السبت , أبريل 20 2024
ناصر عدلى محارب

أن كان السيد المسيح الها فكيف مات على الصليب ؟

سأحاول توصيل الفكرة ببساطة ويسر وبعيدا عن المفردات اللآهوتية التى قد تكون عسرة الفهم على البعض ، فطبيعه السيد المسيح هى طبيعة واحدة للكلمة هى الله المتجسد ” وبالاجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد ، تبرر فى الروح ، ترأى لملائكة ، كرز به بين الامم ، أومن به فى العالم ، رفع فى المجد ” ( 1 تيموثاوس 3 : 16 )
فهى اتحاد اللأهوت بالناسوت اى اتحاد الطبيعه الالهيه بالطبيعة البشريه ، والطبيعه البشريه التى اتخذها اللأهوت واتحد بها هى طبيعه بشريه كامله من “جسد ونفس وروح ” ، والطبيعه الواحدة للسيد المسيح تحمل خصائص الطبيعتين الالهيه والناسوتيه معا ، فكل طبيعه داخل هذا الاتحاد الاقنومى العجيب محتفظه بكل خصائصها دون زيادة او نقصان ، فالطبيعه اللاهوتيه محتفظه بخصائصها من حيث انة الة غير محدود وغير قابل للموت واله قدوس وكامل و الطبيعه البشريه محتفظه بخصائصها من حيث المحدوديه و قابليتها للموت وتميزها بالضعف البشرى من جوع وعطش الى اخرة من االاحتياجات البشريه ، وهذا ما نقولة ” اتحاد بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير ”

فاللة اتحد بغير استحاله بالطبيعه البشريه الكاملة بكل ضعفاتها وخصائصها ما عدا الخطية فقط وظلت بعد اتحادها باللاهوت كما هى لم تتغير فى طبيعتها وقدرتها المحدودة على التحمل واحساسها بالالم والجوع والتعب كما ظهر ذلك على الصليب ” وبذيك يكون المسيح شابهنا فى كل شى ما خلا الخطية وحدها ” .
واتحاد اللاهوت مع الناسوت هو نفس الزمن الذى تم فيه تجسد الله الكلمه وبالتحديد هو نفس زمن بشارة الملاك جبرائيل للعذراء مريم وحلول الروح القدس على العذراء فى هذه اللحظه تم التجسد وتم الاتحاد بين الطبيعتين ، وقبل هذه اللحظة لم يكن هناك تجسدا او اتحادا .

ومعنى موت المسيح ، ان الموت وقع على الطبيعه الواحدة ” الله المتجسد ” ومن هنا نقول المسيح مات ، ولكن الطبيعه الألهيه ظلت كما هى لم تتاثر بالموت لانها غير قابله للموت حسب خاصيتها اما الطبيعه البشريه المتحدة بالطبيعه اللأهوتيه هى التى تاثرت بالموت لانها قابلة للموت وموت المسيح هو نتيجة موت الطبيعه البشريه المتحدة باللأهوت ، وفيها تم انفصال الروح عن الجسد داخل الطبيعه البشريه ( جسد ونفس وروح ) وهذا هو مفهوم موت الطبيعة البشرية هو خروج الروح من الجسد .
ونضرب مثال لنفهم طبيعه اتحاد اللأهوت بالناسوت وكيف وقع الموت وتاثر بة الناسوت فقط دون اللأهوت ،
مثال قطعة الحديد المتحدة بالنار ، فالنار كاللآهوت والحديد كالناسوت ورغم اختلاف طبيعة النار عن طبيعة الحديد ومع ذلك اتحدت النار بالحديد ونرى ان فى هذا الأتحاد ظهرت طبيعة جديدة هى الحديد المحمى بالنار وظلت كل طبيعة محتفظه بخصائصها فألحديد ظلا حديدا والنار ظلت نارا ، وعندما نطرق على قطعة الحديد المتحدة بالنار ، ماذا سيحدث ؟ سنجد أن الطرق وقع على قطعة الحديد متحدة بالنار معا وليس على الحديد وحدة او النار وحدها ، ولكن النار لم تتاثر بالطرق ، اما الحديد تاثر بالطرق وتقوست قطعة الحديد فى اتجاة الطرق ، ورغم عدم تاثر النار بالطرق الا انها لم تترك قطعة الحديد التى تقوست واخذت نفس شكل قطعة الحديد المقوس نتيجة الطرق ، لأن النار متحدة بالحديد ولم تتركة .
ولكن عند خروج الروح البشريه ومفارقتها للجسد البشرى ظلت الروح متحدة مع اللأهوت ، كما كان الجسد متحدا مع اللأهوت ايضا وهذا يتفق مع ترتيلنا فى القداس الالهى ” اومن ان لآهوتة لم يفارق ناسوتة لحظه واحده ولا طرفه عين ”

وهذا يفسر ان الروح البشريه متحدة باللأهوت نزلت الى الجحيم ( الهاويه ) واخرجت كل ارواح الأباء الأبرار اللذين ماتوا على رجاء الخلاص والقيامه واصعدت الأرواح من الهاوية الى الفردوس كوعد اللة ، ويفسر ايضا أن الجسد البشرى ظل متحدا باللأهوت ولم يتاثر بالموت لانة كان متحدا باللأهوت ،
وعند القيامة رجعت الروح البشريه المتحدة باللآهوت الى الجسد البشرى المتحد باللأهوت وقام السيد المسيح ولكن بجسد ممجد ” جسد القيامة ” .

وبتبسيط نجد ان قبل الموت كان اللأهوت غير المحدود متحدا بالناسوت المحدود ( المتحد روحه وجسده معا ) فى نقطة واحدة ، واثناء الموت كان اللأهوت متحدا بالناسوت ايضا ( المنفصل روحة عن جسدة ) وذلك باتحاد اللاهوت مع الروح ومع الجسد كلا على حدى اى فى نقطتين .
فموت السيد المسيح هو انفصال روحه عن جسده داخل الطبيعه الناسوتيه وليس انفصال لاهوته عن ناسوته داخل الأتحاد الاقنومى .
ناصر عدلى محارب
بكالوريوس الكلية الإكليريكية
ماجستير فى تاريخ الكنيسة
دبلوم الدراسات العليا فى التربية والرعاية

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

لوبي باراباس الجدد ..!

لماذا لم يفكر هؤلاء الاشاوسه في نشر فيديوهات للأسقف مار ماري عمانوئيل ضد المثلية والبابا …