الخميس , أبريل 25 2024
عصام أبو شادى
عصام أبو شادى

عروبة فى خيمة ممزقة

بقلم عصام أبوشادى
لم تكن العروبة مجرد شعار نتداوله بين أنفسنا.ولكنها عروبة الدين والدم واللغة والتقاليد. إجتمعوا سويا ليشكلوا كتلة عربية. لو إتحدوا جميعا تحت خيمة واحدة لسادوا العالم.
ولكن فى وقت من الأوقات تركوا أنفسهم فريسة للإستعمار والإحتلال .

بل منهم من إرتمى فى أحضان هذا الإحتلال ليكون سندا له وضامننا للعرش.

وفى هذا لا تمييز فالجميع مر بتلك المرحلة .بل والأكثر من هذا هناك من طلب مساعده الإستعمار فى زيادة رقعة مملكته على حساب عروبته .

فشنت الحروب وبقرت الحوامل ونحر الأطفال والرجال فى سبيل ذلك.
هكذا كانت عروبتنا فى زمن التمر وحليب الماعز.فى الوقت الذى كانت منارة العلم تبث نورها على تلك الدول فى جميع المجالات حتى وهى فى أحلك ظروفها لتخرجهم من ظلام الجهل إلى نور المعرفة والمدنية.
تلك كانت مصر التى إحتوت هذه الأمم.

ومع ثورة 52أختلف الوضع وتحركت مصر بإسم العروبة فى الإندماج بين تلك الأمم العربية ليكونوا حلفا عربيا يستطيعون به مجابهة الأعداء .بدأمن 48حتى 73وكانت نهايته عند توقيع معاهدة السلام بين مصر والكيان الصهيونى.ومنذ تلك اللحظة تفرقت سبل العروبة. وساعد عملاء الإحتلال فى توسيع الفجوة بين الأمة العربية وبث روح الطمع والحقد والكراهية بينهم.

فأصبح الجميع يتحسسون الزعامة ليست فقط على شعوبهم بل على الأمة العربية .فأضاعت تلك الزعامة الأمة بعد أن تمخضت عن ألهه يحكمون شعوبهم ولا يرحلون إلا إلى القبور.

وهناك بعيدا عبر بحار الظلمات. يجلس المخططون ليرسموا خريطة مستقبلهم على أكتاف الأمة العربية طمعا فى إعادة الماضى بالإستلاء على ثرواتهم وإستنزافها لصالحهم .

فكان المسمار الأول الذى خططوا له ونجحوا فى الحشد له بدرجة امتياز مستغلين أعتماد هؤلاء الألهه عليهم فى حفظ نظامهم. فكانت حرب العراق . والتى كانت المرة الأولى التى تواجهه فيها العروبة نفسها.

ومنذ هذا الوقت وهذا التاريخ بدأ المخطط الذى لم يعرفه أحدا إلا متاخرا وهو تفتيت الأمة العربية وتقسيمها بين الإمبراطوريات السابقة ليعاودوا أمجاد الماضى. ولكن بأى طريقة..؟

تارة بحنق الشعوب على ألهتم وتارة أخرى بالمذاهب فإستغلوا كل هذا كما ينبغى .ليكون تفكيك تلك الأمم بأيدى أصحابها .ليظهر لنا مصطلح الحروب بالوكالة .وها نحن نعيش كل هذا المخطط بل ونراه بأم أعيننا. فأصبحنا نحارب بعضنا البعض . نقتل بعضنا البعض .

دون أن نسأل أنفسنا .لما كل هذا القتل ..؟ولمصلحة من ..؟ فاذا كان الغرب قدر زرع فى نفوس البعض ومساعدتهم فى السيطرة على الأوطان بإسم الدين .وتحت مسميات مختلفة .لانهم يعلمون جيدا أن تلك النقطة هى الأهم التى ستحقق ما يصبون إليه. فى تفتيت تلك الأوطان وإضعافها ليكون من السهل عليهم إحتلالها مرة أخرى وهى خاوية على عروشها.لا رائحة فيها إلا رائحة الدماء والخراب.

ومازالت رائحة الدم تفوح فى العراق وليبيا وسوريا وجاءت اليمن لتنضم إليهم وبنفس العقيدة الرائجة الدين .ولم يكن يوما أن بنى الدين على سفك الدماء.

حمى الله الأمة العربية وإنقاذها من براثين الجهلاء الذين يريدون أن يكون ألهه مرة أخرى ولكن فى ثوب يتخفى فيه بإسم العقيدة أو المذهب. وأضاء بصيرة المغيبين الذين إستباحوا دماء بنى أوطانهم .
فياعرب شعبا وقيادة إحموا أوطانكم وحافظوا على وحدتها قبل أن يلحق بكم العار يوم لا ينفع الندم .فاعتصموا بحبل الله جميعا وإتحدوا تحت خيمة عمادها العروبة والقوة وقلوب صافية .ولا تجلسوا تحت خيمة ممزقة فتاخدكم الريح إلى حيث لا تدرون.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الضابط شفتيه، فطين

ماجد سوس تفاح من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في محلها. تلك المقولة …