الجمعة , أبريل 26 2024
مروة عيسى

القوة الناعمة وتدمير الوعي العربي

مروه عيسى
مروه عيسى

بقلم / مروة عيسى
ليتنا ندرك أننا نحارب كل يوم بأشكال وطرق شتى لتأثير على هويتنا الثقافية والدينية كمجتمعات عربية ، ليتنا ندرك مدى خطورة ما يصدره لنا الغرب عن طريق القوة الناعمة المتمثلة في “الميديا” ، ليتنا ندرك أن سلاح القوة الناعمة أقوى من أسلحة القوة الخشنة المتمثلة في الآليات العسكرية والأسلحة .
فما الذي يصدره الغرب لنا و لأطفالنا ؟ هل يصدر لنا أفلاما تتناسب مع ثقافتنا وهويتنا ؟ هل ما يصدره يعمل على تنمية الوعى لدينا ؟ يصدرون فقط ما يساعدهم فقط على تحقيق أهدافهم وتسميم الوعي العربي وكانهم يدسون السم في العسل .
لنجد شبابنا بعد ذلك يقبلون بعملية التطبيع والتعامل مع الإسرائيلي مثلا المغتصب لشعب الفلسطيني على أنه جار وصديق حميم ويتناسون ما يحدث من انتهاكات كل يوم للعرب في فلسطين، فهذه عملية ممنهجة لمسح الأدمغة لدى شبابنا وأطفالنا وإلهائهم في ألعاب الإنترنت التي تجعلهم حتى ينسون الواقع الذي يعيشوه ويعيشوا في خيال ووهم لم يحقق لهم جدوى في النهاية فمثلا نجد لعبة المزرعه السعيدة توهم شبابنا بأن لديهم مزارع كبيرة وكل يوم يريدون إكمال اللعبة فهي لم تنتهي لكنها تضيع أوقاتنا فقط وتجعلنا ننزلق إلى حافة الهاوية فنهمل تعليمنا وتنمية فكرنا بما يحقق نهضة لمجتمعنا الذي نعيش فيه .
وهناك العديد من الدراسات التى آشارت بأن الرسوم المتحركة ،و الأفلام الكرتونية تلعب دور كبير فى لفت ،وشد انتباه الأطفال مما يؤثر على التفكير العقلى للطفل .إضافة إلى محاولة الأطفال تقليد ما شاهدوه فى التلفزيون .فمن هنا ندق ناقوس الخطر، ونتسأل إلى أى مدى تؤثر أفلام الكرتون على الأطفال ؟ وما هى السلوكيات التى قد يكتسبها الأطفال من مشاهدتهم لهذه الأفلام ؟
فتأثير مسلسلات الكرتون على الأطفال يكون تأثيرا تراكميا أى لا يظهر من متابعة هذه المسلسلات مدة شهر أو شهرين . بل نتيجة تراكمات يومية تؤدى إلى نتائج خطيرة ،فكيف يكون الحال إذا كانت هذه المسلسلات تعرض كماً كبيراً من العنف والخيال والسحر والشعوذة ونسف المبادىء و العقائد الدينية و السماوية بأسلوب غير مباشر؟ فلماذا لا نطور من الافلام الكرتونية الغربية ونصنع نحن بأيدينا أفلاما تشكل وعي أطفالنا وشبابنا وتحافظ على هويتنا وعقائدنا ؟ لماذا لا يوجد بديل عربي يقدم للطفل العربي؟
كما إن الأفلام الغربية موجهة للطفل والمواطن الغربى فإذا تابع أطفالنا وشبابنا فى البلاد العربية بشكل عام ما يفد إليهم من الغرب فينمو لديهم قيم غير قيم مجتمعهم الذى يعيشون بداخله. فهذه الأفلام ستؤثر فى أطفالنا ،وتضفى هوية جديدة على مجتمعاتنا ،وتتحول إلى سموم قاتلة عندما تكون صادرة من مجتمع له بيئته وفكره وتقاليده ثم يكون الملتقى أطفال بيئة ومجتمع آخر وأبناء حضارة مغايرة ولنا أن نتصور حجم الأذى و السلبيات التى تنتج عن أفلام الكرتون المستوردة و المدبلجة على الطفل العربى .حيث تعمل على تكريس الحياة الغربية فى الملبس و المأكل و المسكن مما يورث الأبناء نوعأً من التمرد على حياتهم يصل الى درجة انسلاخ الطفل عن واقعه وارتباطه بهذه المجتمعات الغربية خاصة وأن القدوة المقدمة فى هذه الأفلام يكون اسمها وعاداتها غربية .
ليس هذا فقط فما يقدموه لنا دائما في الإعلام ونحن في عصر الهيمنة الأمريكية دائما يظهر المواطن الأمريكي بشكل سامي رفيع عن كل الشبوهات فيظهر وكأنه المنقذ والمخلص للبشرية من الشر والأذى وعلى الجانب الآخر عندما نشاهد نحن كعرب ما نقِدم به المواطن العربي في مسلسلاتنا وأفلامنا وإعلامنا نجد أننا نقدمه بشكل همجي فنظهر الملتحي بأنه مغتصب ولص ويرتكب الجرائم وكأننا نؤكد لأنفسنا بأن ما نشاهده في الإعلام الغربي حقيقي ونقلده تقليد أعمى

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الضابط شفتيه، فطين

ماجد سوس تفاح من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في محلها. تلك المقولة …