الجمعة , أبريل 19 2024
المفكر الإسلامي.. السيد الفضالي

أكذوبة الجزيه في مقابل إعتناق الإسلام .

 المفكر الإسلامي.. السيد الفضالي
المفكر الإسلامي.. السيد الفضالي

بقلم,, السيد الفضالي
حينما كتب الله القتال على المؤمنين . وهو كره لهم لم يكتب عليهم إكراه الناس على الدخول في الإسلام
.وامر الله تعالى للمؤمنين بأن يقاتلوا في سبيله هذا لا يعني فرض الدين بالقوه غنما هو بسبب محاربة الآخرين للمنهج الذي أنزله الله اي بسبب الجنايات التي يرتكبها المشركين وهم الذين يأمرنا الله تعالى بمحاربتهم والدليل على ذلك هو النص القرآني الذي يقول فيه
(( إنّما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتّلوا أو يصلّبوا أو تقطّع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم جزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذابٌ عظيم (33) إلاّ الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أنَّ الله غفور رحيم )) [ المائدة : 33 – 34 ]
.. فالعبارة القرآنيّةُ (( الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً )) ، تشملُ كلَّ الموصوفين بهاتين الصفتين ، سواءٌ كانوا مسلمين أو غيرَ مسلمين .. وفي تَكرارِ كلمةِ (( أو )) بين حالات الجزاء في قولِه تعالى : ((أن يقتّلوا أو يصلّبوا أو تقطّع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض )) ، في ذلكَ بيانٌ في اختلافِ الأحكامِ التي يستحقِّهُا هؤلاء كَجَزَاءٍ على جناياتِهِم ، وذلك حسبَ جنايةِ كُلٍّ منهم … وبالتالي فنحنُ أمامَ جناياتٍ مُتعدّدة ، جزاؤها بدرجاتٍ مختلفة ….. وقولُهُ تعالى .. (( إلاّ الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أنَّ الله غفور رحيم )) ، يُؤكِّدُ لنا أنّنا أمامَ جِناياتٍ غُفْرَانُها يَحتاجُ إلى توبة ، وجزاؤها المُبيَّنُ في هذا النصِّ القرآنيِّ ، لا يَسْقُطُ إلاَّ بتوبةِ الجاني قبلَ أن يُقْدَرَ عليه .. فالله تعالى يقول : (( إلاّ الذين تابوا )) ، ولم يقل : (( إلاَّ الذين آمنوا )) ، ولم يقل : (( إلاَّ الذين أسلموا )) .. فالمسألة مسألة رجوع عن جنايات يرتكبها المعنيّون في المجتمع الذي يعيشون فيه ..
.. والآيةُ الكريمةُ التاليةُ تُلقي الضُّوءَ على هذه الحقيقة ..
(( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرّمون ما حرّم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون )) التوبة 29 : وإن كانت سورة التوبه من القصص المحمدي في مرحلة إنشاء الدوله الإسلاميه ويأخذ منها العبر وليس الأحكام
في هذه الآيةِ الكريمةِ نرى ورودَ عبارةِ (( الذين أوتوا الكتاب )) (( أهل الكتاب )) مُصطلحٌ قرآنيٌّ خاصٌّ بمتّبعي رسالتي موسى وعيسى عليهما السلام .. بينما المصطلحُ القرآنيُّ (( الذين أوتوا الكتاب )) يشملُ أهلَ الكتاب والمسلمين ، وذلك حَسبَ السياقِ القرآنيِّ المُحيطِ بهذه العبارة .. وفي العباراتِ القرآنيّةِ التاليةِ دليلٌ على ذلك ..
(( ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن المشركين أذى كثيراً )) [ آل عمران : 186 ]
(( ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله )) [ النساء : 131 ]
(( والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم )) [ المائدة : 5 ]
(( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزواً ولعباً من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء )) [ المائدة : 57 ]
.. فورودُ العبارةِ القرآنيّةِ (( من قبلكم )) خلفَ العبارةِ القرآنيّةِ (( الذين أوتوا الكتاب )) ، دليلٌ على أنّنا من الذين أوتوا الكتاب .. والعبارةُ القرآنيّةُ (( من قبلكم )) هي للإشارةِ إلى أهل الكتاب تَمييزاً لهم من جملة المعنيين بالعبارة القرآنية (( الذين أوتوا الكتاب )) ، التي تشمَلُنَا وتشمَلُهُم ..
.. إذاً قولُهُ تعالى (( ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب )) ليست خاصّةً بأهلِ الكتابِ كما تذهبُ تفاسيرُنا التاريخية .. والعبارة القرآنيّة .. (( حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون )) ، تُبينُ لنا الهدفَ الذي من أجلِه يأمُرُنا الله تعالى بمقاتلةِ المعنيين في هذه الآيةِ الكريمة .. وهذا ينفي تماماً مفهومَ الجزيةَ بمعنى دفع الأموالِ بدلاً عن اعتناقِ الدين ، أي بمعنى الخيارِ الآخر لاعتناقِ الإسلام ..
.. فاللهُ تعالى لم يقل .. (( قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُؤمنوا أو يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ )) .. فالجزيةُ حصراً هي هدفُ القتال ، حيث ينتهي القتال حينما (( يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ )) ..
.. وبالتالي يكونُ معنى العبارةِ القرآنيّةِ (( حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ )) .. هُوَ : حتى ينصاعَ أصحابُ تلك الجناياتِ إلى الجزاءِ المُقابلِ لِجِنَاياتِهِم ، وهم أذلاء منصاعون لما حرّمَهُ اللهُ تعالى ورسولُهُ صلّى الله تعالى عليه وسلم ..
.. وفي العطف بين العباراتِ القرآنيّةِ المُشيرةِ إلى صفاتِ أصحابِ تلكَ الجنايات .. (( الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ )) بيانٌ إلى أنَّ قتالَ هؤلاء يكون حينما يتّصفون بجميع تلك الصّفات ، ومن هذه الصفات (( وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ )) .. وهذا يؤكّدُ أنَّ المسألةَ مسألةُ جناياتٍ وحقوقٍ مُستحقّة ، فأصحابُ الرسالات الأُخرى ليسوا مُلزمين باتّباعِ الخصوصيّاتِ التي حرَّمَها الرسول صلّى الله تعالى عليه وسلّم على المسلمين ..
.. فالآيةُ الكريمةُ إذاً تعني أصحابَ الجناياتِ الذين لم ينصاعوا لِلأحكامِ التي ترتبتْ عليهم نتيجةَ جناياتِهِم تلك ، وذلك من المسلمين أو من أهلِ الكتابِ داخلَ الدولةِ الإسلاميةِ الذين لَهُم ما لها وعليهم ما عليها ..

شاهد أيضاً

ع أمل

دكتورة ماريان جرجس ينتهي شهر رمضان الكريم وتنتهي معه مارثون الدراما العربية ، وفى ظل …