السبت , أبريل 27 2024
Adel Atia
عادل عطية

شياطين برهامي وملائكة ريتشارد !

في فتوى جديدة مثيرة للجدل، أجاب الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، على سؤال لإحدى السيدات: “هل يمكن أن يكون سبب الاستحاضة والنزيف: الشيطان، أو العين والحسد؟”!

برهامي أجاب، مؤكداً: “ان الاستحاضة أو الدورة الشهرية، التي تمر بها الانثى هي من الشيطان، الذي يسعى للإضرار بالإنسان بكل ما يستطيع”!

ما أن انتهيت من قراءة هذه الفتوى، حتى وجدتني أهرب من “شيطان” برهامي إلى “ملاك” ريتشارد!

وريتشارد هذا قس ومناضل من رومانيا كتب مقالاً، بعنوان: “أنت أعطيت ملاكاً”، جاء فيه:

زرت بيتاً لاثنين قد تزوجا على يديّ منذ أكثر من أربعين عاماً مضت، فذكروني بالعظة التي ألقيتها في حفل زفافهما، قلت لهم يومئذ: في الليلة الماضية لم أستطع أن أنام

وكنت متحيراً فيما عساي أن أقوله لهما في حفل زفافهما، وكانت زوجتي قد نعست بجواري

ووجدت أنه من الصعوبة علىّ أن أجد شاهداً كتابياً استخدمه في هذه المناسبة

ولم يبق إلا عدد واحد من الكتاب المقدس ظل يطرق عقلي: “لاتنسوا إضافة الغرباء؛ لأن بها أضاف أناس ملائكة وهم لا يدرون” (عب 23: 2).. لكني تجاهلته.. فكيف يمكن أن يبني أحد في حفل زفاف عظته على هذا العدد؟!..

وحيث أن هذه الكلمات ظلت تتردد في ذهني، أخذت أفكر: “مَن مِن كل ضيوفنا الذين أتوا إلى بيتنا كان هو الملاك الذي إستضفناه؟!”

فالبعض يمكن أن تثبت بسهولة أنهم كانوا شياطين، والبعض أناس لطفاء، لكن هل يمكن أن يكونوا ملائكة؟!

ولم أجد أحداً يمكن أن يوضع في هذه الفئة، ثم استدرت إلى زوجتي النائمة وقلت لنفسي:

“هذا هو الملاك الذي استضفته دون أن أدري”. وكان هذا العدد هو المرجع لي وأنا ألقي عظة الفرح:

فأنت أيها العريس قد تسلمت الآن ملاكاً”.. لقد عومل الملائكة بطريقة سيئة في سدوم

والبعض لم يعتبرهم الناس، لكنك اليوم مطالب أن تعطي لزوجتك هذه كرامة كتلك التي يستحقها الملاك

إذا جاء ليتكلم معك.

أربعون سنة مضت، ولم يزل، الزوج يدعوها لا باسمها بل: “يا ملاكي”!.

وبعد أن قرأت كلمات ريتشارد، تساءلت:

كيف يمكن لملاك ساقط، والمدعو: شيطاناً، أن يؤذي ملاكاً متوجاً بهالة العناية الالهية؟!…

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …