .أن الحكومة تعاقدت مع روسيا وفرنسا على توريد 180 الف طن قمح لعلف المصرين .وما على المصرين إلا ان ينصبوا الزينات لهذا الحدث .وكأنك يابو زيد مغازيت ..منتظرين عبعاطى يقر بأننا وفرنا كام مليون طن بعد هذا الحدث أو يعتذر

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الضابط شفتيه، فطين

ماجد سوس تفاح من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في محلها. تلك المقولة …