الخميس , أبريل 25 2024
المستشار / سامح عبدالله رئيس محكمة إستئناف بالاسكندرية

” اللهم أيد الإسلام بأبي الحكم بن هشام أو بعمر بن الخطاب”

المستشار / سامح عبدالله رئيس محكمة إستئناف بالاسكندرية
المستشار / سامح عبدالله رئيس محكمة إستئناف بالاسكندرية

كتب : سامح عبدالله رئيس محكمة إستئناف بالاسكندرية
الحلقة الأولي..
كما قلت في التقديم لا أنوي أن أردد ما نقله الكتاب والرواة عن عمر بن الخطاب حتي ولو كان العقاد نفسه.. فيكفي أن تضغط علي مؤشر البحث بشأن سيرته فتظهر لك عشرات المؤلفات ومئات الأبحاث والرسائل العلمية عن عمر بن الخطاب وهنا يبدو الأمر عجيبا.. رجل رحل عن هذا العالم منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان تجد له كل هذه المساحة من الحضور وكأنه يتحدي كل وسائل التقدم وكل ضعفا للذاكرة.
تعال معي إلي عام سمي بعام الحزن في التاريخ الإسلامي..
إنه تقويم مختلف لا يقاس بمقياس الوقت الذي نعرفه لكنه يقاس بالحزن..
مقياس غاية في القسوة وعظيم في الألم..
يختبر الرسول الكريم إختبارا نفسيا أليما فوق إختيار مقاومة قريش له في تبليغ رسالته..
يموت عمه أبو طالب سنده ودرعه ثم تلحق به زوجه خديجه سكنه وبيته..
ياله من إختبار وياله من عبقري هذا الذي أسماه عام الحزن.. لم يبعث نبي أو رسول إلا ومعه عام مثل عام الحزن.. معه تجربة وإختيار..
هكذا هو قانون الحياة الذي يسري أيضا علي رسل الله
حتي مع تأييد السماء لهم فلابد من إختبار..
أنظروا إلي الرسل منذ إبراهيم عليه السلام وحتي محمد صلي الله عليه وسلم ستجدوا أن كل منهم كان لديه تجربة و إختبار وحزن وألم ومشقة..
هكذا منذ أن بعث محمد صلي الله عليه وسلم بالرسالة ولم يخلو يوما يمر عليه بغير تجربة..
القرآن كان يتلي سرا والصلاة سرا ولم ينجوا أحد ممن آمن معه من بطش قريش..
كان الأمر يبدو منطقيا بحساب البشر ومفهوما أن تقاوم السلطة القائمة في قريش هذا الدين الجديد الذي سيقلب الأمر رأسا علي عقب..
دعك من تجارة الآلهة التي ذاعت كثيرا علي السنة الكتاب والرواة فلم يكن الأمر بهذه البساطة والسذاجة..
كانت قريش تعلم جيدا وكان سادة مكة يعلمون يقينا أن محمد بعث لينهي سطوتهم ومركزهم المالي والقبلي بين العرب..
دعك من اللاتي والعزة وأنظر إلي هذا الرجل الذي يعطي للعبيد حقوقا ومركزا بل وعلوا علي السادة إن كان العبيد أكثر تقوي !
هذا هو الخطر الذي جاء به محمد..
جاء ليستبدل قيم محل أخري وليس لمجرد هدم صنم بجدران الكعبة.
كان إبن الخطاب رجل قويا يصارع الفتيان في سوق عكاظ وكان ينتمي لقبيلة بني عدي وهي القبيلة التي إشتهرت بالتحكيم بين الناس و فيما بين القبائل ومن هنا يأتي احساس عمر المبكر بالعدل فقد تربي بين قوم يعدلون بين الناس..
لكنه أيضا كان يشاركهم العداء لمحمد ولرسالته الجديدة.. كان قويا شديدا صاحب بأس في مواجهة هذا الدين الجديد الذي ينازع سطوته القبلية.
تقول كتب الرواة أن حمزة عم النبي الذي أسلم منذ بدء الرسالة كان قد لطم أبي جهل لطمة شديدة علي وجه عندما أهان محمد أمامه ولم يحرك أبي جهل ساكنا عندما صاح حمزة في وجهه وقال له ” ردها علي إن إستطعت”
ووصل الأمر إلي عمر و شعر بالمهانة التي أهين بها أحد أخواله وإستشاط غضبا وعقد العزم علي رد هذه الإهانة ليس بالكلام والبطش..
بل بقتل محمد..
هنا يتنازع رجلان من أقوي وأشد ما أنجبتهما مكة..
حمزة.. وعمر..
الأول آمن بالرسول وصفع أبي جهل دفاعا عنه..
والثاني يناصبه العداء وخرج حاملا سيفا ليقتله..
ويالها من مفارقة..
وللحديث بقية.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الضابط شفتيه، فطين

ماجد سوس تفاح من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في محلها. تلك المقولة …