الجمعة , أبريل 26 2024

باحث في شؤون الحركات الإسلامية : الدولة تقف عاجزة أمام المد السلفي في الحياة السياسية

Salfi(1)
الاهرام الجديد الكندى
لا يزال استمرار حصول السلفيين على مزيد من الدعم من قِبل مؤسسات الدولة مثار اهتمام الباحثين والسياسيين، وسط اتهامات لمؤسسة الرئاسة والحكومة بتقديم كل الدعم لحزب النور والدعوة السلفية على حساب العمل الحزبي والسياسي، وهو من شأنه تديين المجال العام، وإعادة إنتاج تجربة الإخوان المسلمين في العمل السياسي بشكل جديد.

حيث قال الباحث في شؤون الحركات الإسلامية مصطفى أمين لـ/إم سي إن/، إن “الدولة المصرية تقف عاجزة، في الوقت الذي تحارب فيه الإرهاب، أمام المد السلفي في الحياة السياسية، خاصةً وأن الدعوة السلفية كانت ترفض العمل بالسياسة، وكانت تركز على الدعوة فقط، ولكن بعد ثورة 25 يناير انتهجت مسارًا جديدًا وكانت حليفًا للإخوان، ولكن مع سقوط الإخوان شعبيًا بدأ حزب النور في العمل منفردًا، وتبني خارطة الطريق؛ هربًا من الحظر السياسي الذي تعرض له الإخوان شعبيًا”، مشددا على أن “موقف الحكومة والرئاسة من السلفيين لا يزال غامضًا”.

وأكد أمين “أن حزب النور يتبع نفس أساليب الاخوان في العمل السياسي ويقوم بتديين المجال العام، ويصدر فتاوى فقهية تكفر الآخرين، ولكن الدولة لا تتخذ أي خطوات ضد هذا الحزب خشية عدم تصدع حلف 30 يونيو، ومحاولة احتواء التيار الإسلامي في المجتمع تحت مظلة حزب النور، دون أن تدري الدولة أن أغلبية المنتمين للتيار الإسلامي لا يتفقون مع الدعوة السلفية، وهناك كثير من الخلافات الأيديولوجية بينهم، وهو ما سيكون محل خلافات واسعة في حال وصول عدد كبير منهم إلى البرلمان تحت مظلة النور، فكثير منهم ربما يتبنى مواقف الإخوان ويحرج الدولة، وبدلًا من اعتماد الرئاسة والحكومة على السلفيين لاحتواء الاسلاميين سيكون ذلك سيفًا مسلطًا على الحكومة وسياساتها مستقبلًا”.

من جانبه، حذر حسام الحداد الباحث في بوابة الحركات الإسلامية لـ/إم سي إن/ من “استمرار دعم السلفيين والصمت على ما يقومون به من فتاوى تشجع الإرهاب، في الوقت الذي تقول فيه الحكومة إنها تواجه الارهاب، فلا تتخذ معهم أي قرارات صارمة ولا تراقب الفتاوى والكتب الصادرة عنهم، وفي الوقت الذي يتم فيه مهاجمة الأحزاب السياسية والنشطاء الذين يتقابلون مع ممثلي السفارات الأجنبية، يفعل حزب النور ذلك دون اتهامات أو انتقادات، وهو ما يظهر ازدواجية غير مفهومة من الحكومة تجاه حزب النور”.

وأكد الحداد على “ضرورة أن تقف الحكومة ورئاسة الجمهورية على الحياد التام بين الأحزاب السياسية، خاصة وأن حزب النور يستغل دفاع الرئيس عن النور وحديثه بأنه حزب سياسي شرعي ويقوم بعمل وطني في جذب مزيد من الأنصار ونشر مناخ طائفي تحريضي، يظهر عبر فتاوى ترفض تهنئة المسيحيين بأعيادهم، والهجوم على الغرب وثقافته، وخلق أزمات المجتمع في غنى عنها”.

وأعرب الحداد عن “دهشته جراء دفاع رئاسة الجمهورية عن حزب النور تحديدًا دون اتباع نفس الأسلوب مع بقية الأحزاب، وهو ما يطرح تساؤلات بشأن هل هناك اتفاق غير معلن بين السيسي وحزب النور قبل الإعلان عن خلع مرسي في بيان 3 يوليو 2013 والذي ألقاه الفريق أول عبد الفتاح السيسي في ذلك الوقت حينما كان وزيرًا للدفاع، وهي معلومة مهمة وبحاجة إلى معرفة الحقائق، في إطار البحث عن العلاقة الغامضة بين السيسي والنور والدعوة السلفية”.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

خلاصة موضوع وراثة ذنب أو خطيّة آدم ببساطة

للباحث القدير القمص يوحنا نصيف شرقاوي – شيكاغو آباء الكنيسة الأوائل لم يستعملوا مصطلح “وراثة …