الخميس , أبريل 25 2024
خالد محمود

الأرسطوات

هناك ثلاثة اشخاص لا تناقشهم:_

أولهم

من يقول لك (سبق أن قلت ) و (سبق أن أشرت ) و(سبق ان أكدت)، هذا شخص يعتقد أن العالم او مايجري فيه هو

مجرد تطبيق لنظرياته ، هوصاحب الخبرة والعلم وراوي اقصة، بل يمكن ان يختلط عليه الامر فيتصور

احيانا ان مايجري هو احد تطبيقاته.

ثانيهم

من يلتقط الخيط في النقاش فيقول لك (السياق التاريخي ) ويظل (يهري ) (يهري )متتبعا الموضوع

منذ بدء الخليقة وكلما قاطعته يقول لك لابد ان تفهم الموضوع في السياق .

ثالثتهما

من يتزي بلباس الحكمة ، ويدعي الصبر ، ليلقي في نهاية النقاش التي يفترضها (الآس ) ، (القول الفصل )

بوصفه “اوتي الحكمة كلها ) والاخرون “مجرد لامسوا الموضوع “

هؤلاء الثلاثة يعتبرون نفسهم (معلمين )وليسوا (مناقشين) ، و(أرسطوات )

قياسا ب”المعلم الأول ” أرسطو طاليس ” الذي كان يكتب بمنطق (خلصنا الكلام كله )

وجاء اخرون يكتبون بعده حواشي على متونه ، “ارسطوات ” ايضا توازيا مع اسطوات ، لكن بينما “الاسطى ”

معلم بسيط ” في صنعة ، “الأرسطا” جهبذ شامل .

حالة النقاش في مجتمعاتنا بعد الربيع العربي وظهور الانترنت ، وخصوصا الفيس بوك والكل بهاوس

اصبحت اكثر شراسة من اي موقف ميكروباص ، لا توجد فيه اي سلطة على الارض قادرة على تظيم الخلاف وعدم
تحوله لمشاجرة.

هناك كتاب مفيد للامام محمد ابوزهرة اسمه (تاريخ الجدل ) يوجز فيه اسباب الخلاف فيقول انها تتعلق

ب (غموض الموضوع، غموض محمور النزاع، اختلاف الرغبات ، اختلاف الامزجة، اختلاف الاتجاه، تقليد

السابقين في نقاش الموضوع بغير دليل، اختلاف المدارك، الرياسة وحب السلطان، التعصب ، سيطرة الأوهام )

لكن يمكن الاضاف لكلام الامام ابو زهرة وبعد الربيع والانترنت، عناصر اخرى مثل تلاشي المعايير، وتلاشي جهة

الاحتكام، وتلاشي حواجز المستويات ، والباب مفتوح للاضافة.

يمكن القول ان انتقال النقاش العام من الحلقات الثقافية الضيقة الى الحالة المليونية اربك التقاليد، لكن هناك سؤال

وهل كان هناك فعلا تقاليد محترمة في الحلقات الثقافية الضيقة . اترك الاجابة لتجربة وخبرات كل فرد.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الضابط شفتيه، فطين

ماجد سوس تفاح من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في محلها. تلك المقولة …