الجمعة , مارس 29 2024
أنطوانى ولسن

الخطيئة الثانية .

بقلم : أنطوني ولسن / أستراليا
قال أحدهم أن المرء ينتهي من حيث يشتهي . وقد أنتهى آدم وحواء لأشتهائهما ثمرة التفاح ، وكانت ” قضمة ” واحدة كافية لأخراجهما وطردهما من الجنة والحكم عليهما بالشقاء والتعب مدى الحياة .
أنا واثق تمام الثقة أن كليهما ابتعد عن شجرة التفاح ” معرفة الخير والشر ” ولم يقرباها لسنين عديدة خوفا على نفسيهما أن يخسرا أيضا هذه الأرض ” الجنة ” التي حذرهم الرب من عدم الأقتراب أو أكل من ثمرة .. التفاح .
لكن أستطاعت الحية أن تغري حواء فأكلت من الثمرة . ذهبت الى آدم وبيدها ثمرة أخرى قدمتها له . يبدو أن آدم قد رأى حواء مختلفة عن حواء التي أوجدها الله لتكون ونيس له فأخذ الثمرة و” قضم ” منها قطعة وبدأ في ” مضغها ” لكنه تذكر أنها الثمرة المحرمة فأمسك بيده عنقه ليمنعها من ” الهضم ” لكن لقد وضعها في فمه فسقط في الخطية . شعر آدم وحواء أنهما عريانان فحاولا الأختفاء وتغطية عوراتهما . وأعتقد أن وقوع آدم في الخطية بتناوله الثمرة ووضعها في فمه كان بسبب رؤيته لحواء عارية مما أدهشه وأنساه وصية الرب .
خسرا ” الجنة ” وطردا إلى الأرض الملعونة التي إختفيا فيها بعيدا عن الله والتي حكم الله عليهما بالشقاء والتعب عند الإنجاب . على الرغم من كل هذا إلا أنهما وجدا لحظات هناء وقت الجماع الجنسي الذي أوجد غريزته فيهما الله ليحافظ عن طريقه على البشرية من الأنقراض والفناء .
منذ أيام آدم وحتى هذه الأيام ، نجد غريزة الجنس تأخذ أشكالا وأوضاعا غريبة .
أستغلت المرأة الأولى هذه الغريزة لأذلال الرجل الأول ووضعه في المنزل لتربية الأبناء ، وبالتالي السيطرة عليه سيطرة تامة .. وإلا !.
قاوم نفس الرجل هذا الأذلال بعد أن تمكن من أشعال النار ، ووجد فيها سبيلا ووسيلة للسيطرة على وحوش الغابة ، بعدها بسط نفوذه على المرأة . فخضعت له وأنقلب الوضع . فخرج هو ليصطاد وبقيت هي لطهو الطعام على تلك النار الجديدة إلى أن تعودت عليها المرأة ولم تخشاها .
أستمر هذا الحال والجنس يلعب لعبته الخطيرة بين آدم وحواء . أي بين الرجل والمرأة كل يستغله للسيطرة على الثاني وأخضاعه له بعد أن تلاشت سطوة النار وأصبحت النار من الممكن أن تؤذي كليهما وتحرقهما وتدمرهما .
خرج الرجل عن هذه الدائرة ، ووجد في معاشرته للرجل مثله مخرجا من مأزق تسلط المرأة عليه عن طريق غريزة الجنس . ووجد تفاهما تاما بينه وبين صنوه في الجنس وظهر اللواط . حرم الله اللواط . بل حاربه بحرق سادوم وعاموره لأنه ” اللواط ” تسبب في تسيب المجتمع وانغماسه في الشر والرذيلة .
لم تهدأ الحال بين الرجل والمرأة ، ولم يعيشا في سلام ووئام كما كان منتظرا بعد حرق سادوم وعاموره ، بل أخذت العلاقة بينهما أشكالا وأوضاعا مختلفة متبانية. تارة يخضع الرجل للمرأة ويسود السلام ، وأخرى تخضع المرأة للرجل محاولة ايجاد السلام .
جاء عصر المرأة . العصر الذي نحياه الأن . تمردت على الرجل . خرجت عن طوعه . شاركته في رجولته وقوته . مارست جميع أعماله . لم تعد النار تحرقها ، ولا الماء يغرقها ، ولا السماء تخيفها . دخلت الحرب وغاصت في قاع المحيطات وصعدت الى السماء بالطائرة والصاروخ . بل أنها تأخذ مكانها بين رجال الدين . فلم يعد هذا الكوكب كوكب تعاون ومحبة . ولم تعد غريزة الجنس في أحلى أوقاتها متعة محللة جميلة ، ولا سلاحا يسيطر به أحدهما على الآخر .
عرفت المرأة السيطرة على لهفتها الى الرجل ، ومارست الجنس مع المرأة مثلها . تمرد الرجل أيضا وعاد الى اللواط محاولا إيجاد مخرج لنفسه للتمتع بهذه الغريزة خارج سيطرة المرأة و ” قرفها ” . عاد البعض منهم إلى المرأة ، وعاد البعض منهن الى الرجل . وجد هذا البعض أن الأزدواجية شيء ممتع وأن لم تجد هذه وجدت تلك . و ” هاص ” الناس وأصبح الأستخفاف بأسمى غريزة وهي غريزة البقاء لا حدود له .
وهنا ظهرت الحطيئة الثانية . بمعنى أخر ظهر ضرر الخطيئة الثانية . في الخطيئة الأولى كما نعرف خرج أدم من الجنة وبعرق جبينه يأكل خبزه ، وبالأوجاع تلد حواء.
أما الخطيئة الثانية فقد أصيب آدم وحواء بأخطر وباء عرفته البشرية وهو مرض ” الأيدز ” . هذا المرض ينتشر بين الناس انتشار النار في يوم عاصف . لا يرحم طفلا بريئا ولا رجلا راعى حرمة جسده ولا أمرأة خافت الله في حياتها .
يحار الأطباء في كيفية حصر المرض ومحاربته . أصبحت غريزة الجماع أو الحب كما يطلقون عليها في الغرب ، غريزة رعب وخوف . تشككت المرأة في زوجها لأنها في أعماقها تعرف عنه أنه ” تفص وخلبوص ” .
خاف الرجل من المرأة ، قد يكون المرض أصابها أثناء ولادتها ، أو أستعمالها دورة مياه خارج المنزل . أو لربما انقادت وأخطأت ولو مرة واحدة في حياتها . من يضمن سلامتها !. أطفال يولدون أبرياء ولكنهم يصابون بالمرض . أبرياء كبار يحتاجون الى نقل دم . من يضمن أن هذا الدم لم يكن ملوثا .
لا أحد يعرف الى أين الطريق . الرعب بدأ حقيقة ملموسة بين علاقة الرجل بالمرأة وأيضا الرجل مع الرجل والمرأة مع المرأة . لا أعتقد أن الأيام المقبلة ستساعد على عودة العلاقة الحميمة الطبيعية بين الجنسين .
الخطيئة الأولى كفارتها ” دم المسيح ” . فما هي كفارة الخطيئة الثانية ؟ لا أعتقد أن لها كفارة إلا الطهارة . فهل يطهر الأنسان ؟
كلام .. وكلام
** أجمل ما في الحياة حلو ذكرياتها .
وأحلى ما في الذكريات .. يوم التوبة والأبتعاد عن الخطيئة .
** يعتقد بعض الناس أنهم أذكياء .. وبعض الناس يجعلونهم يعتقدون أنهم هكذا بالفعل أذكياء لأستغلالهم .
** قال لها أعطني قلبك .. فمنحته جسدها . فلما زهد فيه .. لم يبق شيء منها .
** الناس معادن ، فيهم الذهب وفيهم الصفيح .. التكنولوجيا الحديثة أخرجت ناس قشرة ذهب .
أنطوني ولسن

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …